أكد ل"سبق" أحد أبناء صاحب بئر وادي الأسمر، الذي سقطت فيه الطفلة لمى الروقي، أن والده أخلى مسؤوليته عن البئر منذ عام 1426ه بشكل رسمي في إمارة محافظة حقل، بعد أن تم منعه من استكمال العمل رغم أمر السماح له بذلك. وقال: "والدي تقدم بمعاملة رسمية لإمارة حقل أبدى فيها رغبته بحفر بئر إرتوازي خيري بمنطقة "الأسمر"- 30 كلم عن محافظة حقل- لوجه الله بهدف سقيا البادية بالمنطقة والمارين، وبعد أن استكملت المعاملة إجراءاتها الرسمية صدرت الموافقة في عام 1425ه من مياه تبوك على حفر بئر إرتوازي حسب المواصفات الفنية للوزارة".
وبحسب الخطاب التي حصلت "سبق" على نسخة منه فإن مديرية المياه بتبوك طلبت أيضاً من الإمارة بعد الانتهاء من حفر البئر تسلميه لها؛ ليتم حفظه لديهم ضمن آبار السبيل.
وتابع ابن صاحب البئر: "بعد صدور الموافقة واستكمال كافة الإجراءات، بدأنا في عمليات حفر البئر في عام 1426ه، إلا أنه وبعد مرور شهرين من الحفر وصلنا فيه إلى عمق 114 متراً تقريباً، تم إيقاف العمال المتواجدين هناك؛ بحجة أن الأرض مملوكة لإحدى الجهات الحكومية، الأمر الذي دفع والدي للتوجه لإمارة المحافظة للسؤال عن سبب ذلك، ولماذا يتم السماح له بالحفر في أرض حكومية مع العلم أن أي شخص يتقدم بطلب حفر بئر تتطلب مرور معاملته على كافة الجهات المختصة لسؤالها إن كان لديها اعتراض على الموقع من عدمه؟!".
وأكمل: "بعد الإيقاف المفاجئ توجه والدي لإمارة محافظة حقل وسلَّم البئر لهم بصفة رسمية، وتم إخلاء مسؤوليته بعد أن وضعنا على فوهة البئر (كيسية) وهي عبارة عن ماسورة 14 بوصة، ووضعنا عليه حديداً وتم تلحيمه بشكل دائري خشية سقوط أحد فيه، كما وضعنا تراباً حول الماسورة الظاهرة على سطح الأرض بطول متر تقريباً، ومنذ كل ذلك التاريخ وما قمنا به من إجراءات تم إخلاء مسؤوليتنا من البئر".
يشار إلى أن مدير عام المياه بتبوك نفى في تصريح قبل عدة أيام ل"سبق" علم إدارته عن هذا البئر، وقال: "لم نصرح بحفر بئر في ذلك الموقع، والتصريح لحفر بئر يتطلب أن تكون في أرض يملكها صاحب الطلب بصك شرعي أو بحجة استحكام".
وأضاف: "الأرض التي حُفر بها البئر التي سقطت فيها الطفلة، هي أرض حكومية، وبالتالي لا يمكن أن نصدر تصريحاً بحفر بئر عليها"، وتابع: "جميع الآبار التابعة لمياه تبوك نقوم بمتابعتها بصفة مستمرة خشية أن تسبب الضرر لأحد، وإدارتنا مستعدة لردم أي بئر تشكل خطراً على الآخرين، كما ندعو أي مواطن أن يبلغ عن أية بئر مكشوفة وفيه ضرر على الآخرين".