أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ارتياحه الى «المناخات الإيجابية السائدة في الداخل (لبنان) راهناً وعنوانها الأول تشكيل حكومة جديدة»، منوها ب «الدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) لتوفير مثل هذه المناخات وتوطيد الوحدة والاستقرار». وشدد ظريف خلال زيارته سليمان أمس للبحث في العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة والوضع في سورية، على «أهمية أن تقوم علاقات جيدة بين ايران والدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية من أجل تركيز الاستقرار في المنطقة وحمايته». وشكر لسليمان «اكتشاف مرتكبي تفجير مقر السفارة الإيرانية في بيروت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي»، ناقلاً تحيات الرئيس حسن روحاني إليه والرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية. وفي الشأن السوري، لفت ظريف إلى «ضرورة أن تتوقف دورة العنف في سورية ويضع مؤتمر «جنيف-2» أسس حلول سلمية، على أن يقرر الشعب السوري بنفسه المستقبل السياسي لبلده»، مشيراً إلى أن «ايران، سواء دعيت إلى هذا المؤتمر أم لم تدع، فهي ستواصل مساعيها من أجل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، الذي ينعكس إيجاباً على الوضع في لبنان». ورحب سليمان، من جهته، بالوزير الإيراني والوفد المرافق له، منوهاً «بما تقوم به ايران على المستويين الدولي والإقليمي وانعكاساته الإيجابية بشكل عام»، مشدداً على «أهمية وضرورة الحوار الإيراني مع الدول العربية وإقامة علاقات جيدة في سبيل الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وضرورة أن يتوصل مؤتمر «جنيف-2» إلى وضع خريطة طريق لحل سلمي للأزمة السورية ويقرر تالياً أبناء الشعب السوري مصير بلدهم». وأبدى ارتياحه إلى «المباشرة بوضع بنود الاتفاق في شأن النووي الإيراني موضع التنفيذ». وحمّل الرئيس اللبناني، ظريف تحياته إلى «روحاني ومرشد الجمهورية السيد خامنئي». وزار ظريف، رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد الظهر في حضور السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور والمستشار الإعلامي علي حمدان. وعرض المجتمعون الأوضاع والتطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية. ونقل ظريف، إلى بري دعوة رسمية من رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني لزيارة طهران. واستبقاه بري إلى الغداء. وزار ظريف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام مساءً ولم يدل بتصريح بعد الزيارة. ومساء التقى الامين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله. وكان زار أضرحة «شهداء حزب الله» في روضة الشهيدين قبل الظهر. وسبق ان اعلن بعد وصوله مساء أول من أمس، الى مطار رفيق الحريري الدولي أن «وفداً قضائياً حقوقياً إيرانياً سيزور لبنان في المستقبل ليتدارس مع المعنيين في السلطات اللبنانية المختصة ملابسات الانفجار الإرهابي الذي استهدف السفارة الإيرانية في بئر حسن». وفي طهران، كشف رئيس اللجنة الدفاعية التابعة للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى العميد إسماعيل كوثري، أن وفداً من اللجنة زار سورية ولبنان قبل أشهر عدة، وقابل الرئيس بشار الأسد ومسؤولين سوريين، والسيد نصرالله. وقال كوثري: «إن نصرالله أخبرنا خلال الاجتماع أنه بعد قرابة 9 أشهر من بدء الأحداث في سورية، بأن الأوضاع قاتمة وأن الأمر انتهى تقريباً، فذهبنا مع مسؤولين لزيارة قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي)، وقلنا له قدموا حلاً لسورية وبشار الأسد. واستمع سماحته إلى حديثنا كله، وفي الختام، قال إنكم مخطئون، اذهبوا وقوموا بأعمالكم، وخططوا، فإن سورية وبشار الأسد كلاهما باقٍ». ورأى كوثري أن موقف خامنئي يدل على «أننا إذا صمدنا، فإن العدو لا يمكنه أن يرتكب أي حماقة».