في ظهيرة يوم جمعة ألماني، انطلق أكثر من 400 مصور ألماني لتسجيل الحياة الطبيعية في مدن مختلفة في بلادهم، فكانت الحصيلة معرضاً فوتوغرافياً ضخماً كان كسياحة صورية في برلين ومدن أخرى. لكن المصورين لم يعرضوا أعمالهم في ألمانيا، بل نقلها معهد «غوته» بمساعدة من السفارة الألمانية إلى العاصمة العراقية بغداد، عبر معارض تحت عنوان «يوم في ألمانيا». المعرض الأول قدم في المبنى التاريخي للحكم الملكي العراقي وسط بغداد، في مبنى «القشلة»، ثم انتقل إلى مبنى منظمة «برج بابل» الثقافية والاجتماعية وسط بغداد. وفي العرضين الألمانيين كان واضحاً الحضور النوعي الذي جذبته لقطات الحياة الألمانية. وسجلت أعمال المصورين تفاصيل الحياة الاجتماعية في ألمانيا في «يوم عادي»، كما تقول هلا ميفس المسؤولة في معهد «غوته»، وقد أظهرت حياة الناس في الشوارع والحدائق، ووثقت لنشاطات اجتماعية مختلفة، كالرقص والتسوق والتنزه. وقالت بريتا فاغنر سفيرة ألمانيا في بغداد: «حظي المعرض في بغداد باهتمام كبير وغير عادي. وسينتقل إلى مدن أخرى ، منها البصرة والحلة». وقالت ذكرى سرسم من منظمة «برج بابل» إن «ما يميز هذا المعرض عن بقية المعارض الفوتوغرافية أنه يقوم على انتشار عدد كبير من المصورين الألمان ليوثقوا الحياة في عموم ألمانيا على طبيعتها من دون تزوير». ويحاول معهد غوته، كما تقول هلا ميفس، «دعم المثقفين والأدباء العراقيين من جهة، والمشاركة في الحركة الثقافية بصورة عامة من جهة اخرى. وتوضح أن «المعرض الذي يعد توثيقاً للحياة الألمانية سجلت وقائعه في السابع من أيار (مايو) الماضي الذي كان يوم جمعة عادياً سافر فيه 432 مصوراً وانتشروا في أرجاء ألمانيا مع كاميراتهم لالتقاط ما يحدث في المدارس والمطارات وملاعب كرة القدم وفي البرلمانات وقاعات الرقص». وتختم: «ركز المصورون على حياة الناس في القرى وشوارع المدن والدوائر الصحية والمصانع المهنية باستقلالية تامة، ومن بين اللقطات هناك صورة توثق الحياة الإسلامية في العاصمة برلين».