قبل أيام من بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول في الجامعات المصرية، كثف طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» تحركاتهم لفرض إضراب عن الدراسة، ولو بالقوة، وسط صدامات اتسع نطاقها مع قوات الشرطة التي تمنع تظاهرات الطلاب من الخروج إلى الشارع. ووقعت أمس اشتباكات بين الطلاب وقوات الأمن في جامعات القاهرة والأزهر والمنصورة، ومناوشات بين الطلاب والأمن الإداري في جامعة حلوان. وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الطلاب والشرطة في محيط جامعة الأزهر التي اعتدى طلاب «الإخوان» على مبان عدة فيها أمس وأول من أمس. وكرر الطلاب والطالبات في فرع البنات في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) تظاهراتهم في الجامعة وحاصروا مقار كليات عدة ومنعوا أطقم التدريس والطلاب من الدخول في محاولة لفرض إضراب كانوا دعوا إليه بالقوة. وتحدث أساتذة في جامعة الأزهر عن اعتداءات طاولتهم من الطلاب والطالبات وصلت حد الضرب وتمزيق الملابس. وخرجت تظاهرات الطلاب إلى الشوارع المحيطة بالجامعة لتتصدى لها قوات الشرطة في مشهد تكرر مراراً منذ بدء العام الدراسي الحالي، لكنه آخذ في التصاعد مع قرب امتحانات الفصل الدراسي الأول وأيضاً موعد إجراء الاستفتاء على الدستور المقرر الشهر المقبل. وفرّقت قوات الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع تجمعات الطلاب وطاردت العشرات منهم في الشوارع الجانبية، وردّ الطلاب بقذف الشرطة بالحجارة وزجاجات حارقة. وألقت الشرطة القبض على عدد من المتظاهرين. وعاد الطلاب إلى محيط حرم الجامعة، فحرقوا أشجاراً وسيارات للاحتماء بالدخان من آثار الغاز الذي أطلقته الشرطة داخل الجامعة. وتجمعت عشرات الطالبات أمام البوابة الرئيسة للجامعة، ومنعن زميلاتهن من دخول كلياتهن، وأغلقن مدرجات دراسية لفرض إضراب عن الدراسة. لكن المجلس الأعلى لجامعة الأزهر أكد في بيان عقب اجتماع ترأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب انتظام الدراسة في الجامعة من دون تعطيل أو تعليق وعقد الامتحانات في موعدها المحدد في 29 الجاري «مهما كانت الظروف»، معرباً عن «تأييده للجامعة في كل ما تتخذه من إجراءات لتحقيق انتظام الدراسة، وانتظام الامتحانات». وكان مفتي مصر شوقي علام استقبل أمس رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد وأكد خلال اللقاء ضرورة انتظام الدراسة في الجامعة، مهيباً بالطلاب «الالتزام بأخلاق الكتاب والسنة، وأخلاق طلاب العلم وإعطاء صورة ناصعة لجامعة الأزهر». واعتبر أن «ما يحدث الآن من أعمال عنف وتخريب واعتداء يخالف ما عهدناه ممن ينتسبون إلى جامعة الأزهر من آداب الحوار والاختلاف في الرأي وحفظ الممتلكات». واشتعلت الأحداث أيضاً في جامعة القاهرة، بعدما خرج مئات من طلاب «الإخوان» من البوابة الرئيسة للجامعة في اتجاه ميدان النهضة للتظاهر فيه، لكن قوات الجيش والشرطة كانت أغلقته ومنعت حركة السير فيه، وظل الطلاب يهتفون في مواجهة قوات الشرطة بشعارات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة «الإخوان» وأخرى تنتقد الجيش والشرطة. وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب الذين عادوا إلى حرم الجامعة بعد كر وفر بين الطلاب والشرطة أصيب خلاله عدد غير محدد من الطرفين. وألقت الشرطة القبض على متظاهرين. وأضرم طلاب النيران في أشجار داخل الجامعة وحطموا أرصفة لاستخدام حجارتها في رشق الشرطة. ووقعت اشتباكات مماثلة أمام جامعة المنصورة، فيما وقعت مناوشات محدودة بين طلاب «الإخوان» في جامعة حلوان والأمن الإداري. من جهة أخرى، شن الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي هجوماً حاداً على جماعة «الإخوان المسلمين» بسبب ادعائها قتل الجيش أحد ضباطه. ونعى علي في بيان العميد في إدارة المشروعات الكبرى التابعة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة سرور أحمد الذي لقي مصرعه في حادث سير جُرح فيه ثلاثة ضباط في وسط سيناء. وقال علي: «رغم المصاب الأليم الذي لحق بأسر المتوفى والمصابين في الحادث، إلا أن آلة الكذب الإعلامية التي تديرها جماعة الإخوان المسلمين ما زالت تروج الأكاذيب والأباطيل من دون مراعاة للشعور الجمعي لأبناء مصر في افتقاد واضح للحس الإنساني والمسؤولية الاجتماعية والوطنية»، مشيراً إلى أن «المواقع الموالية لتنظيم الإخوان اتجهت إلى الادعاء بأن القوات المسلحة قامت بتصفية ضباطها الموالين للجماعة ودبرت لهم الحادث المذكور للتخلص منهم». وناشد وسائل الإعلام «تحري الدقة والموضوعية في ما يتم نشره أو إذاعته عن المؤسسة العسكرية والالتزام بمسؤوليتها تجاه مصر خلال تلك الفترة التي تحتاج فيها البلاد إلى العمل والبناء». وأشار إلى أنه «تم نقل المصابين إلى المستشفيات العسكرية بطائرات إسعاف طبي مجهزة لتلقي العلاج اللازم». إلى ذلك، أوضح علي أن قوات الجيش ضبطت خلال حملة أمنية في العريش ورفح 22 مشتبهاً بهم بينهم عضو جماعة «بيت أنصار المقدس» مسعد حمدان سالم وفي حوزته بندقية آلية، كما تم حرق وتدمير سيارة و3 دراجات بخارية خاصة ب «عناصر تكفيرية تستخدمها في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد قوات إنفاذ القانون في شمال سيناء». ولفت إلى أن «عناصر الاستخبارات الحربية في العريش تمكنت استناداً إلى عملية جمع معلومات على مدار الأيام الماضية من العثور على كمية من الأسلحة والذخائر بينها مدفعا هاون وطلقات مضادة للدبابات».