فضل كثيرون إطلاق اسم «وادي لمى» على وادي الأسمر في محافظة حقل، وهو المكان الذي سقطت في إحدى آباره الارتوازية الطفلة لمى الروقي أخيراً، وذلك تخليداً لذكرى الطفلة وكذلك الوادي الذي لم يكن معروفاً قبل الحادثة إلا من أهالي المحافظة والبدو الذين يمرون عليه. ويبلغ طول الوادي نحو 30 كيلومتراً، ويعود سبب تسميته لسمرة أرض الوادي، وتتفرع منه أودية عدة، منها وادي الضييقات ووادي المسما ووادي أم صفيح ووادي المزيلاقات ووادي الفرش، وغيرها من الأودية الصغيرة، وجميعها تصب في وادي الأسمر حتى يصل إلى وادي أم جرفين الذي يصب في خليج العقبة. وهضابه القريبة من موقع الحادثة تعد مسكناً للبادية باعتبارها منطقة رعوية يقصدها البدو من مختلف المناطق القريبة، لكن الوادي على ما تمتاز به أرضه من منطقة رعوية فإن شح الماء شكّل عائقاً أمامهم، إذ يحتاجون قطع مسافة 40 كيلومتراً لمنطقة تعرف بوادي الشرف لجلب الماء من هناك، وإضافة إلى تلك المسافة واجهتهم مشكلة أخرى، هي تعطل الماكينات الارتوازية في وادي الشرف باستمرار حتى ظهرت فكرة حفر بئر ارتوازية في وادي الأسمر بهدف سقيا البدو لوجه الله. وبدأت عمليات حفر البئر في وادي الأسمر من طريق فاعل خير في العام 1426ه، لكن بعد مرور شهرين وصل فيها إلى عمق 114 متراً تم منعه بحجة أن الأرض مملوكة لإحدى الجهات الحكومية، وعلى رغم السماح له اضطر فاعل الخير إلى تأمين البئر وتسليمها بصفة رسمية، واستمر أهل البادية هناك على حالهم حتى عمدت مديرية مياه تبوك - بحسب الأهالي - في العام 1430ه إلى حفر بئر بمنطقة تعرف بوادي المجيفل على بعد كيلومترين غرب بئر وادي الأسمر، هذه البئر التي تم حفرها ثم تأمينها لا يعرف مكانها إلا الأهالي. ودفع سقوط «لمى» العشرات إلى ابتكار أجهزة في وقت قياسي لم يتعدَّ أياماً بهدف المساعدة في إخراجها، في حين أطلق الكثير من الآباء والأمهات اسم لمى تيمناً به، فلم يعد يعرف الآن هذا الوادي باسم وادي الأسمر، وإن رغب ساكنوه في عدم تغيير اسمه، فالجميع لن يذكره إلا باسم وادي لمى.