قُتل طالب في اشتباكات عنيفة اندلعت بين مئات الطلاب والشرطة داخل حرم جامعة القاهرة وفي محيطها، إثر تصعيد طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» تظاهراتهم في جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية بعد يوم واحد من انتهاء الاقتراع على مشروع الدستور المعدّل واستئناف الدراسة في الجامعات بعد تعطلها يومي الاقتراع. وكانت أعنف الاشتباكات بين الطلاب والشرطة في جامعة القاهرة التي انتشرت المصادمات على بعد مئات الأمتار من محيطها. ونظم مئات من طلاب الجماعة مسيرة داخل الجامعة رفعوا خلالها شعارات «رابعة» وأحرقوا نسخاً من الدستور، وهتفوا ضد الجيش والشرطة، قبل أن يتوجهوا إلى مبنى كلية الحقوق ليقتحموا أحد المدرجات خلال سير عملية امتحانات الفصل الدراسي الأول، ثم رشقوا مبنى الكلية بالحجارة وحطموا مكتبتها العريقة التي تضم أمهات الكتب القانونية في مصر. وخرج الطلاب من الكلية إلى الشارع بعد اشتباكات مع الأمن الإداري استخدم فيها الطرفان الحجارة، ورشق طلاب «الإخوان» سيارة للشرطة بالألعاب النارية وأوقفوا حركة السير في محيط الجامعة، ووصلوا إلى قرب مديرية أمن الجيزة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، سُمع في محيطها دوي إطلاق نار. ورشق «الإخوان» الشرطة بالألعاب النارية وزجاجات حارقة، وردت الشرطة بإطلاق نار كثيف نحو تجمعات الطلبة لتفريقهم، ودار كر وفر بين الطرفين في المنطقة امتد إلى محيط الجامعة من اتجاهات عدة، قبل أن تحكم قوات الشرطة سيطرتها على المنطقة، ثم اقتحمت الشرطة الجامعة وأغلقت أبوابها لتطارد الطلاب داخل الحرم الجامعي، وألقت القبض على عشرات منهم. وشكا عميد كلية الحقوق محمود كبيش من «تقاعس» قوات الشرطة عن حماية الكلية وعدم سرعة الاستجابة لنداءاته للتدخل للسيطرة على شغب طلاب «الإخوان» بعدما حاصروه داخل مكتبه وحطموا مدرجات في الكلية، وعطلوا الامتحانات قبل أن تُستأنف. وقالت وزارة الداخلية إنها «بُلِغَت من وزارة الصحة بوصول أحد طلاب الجامعة متوفياً إلى أحد مستشفيات الوزراة، إثر إصابته بطلق ناري، فيما أصيب 4 بطلقات خرطوش». وفي جامعة عين شمس، تظاهر مئات الطلاب أمام مبنى كلية التجارة وسط اشتباكات مع أفراد الأمن الإداري، ثم حطموا واجهة المبنى بالحجارة قبل أن يتوجهوا ناحية الباب الرئيس للجامعة للخروج إلى شارع الخليفة المأمون حيث مقر وزارة الدفاع. لكن قوات الشرطة دفعت بقواتها إلى داخل الجامعة وطاردت الطلاب وأحكمت سيطرتها على حرم الجامعة ومنعتهم من الخروج إلى الشارع بعد أن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب. وفي جامعة حلوان، تظاهر مئات الطلاب ونظموا مسيرة طافت حرم الجامعة وسط مناوشات مع أفراد الأمن الإداري فيها قبل أن تخرج المسيرة إلى الشارع ليتصدى لها معارضو «الإخوان». وفي الإسكندرية، وقعت اشتباكات بين طلاب «الإخوان» ومعارضيهم خارج الجامعة تدخلت على إثرها قوات الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على الطلاب لتفريقهم، وطاردت الشرطة الطلاب في الشوارع الجانبية وألقت القبض على عدد منهم. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف إن «معلومات وردت إلى الأجهزة الأمنية باعتزام تنظيم الإخوان الإرهابي استغلال طلبة الجامعات في إحداث أعمال شغب وعنف ومحاولة إفساد فرحة الشعب المصري بالاستفتاء على الدستور»، مشيراً إلى أن «المخطط يتضمن الدفع بعناصر مسلحة بين صفوف الطلبة واستخدامها في أعمال قتل داخل الجامعات للمتاجرة بها، كما حدث في أحداث الحرس الجمهوري» في أعقاب عزل مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي. وأضاف أن الأجهزة الأمنية قامت بالتنسيق مع رؤساء الجامعات المختلفة «لإفساد مخطط تنظيم الإخوان الإرهابي والتصدي له وتفويت الفرصة عليهم»، مؤكداً استمرار الاستنفار في كل قطاعات الوزارة «لتنفيذ المرحلة الثالثة من خطة تأمين الاستفتاء الخاصة بتأمين الشارع في مرحلة ما بعد إعلان النتائج النهائية تحسباً لردود أفعال الجماعة الإرهابية، بعدما أظهرت النتائج الأولية التأييد الشعبي الواسع للدستور الجديد». في غضون ذلك، دعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي إلى تواصل «أيام الغضب وإجراءات التصعيد الثوري» خلال الأسبوع الجاري تحت شعار «أسبوع التصعيد الثوري» استعداداً للذكرى الثالثة للثورة.