بعدما أعجبت فرقة «بوسطن بويز» الأميركية بالموسيقى الأمازيغية خلال زيارتها مناطق الأطلس المتوسط عام 2012، عادت مجدداً نهاية عام 2013 في جولة لإحياء حفلات فنية مع مجموعة «رباب فيزيون» برئاسة فولان بوحسين، وعازف الكمان عبدالله ميري، وإشراف السفارة الأميركية في المغرب. وحرصت «بوسطن بويز» على التعامل مع فنانين أمازيغيين للتعرف أكثر إلى هذا الرصيد الثقافي الزاخر، وقدمت الحفلات التي اختتمت الأسبوع الماضي في مدن مغربية عدة، من بينها الرباط والدار البيضاء ومراكش وأغادير وتارودانت، تخللتها عروض غير مسبوقة، تجمع بين النغمات الأمازيغية والموسيقى العالمية ك «الكانتري جاز» و «الروك». والحفلات التي كانت مجانية، قدمت مقطوعات غنائية مشتركة تمزج بين الأهازيج الأمازيغية المحلية والإيقاعات العالمية، إذ ردد أعضاء مجموعة «بوسطن بويز» مقاطع من أغاني «رباب فيزيون» التي تضم كلمات أمازيغية، كأغنيتي «الفيشطا» و «تامونت»، كما أدت «رباب فيزيون» جزءاً من أغاني المجموعة المقبلة من «بوسطن» باللغة الإنكليزية، ك «وات يو ساي»، ما أبهر الجمهور وجعله يتفاعل مع العروض. واستطاع أعضاء المجموعتين لفت انتباه الجمهور، خصوصاً بفضل الانسجام بين العازفين، كما أن آلة الرباب ساهمت في شكل كبير في إنجاح العروض، وقدمت المجموعتان عرضاً مختلفاً تحتفي فيه ب «الدقة المراكشية» المميزة لمدينة مراكش. وشقت مجموعة «رباب فيزيون» طريقها الفني بخطى واثقة في الساحة الوطنية، من خلال مزجها بين التراث المغربي والإيقاعات الغربية الحديثة كالتكنو والفانك، ومن أشهر ألبوماتها «الفيشطا»، خصوصاً أغنية «أغادير أوفلا». وعلى رغم عمرها الفني الفتيّ، استطاعت في فترة وجيزة أن تصنع لنفسها اسماً مميزاً بين المجموعات الغنائية الشبابية، فتوجت بجائزة أحسن مجموعة «فيزيون روك» ضمن مسابقة «ماروك ميوزيك أوورد» 2013، كما تألقت في الكثير من المهرجانات الوطنية التي شاركت فيها كمهرجان القاهرة «للجاز»، ومهرجان «تيميتار» في أغادير، والمهرجان الدولي «العنصرة» في المضيق، وسواها. وتسعى المجموعة إلى تقديم شكل جديد يراعي أذواق جميع الفئات العمرية مع الانطلاق من التراث الأمازيغي في موازاة المزج بين «الرباب» و «التكنوهاوس».