تحتضن قاعات مركز محمود سعيد للمتاحف في الإسكندرية معرضاً فوتوغرافيا (90 عملاً فنياً) للفنانة الألمانية سلفيا كوتشيرا والفنان المصري سيد الجنزوري. يقدم الفنانان صوراً مدهشة محورها حبهما لمدينة الاسكندرية. صوّرت الفنانة الألمانية عدداً كبيراً من اللقطات الفنية المميزة والغريبة لمعالم المدينة بينما التقط الفنان المصري وجوه عمالقة مصريين واسكندريين أثروا الإبداع التشكيلي العربي في مختلف مراحله ومنهم بيكار ومحمد رشيد وصلاح طاهر ويوسف عز الدين وغيرهم. ولدت الفنانة سلفيا كوتشيرا في مدينة هامبورغ الألمانية وهي حاصلة على دبلوم أكاديمية الفنون من المدينة ذاتها، وأقامت العديد من المعارض في قاعات العرض الكبرى في أباتون وهامبورغ، وشاركت في بينالي فنت لاند الدولي، ونالت جوائز عدّة. تحب كوتشيرا التصوير الضوئي حتى بات هاجساً يشغلها ويداعب مخيلتها في كل الأوقات، وتعتبر أن «معارض التصوير فرصة كبيرة لعرض لقطات فنية مثيرة، فالصورة تغني عن قراءة مقال، ونحن في عصر الصورة، والمصور يستطيع تحريك الأشياء المتجمدة من خلال جماليات لقطاتها». وترى كوتشيرا أن الفنان الحقيقي يظل مشغولاً بالبحث عن اللقطات الجميلة في كل الأماكن وتتحول العين لكاميرا تبحث عن أماكن اللقطات المميزة فيتحول هذا الانشغال لهاجس يطارده في كل الأوقات. أما الفنان الجنزوري فهو من كبار الفنانين المحترفين في أميركا وعضو في الكثير من جمعيات التصوير الضوئي على مستوى العالم، شارك في معارض مصرية ودولية في تركيا واليابان وأميركا وفرنسا وألمانيا والسويد وأسبانبا، وحصد الكثير من الجوائز الدولية والعربية. يقول الجنزوري ل «الحياة» إن معرضه محصلة مجهود استمر 25 سنة أثمر صوراً لفنانين تشكيليين وأدباء. ويضيف: «تصوير البورتريه فوتوغرافيا صعبة للغاية ويحتاج الى تكنيك مختلف لالتقاط الصور. فهو يستلزم الدخول إلى عمق الشخصية والتعايش معها حتى نصل الى اللقطة المناسبة التي تجعل الصورة تتحدث عن صاحبها وتخبر المتلقي عنه وعن صفاته ودواخله». ويشير رئيس قطاع الفنون التشكيلية الفنان محسن شعلان إلى أن المعرضين يشتركان في كونهما للفوتوغرافيا ويختلفان في طريقة التناول والمدارس الفنية، إذ أن المعروضات تحمل الكثير من القيم التشكيلية والفنية. ويشرح قائلاً: «انجز الفنان سيد الجنزوري سجلاً أرشيفياً مميزاً للكثير من الفنانين الذين أثروا الحياة الفنية العربية لسنوات متعددة، لذا ستتم أرشفة المعروضات الفوتوغرافية الموجودة في المعرض للحفاظ عليها في شكل دائم من خلال وضعها على شبكة الإنترنت لتكون متاحة لكل الراغبين في معرفة تاريخ هؤلاء العمالقة من كل أنحاء العالم العربي، فالمعرض يمثل رموزاً مصرية مهمة في الفن التشكيلي ومنهم شيخ الخزافين في الوطن العربي، وعميد كلية الفنون التطبيقية لسنوات طويلة في مصر، ومؤسس منطقة الفسطاط الفنية الفنان سعيد الصدر وغيره كثيرون ممن لم توثق حياتهم على رغم إثرائهم للحياة الفنية لسنوات طويلة». ويؤكد شعلان أن الجنزوري وثق حياتهم من خلال لقطات بارعة لأنه «صائد للقطات وله رؤية عميقة في أعماله، مع إضفاء الروح الداخلية للصورة على الشكل الخارجي». واستطاعت كوتشيرا خلق حوار ثقافي بين أماكن معينة في الإسكندرية وهامبورغ إذ قامت بربط المناخ والبيئة وبعض الأماكن المميزة مثل المراكب في مرفأي الإسكندرية وهامبورغ، وواجهات مثل واجهة المرسي أبو العباس في الإسكندرية والكنائس في هامبورغ.