لم يستبعد مدير عام الدفاع المدني بمنطقة تبوك اللواء مستور بن عائض الحارثي، احتمالية دفن جثة الطفلة "لمى الروقي" داخل البئر التي سقطت فيها بوادي الأسمر بمحافظة حقل غرب تبوك قبل نحو أسبوعين؛ وذلك في حال تعثر عمليات الحفر القائمة وخطورتها على المنقذين، مشيرا إلى الاستئناس برأي مفتي عام المملكة، موضحا أن هناك حالات مماثلة تم إنهاؤها بهذا الشكل في أوقات سابقة. وأكد الحارثي خلال مؤتمر صحفي عقدته المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة تبوك، أمس، أن رجال الدفاع المدني لم يألوا جهدا في استخراج الطفلة لمى، إلا أنهم واجهوا صعوبات مناخية وتضاريسية بالموقع، إضافة إلى بعض المشاكل الفنية كتعطل بعض المعدات وصعوبة نقلها من مكان إلى آخر نظرا ل"ثقلها"، وكذلك عدم "تكييس" البئر الارتوازية، الأمر الذي أعاق التقدم في عمليات الحفر بالشكل المخطط له، وقال "لو كانت البئر واضحة المعالم لكان ضباط الدفاع المدني قبل الأفراد، هم أول الواصلين للجثة، واستخراجها". وشدد اللواء الحارثي على أن عملهم إنساني في المقام الأول، ويرجون الأجر والمثوبة من الله، مشيرا إلى أن العديد من وسائل الإعلام وبعض أفراد المجتمع تحاملت بشكل كبير على فرق البحث، وحملتها تأخر الإنقاذ، وهذا مناف للحقيقة ونكران للجهود المبذولة. وأبان اللواء الحارثي أنه تم التعرف على صاحب البئر، وجرى التحقيق معه في عدم ردم البئر وتركها مكشوفة في منطقة صحراوية يرتادها المتنزهون وأهل البادية، إذ أفاد بأنه اتفق مع مؤسسة لردم البئر قبل نحو 8 سنوات، إلا أن عوامل التعرية وتعاقب السيول عبر الوادي، أدى إلى انكشافها. وأضاف أن بيانات الدفاع المدني ووزارة الزراعة كشفت عن أن البئر ليست مسجلة ضمن الآبار الرسمية، مؤكدا على أن التحقيق في الحادثة مستمر، وسيتم إيضاح النتائج عند الانتهاء منه. وحول الاستعانة بعمالة "أفغانية"، أكد اللواء الحارثي أن الدفاع المدني يمتلك أفضل الآليات والعناصر البشرية، إلا أن المجال مفتوح للمتطوعين والاستعانة بهم كما هو معمول به في كل دول العالم، وأردف قائلا "الأفغان متمرسون في حفر الآبار وكلنا نتفق على ذلك، وسأستعين بأي شخص يساعد في عمليات البحث، ونحن نعمل وسط ظروف صعبة". وأضاف أن رجال قوات الطوارئ الخاصة بالدفاع المدني، كان لهم الدور الأكبر في عمليات الحفر، ولديهم خبرات في مثل هذه العمليات، وتدربوا عليها في فرنسا، إلا أن الفرق واجهت معضلة صلابة الأرض وعدم وجود تكييس للبئر يحميها من الانهيار وسقوط التربة بداخلها، وقال "بئر لمى معقدة، نحن لا نحفر بل ننحت". عمليات البحث • ورد بلاغ بسقوط الطفلة لمى لغرفة عمليات الدفاع المدني عصر يوم 17 صفر الماضي. • تم تمشيط الوادي من قبل فرق البحث ولم يتم العثور على الطفلة. • جرى الحفر من 3 جهات لدخول الآليات لعمق مواز للبئر. • شارك في البحث إلى جانب الدفاع المدني خبير من شركة أرامكو وفريق من هيئة المساحة الجيولوجية، وجيولوجيين من جامعة تبوك ومندوب من شركة بن لادن، كما تم الاستعانة بمؤسسة خاصة لتكييس البئر ومنعه من الانهيار. •جرى الاستعانة بالحفار الفرار لحفر بئر موازية وعمل فتحة جانبية. • أسهمت الفتحة في الوصول إلى البئر يوم 28 صفر ووجدت دمية الطفلة وانبعثت رائحة. • انهارت التربة بشكل مفاجئ، مما أدى لهبوط الجثة إلى عمق أطول. • بلغ عدد المشاركين في البحث 183 مختصا و33 متطوعا بمعاونة 91 آلية ومعدة.