واصل طلاب الجامعات من أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر تظاهراتهم في الجامعات، وسط اشتباكات مع قوات الشرطة ومعارضيهم سقط فيها جرحى. وانتقلت المواجهات بين قوات الشرطة وطلاب «الإخوان» من محيط جامعة الأزهر إلى محيط جامعة القاهرة، فبعد أن دارت مصادمات عنيفة أول من أمس بين طلاب في جامعة الأزهر والشرطة، هدأت الأوضاع نسبياً في الجامعة، فيما اشتعلت المواجهات أمام جامعة القاهرة بعدما نظم طلاب «الإخوان» مسيرة طافت أرجاء الجامعة وسط مناوشات محدودة مع الطلاب من معارضي «الإخوان» والرئيس المعزول محمد مرسي. وخرجت تظاهرات الطلاب إلى الشارع من البوابة الرئيسة للجامعة المواجهة لميدان «النهضة» الذي طوقته قوات الجيش والشرطة ومنعت السير فيه. وسعى طلاب «الإخوان» إلى دخول الميدان للتظاهر فيه، لما له من رمزية لديهم بعد فض اعتصامهم فيه في 14 آب (أغسطس) الماضي بالقوة، لكن قوات الشرطة تصدت لهم، وأطلقت قنابل الغاز لتفريق حشود الطلاب الذين رشقوا الشرطة بالحجارة. ودارت معركة كر وفر بين الجانبين جرح فيها متظاهرون، وألقت الشرطة القبض على آخرين. وتظاهر مئات من طلاب جامعة الأزهر أمام المبنى الإداري للجامعة، لكنهم تجنبوا الخروج إلى شارع النصر لئلا تتكرر الاشتباكات مع قوات الشرطة. ووقعت مناوشات محدودة بين المتظاهرين وموظفين مُنعوا من دخول مكاتبهم. وأكد المجلس الأعلى للأزهر في اجتماع عقده أمس برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب أنه لا تعليق للدراسة في جامعة الأزهر تحت أي ظرف. وأكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة ووكيل الأزهر عباس شومان أن الدراسة في الجامعة «لا بد من أن تستمر». وقالا في بيان مشترك إن «خروج التظاهرات الجامعية عن حدود التعبير عن الرأي في سلمية تامة إلى محاولات تعطيل الدراسة، وسلوكها مسلكاً تخريبياً للبنية الجامعية، والتطاول على بعض الأساتذة، يتنافى مع القيم الإسلامية والوطنية والتقاليد والأعراف الجامعية». وطالبا إدارة الجامعة ب «الضرب بيد من حديد على أيدي المخربين من الطلاب حتى يكونوا عبرة لغيرهم. أما المندسون من غير الطلاب فيجب أن يحاسبوا حساباً قانونياً رادعاً وفق جريمتهم في حق الجامعة والوطن». وتظاهر مئات من طلاب «الإخوان» في جامعة حلوان، ووقعت مناوشات محدودة بين أنصار مرسي ومعارضيه داخل الجامعة، تبادل خلالها الطرفان الرشق بالحجارة، قبل أن يتدخل الأمن الخاص في الجامعة للفصل بينهما، عبر تشكيل حاجز بشري بينهما. وتظاهر عشرات من أنصار «الإخوان» في محطة مترو أنفاق حدائق حلوان، ورشقوا القطارات بالحجارة، قبل أن يفترشوا القضبان لإيقاف حركة المترو، ما استدعى تدخل قوات الشرطة التي فرقت المتظاهرين وطاردتهم بالهراوات، فيما رشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة، وتم توقيف عدد منهم. وشهد محيط دار القضاء العالي أمس وجوداً أمنياً مكثفاً من قوات الجيش والشرطة، تحسباً لتظاهرات دعا إليها «الإخوان» دعماً ل «استقلال القضاء» واحتجاجاً على إحالة 7 قضاة من أنصار مرسي على مجالس صلاحية، وانصرف موظفو دار القضاء مبكراً لتمكين الأمن من إغلاق محيطه. وفي جامعة الزقازيق في محافظة الشرقية، وقعت اشتباكات بين الطلاب والشرطة داخل الحرم الجامعي، بعدما دخلت قوات الأمن الجامعة لتحرير عميد كلية الهندسة حمدي شهاب الذي احتجزه عدد من طلاب «الإخوان» احتجاجاً على قراره فصل عدد من زملائهم بناء على قرار من مجلس تأديب الكلية الذي رأى أنهم «أثاروا الشغب» فيها. وتجمع مئات من طلاب «الإخوان» في المبنى الإداري للكلية، وحاصروا مكتب عميدها ورفضوا مغادرته قبل إلغاء قرار فصل زملائهم، وكاد الطلاب يقتحمون مكتب عميد الكلية وسط غضب عارم فشل الأمن الخاص في السيطرة عليه، ما استدعى طلب تدخل قوات الشرطة لفض تجمع الطلاب. واقتحم عدد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب «الإخوان» في جامعة المنوفية مكتب رئيس الجامعة صبحي غنيم وحطموا بعض محتوياته، احتجاجاً على تحويل عدد منهم على مجالس تأديب على خلفية مشاركتهم في التظاهرات. ووقعت اشتباكات بالأيدي بين أنصار «الإخوان» وأمن الجامعة والموظفين في مكتب رئيس الجامعة. وفي سيناء، قال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي إن عناصر القوات المسلحة والشرطة «واصلت تنفيذ ضرباتها الأمنية الناجحة ضد الأوكار والبؤر الإجرامية التي تتمركز بها العناصر التكفيرية المسلحة والمطلوبين جنائياً في مدينة العريش في شمال سيناء». وأشار إلى أن «القوات دهمت ودمرت 12 بؤرة تتمركز فيها العناصر الإرهابية المسلحة وتمكنت من إلقاء القبض على 54 فرداً من العناصر التكفيرية وجد بحوزتهم حاسب آلي يحتوى على عدد من المخططات الإرهابية». ولفت إلى أن «القوات ألقت القبض على رجل يرتدي زي امرأة متنقبة أثناء مراقبته أوضاع أحد المكامن الأمنية في مدينة رفح».