جددت وزارة الزراعة السعودية على لسان وكيلها الدكتور خالد الفهيد تأكيداتها القاضية بمنع الاتجار بالحطب أو الفحم المحلي وتداوله بين المستهلكين، داعية في الوقت نفسه المستثمرين الراغبين في دخول هذا المجال لاستيراد الحطب من الدول التي تمتاز بوفرة إنتاجها، قبل أن تبادر بتقديم «تسهيلات» حكومية تشجيعية تصل إلى إعفاء المستوردين من الرسوم الجمركية لاستيراد الحطب من الخارج، في جميع المناطق السعودية. ويأتي تأكيد وكيل وزارة الزراعة تزامناً مع الأجواء الباردة التي تعيشها غالبية المدن السعودية هذه الأيام، وإقبال المستهلكين على شراء الحطب، خصوصاً في مدينة حائل، مشددة في الوقت نفسه على سن إجراءات وقوانين رادعة لكل مخالف لمنع الاحتطاب الجائر، إضافة إلى مصادرة كميات الحطب الموجودة لدى الباعة بعد إنذارهم، وبالتالي القضاء على الاكتساب غير المشروع. وأكد وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة الدكتور خالد الفهيد، في حديث خاص ل«الحياة» خلال تدشينه ورش عمل في منطقة حائل أمس أن ما تتسببه بعض الأيادي البشرية من تدمير للغطاء النباتي بوجه عام نتيجة للاحتطاب الجائر الذي يمارسه البعض بغية الربح والتكسب على حساب الأرض هو ما دفع الوزارة إلى تشكيل لجان رقابية تضم جهات حكومية لتقوم بحملات «مفاجئة» لأماكن تجمع الباعة والمحتطبين الجائرين، مطالباً المواطنين الراغبين في الاستثمار في مجال استيراد الحطب والفحم، باستخراج تراخيص تخولهم الدخول في مجال استثمار الحطب من دول المنشأ، بوصفها فرصة تجمع كثيراً من التسهيلات التي أقرتها الدولة أخيراً، للاستيراد الخارجي للحطب والفحم على وجه التحديد، وعلى رأسها إعفاء المستثمرين من الرسوم الجمركية لهذه السلعة، وبالتالي طرحها في السوق المحلية وبأسعار معقولة، معتبراً أن الحطب المستورد لا يقل جودة عن أنواع الحطب المحلي من حيث الجودة على رغم أن الكثيرين من أصحاب الخبرة في الحطب وأنواعه يرون عكس ذلك. وثمّن وكيل وزارة الزراعة جهود جميع الإدارات العامة لشؤون الزراعة بالمناطق، والمديريات بالمحافظات بتفعيل قرار منع بيع الحطب والفحم المحلي في الأسواق، التنسيق مع إمارات المناطق والأمانات والبلديات في تلك المناطق، من خلال التشديد على تطبيق الإجراءات المتخذة على نقل الحطب والفحم ومتابعة الأجهزة التنفيذية لرصد مخالفي الاحتطاب الجائر وتطبيق العقوبات الرادعة بحقهم. وكان وكيل وزارة الزراعة الفهيد قد دشن صباح أمس في فندق القولدن توليب بمنطقة حائل فعاليات ورشتي عمل حول «زراعة وإنتاج الحمضيات، وأخرى عن دعم الجمعيات النسوية وتنمية الأسر المنتجة في السعودية يستضيف فرع وزارة الزراعة بمنطقة حائل بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، متوقعاً أن تسهم الورش في دعم جميع المهتمين بزراعة الحمضيات وكذلك الأسر المنتجة. وأشار إلى أن الورش اشتملت على أوراق عمل عن «الحمضيات في المملكة»، و«إدارة المياه في إنتاج الحمضيات»، وكذلك «المكافحة المتكاملة في آفات وأمراض الحمضيات»، كما اشتملت على ورشة عمل دعم الجمعيات النسوية وتنمية الأسر المنتجة في المملكة، إضافة إلى مناقشة «الجودة في الصناعات الغذائية»، و«التجربة السعودية في تطوير الأسر المنتجة»، وكذلك «تنمية الأسر المنتجة وتطويرها في المناطق الريفية، إضافة إلى إقامة ورقة عمل بعنوان: «الممارسات الزراعية الجيدة خلال الإزهار والإثمار لتحسين إنتاج وجودة الحمضيات»، و«أثر الإجهاد البيئي والملوحة في إنتاج الحمضيات وكيفية علاجها»، وكذلك «تطوير وتحسين معاملات الحصاد وما بعد الحصاد للحمضيات»، فضلاً عن تدريب عملي على الصناعات الغذائية، مبيناً أن الورش يشارك فيها خبراء زراعيون من تونس والمغرب، إضافة إلى الخبراء السعوديين.