لا يتردد أفراد لجنة حفر القبور وتجهيز الموتى في بلدة أم الحمام بمحافظة القطيف في الخروج ليلاً أو في أي ساعة من ساعات اليوم، إلى المقبرة لحفر قبر ميت توفي حديثاً، غير آبهين لسوء وتقلبات الأحوال الجوية كالغبار أو المطر أو غيرها، وهم يحتاجون ما بين الساعة والنصف إلى ثلاث ساعات حسب الأجواء لتجهيز القبر، فيما يعمل آخرون على نقل الميت من المستشفى وتغسيله وتجهيزه قبل الدفن بحسب رئيس لجنة المرافق في جمعية أم الحمام الخيرية سعيد مسعود. يقول مسعود: «أنام والهاتف بجانبي تحسباً لورود مكالمة حتى بعد منتصف الليل لإبلاغي بوجود حالة وفاة، وبمجرد أن يصلني الخبر أقوم بإرسال رسالة إلى مجموعة من الأفراد يصل عددهم إلى 42 شخصاً بينهم 22 حفاراً من الرجال، والباقي مغسلون من الرجال إذا كان المتوفى رجلاً، وعدد آخر من النساء إذا كانت المتوفاة امرأة عبر برنامج تحت اسم (البقاء لله) وهو باشتراك رمزي قدره عشرون ريالاً في السنة ومخصص لحالات الوفاة، بحيث تصل الرسالة لجميع المشتركين». ويضيف «لا يعني وجود أسماء هذه الأعداد في البرنامج وجودهم في كل حالة، فهو يعتمد على حسب الفترة الزمنية التي توفي فيها الميت، إن كانت في فترة إجازات أو أعمال، أو بالنسبة للتوقيت ليلاً أو نهاراً، ونادراً ما نعاني من قلة الحفارين، بالرغم من أننا نعاني في بعض الأوقات بحسب تغير الأجواء من قلة العدد أو ضيق الوقت، مشيراً إلى عدم إلزام أحد بالحضور والعمل، لأنهم متطوعون بالدرجة الأولى، ويعملون جميعاً خدمة لوجه الله دون أجر، وقال: قد يعملون في الحفر تحت أشعة الشمس الحارقة أو بعد منتصف الليل وهو الوقت الذي يفضله غالبية الحفارين». مؤكداً أنهم يرفضون أخذ أي مقابل مادي، وإذا أصر أحدهم على الدفع يتم تحويله إلى الجمعية الخيرية. ويشير مسعود إلى أن اللجنة تقع تحت لجنة رئيسة تسمى لجنة المرافق في جمعية أم الحمام الخيرية، التي من ضمنها المغتسل والمقبرة، والجمعية تسهم بشكل كبير في توفير مستلزمات الحفر، أو التغسيل والتجهيز للميت وعملية نقله بسيارة الإسعاف، يقول: «نحن نعمل على نقل الميت ونقل العاملات المغسلات من منازلهن إلى المغتسل الواقع بجانب المقبرة في أطراف البلدة، كما أننا نوفر الكفن في حال عدم توافره من قبل أهل المتوفى عن طريق بلدية القطيف التي تقدم هي الأخرى خدمات كثيرة لنا، ونوفر على ذوي المتوفى عناءً كثيراً، لأنهم يكونون مشغولين بالعزاء». ويوضح مسعود أن عملهم يبدأ منذ لحظة تلقيهم للخبر بالحفر، وتجهيز المغتسل ومجلس العزاء ونقل المتوفى وتغسيله وتجهيزه وينتهي بدفنه، مضيفاً «أن عملية التجهيز تكون أحياناً من قبل بعض الأفراد حتى في حال عدم وجود حالات وفاة، من خلال تجهيز جذوع النخل التي يغطى بها «اللحد»، وهو الحفرة الصغيرة الموجودة داخل الحفرة الكبيرة، حيث يتبرع بها أهالي الخير من نخيلهم، ونحن بدورنا نقوم بتقطيعها وتجهيزها ووضعها في مكان خاص في المقبرة». ويؤكد مسعود أن الباب مفتوح بصفة دائمة لكل الراغبين بالعمل في هذا المجال التطوعي الخيري، وهو لا ينحصر في العمل بالحفر والتجهيز، بل حتى في التبرعات، مشيراً إلى «أن المغتسل الحالي كان «نخلاً» خاصاً للمرحوم الشيخ علي المرهون، وتبرع به كوقف للمغتسل قبل وفاته، فيما تم تجهيزه وبناؤه بشكله الجديد مؤخراً بتكلفة وصلت إلى 400 ألف ريال تم جمعها كتبرعات من أهالي البلدة، وهذا أحد أشكال العمل». جذوع النخل التي يغطى بها اللحد قبل الدفن