انضم أكثر من 170 شاباً، لحملة أعلن عنها مركز النشاط الاجتماعي في بلدة المنيزلة (محافظة الأحساء)، لتنظيف المقبرة والمغتسل، وفوجئت اللجنة المنظمة بهذه الأعداد الكبيرة، التي تنافست لتحويل المقبرة من أرض صامتة مليئة بالكآبة إلى مكان نظيف يعج بالأشجار الخضراء. وأوضح عضو اللجنة المنظمة أحمد البراهيم أن هذا النشاط يأتي ضمن الخطة السنوية لبرامج المركز. وقال البراهيم: «إن عدد المتطوعين يمكن أن يكون مفاجئاً للبعض، لكنه بالنسبة لي أمر متوقع، فمنذ انطلاقة هذا النشاط قبل أربعة أعوام، وهو يجد قبولاً اجتماعياً مميزاً، وأعداد المتطوعين لتنظيف المقابر في ازدياد، وهذا أمر ليس بمستغرب على أبناء البلدة المحبين لخدمة مجتمعهم، وجميع من عملوا هم متطوعون لا يرجون أجراً أو مكافأة، على رغم العمل المضني والمرهق الذي قاموا به، وهذا سر نجاح المشروع واستمراره من عام لآخر». وأضاف: «إن المفاجئ في هذا العام هو مشاركة الشباب دون سن 15 عاماً، وهو أمر لافت إذ أثر هذا النشاط في جيل نعتقد بأنه سيحمل راية العمل التطوعي للجيل الذي بعده»، مضيفاً: «نجد تعاوناً كبيراً من أبناء البلدة الذين يعرضون مساعدتهم من دون تردد، وتوجهنا لتنظيف المقبرة والمغتسل من باب الوفاء لأهلنا النائمين تحت التراب، ولكي نرسل رسالة بأن النظافة إذا بدأت من المقابر ستنتقل بلا شك إلى الشوارع والأحياء». واستمر العمل لساعات طويلة، وتشكلت فرق منظمة لتسيير العمل، لتتحول المقبرة فيما بعد إلى ما يشبه الحديقة العامة. وذكر مشاركون أن أهمية هذا العمل التطوعي تكمن في أن هذا المكان هو «المنزل الأخير لجميع سكان البلدة لذا فمن واجبنا أن ننظف ونزيّن منزلنا المقبل، ناهيك عن رد الوفاء لساكني هذه المقبرة من أهلنا وذوينا وأصدقائنا». وخالط العمل سرد للذكريات، ما إن تقع أعين العاملين على قبر أية شخصية من الشخصيات المدفونة، ليبدأ عصف الذكريات ينتشر في المكان، وحرصت اللجنة المنظمة على توفير الأدوات اللازمة للتنظيف وتجهيز المشروبات والمرطبات للمتطوعين. فيما أشاد عدد من الأهالي بهذه اللفتة التي وصفت ب«الإنسانية الجميلة».