قتل ثلاثة عناصر على الأقل من تنظيم «القاعدة» أمس في تجدد لغارات الطائرات الأميركية من دون طيار، فيما استمرت المعارك الطائفية مستمرة بين الحوثيين والسلفيين في صعدة، شمال البلاد، بعدما تعذر أكثر من مرة تنفيذ اتفاق لوقف النار توصلت إليه لجنة وساطة حكومية. وقالت مصادر محلية وأمنية في محافظة حضرموت ل «الحياة» إن طائرة من دون طيار استهدفت ظهر أمس سيارة من نوع «هايلوكس» في مديرية غيل باوزير، ما أدى إلى تدميرها ومقتل ثلاثة أشخاص يعتقد بأنهم من عناصر تنظيم «القاعدة». وأضافت المصادر: «أن الشرطة المحلية وصلت إلى مكان القصف وضربت حوله طوقاً أمنياً، فيما تولى فريق متخصص من المباحث الجنائية انتشال ثلاث جثث من وسط الحطام لم يتم التعرف إليها بسبب تفحمها». وجاءت الغارة غداة هجوم شنه التنظيم على سيارة لقوات الأمن الخاصة في محافظة شبوة المجاورة وأدى إلى مقتل ثمانية جنود، وفي أعقاب اتصال أجرته أول من أمس كبيرة مستشاري الرئيس باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب ليزا موناكو بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يشارك حالياً في القمة العربية - الأفريقية في الكويت. وأعلن البيت الأبيض في بيان إن موناكو أكدت خلال الاتصال «التزام الحكومة الأميركية الوقوف إلى جانب حكومة اليمن وشعبه في تنفيذ نتائج الحوار الوطني وتعزيز التنمية الاقتصادية والتصدي للتهديد الأمني لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية». وتشن الطائرات الأميركية من دون طيار غارتها على أهداف لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ومقره اليمن بالتنسيق مع السلطات منذ عام 2002، وكثفت ضرباتها في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وسط تقديرات تشير إلى مقتل حوالى 100 مسلح في هذه الغارات التي استهدفت جنوب وشرق البلاد منذ مطلع العام الحالي. وكان تنظيم «القاعدة» أخذ يكثف أنشطته في محافظة حضرموت ذات الامتداد الجغرافي الواسع، وخاضت معه السلطات مواجهات عدة هذا العام بخاصة في بلدة غيل باوزير التي حاول السيطرة عليها بعدما اندحر مسلحوه من مدن أبين (جنوب) منتصف عام 2012 وتمكن الجيش من استعادتها بمساندة من ميليشيا قبلية عرفت باسم «اللجان الشعبية». إلى ذلك، وزع التنظيم أمس، في محافظة البيضاء (180 كيلومتراً جنوبصنعاء) منشوراً أبدى فيه موافقته على عقد هدنة مع السلطات المحلية شرط أن تلتزم «تطبيق الشريعة الإسلامية في شتى مناحي الحياة»، بالإضافة إلى السماح لعناصره بممارسة «الدعوة إلى الله أسوة ببقية الجماعات الإسلامية والتنقل بحُرية في أنحاء المحافظة، ورفع المواقع المستحدثة وعدم التعزيز وتوقيف الطيران والحملات العبثية الاستفزازية ضد أبناء البيضاء وأنصار الشريعة». على صعيد آخر، استمرت أمس المواجهات العنيفة بين الحوثيين والسلفيين في محافظة صعدة شمال البلاد، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من اندلاعها وفشل تطبيق اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه لجنة رئاسية بين الجانبين في منطقة دماج في ظل توسع الصراع بين الجماعتين إلى جبهات أخرى تحيط بصعدة من ثلاث جهات. وقال الناطق باسم السلفيين في منطقة دماج سرور الوادعي أمس «إن الحوثيين رفضوا تطبيق الاتفاق أمس وواصلوا قصف دماج بمختلف الأسلحة»، مؤكداً أنهم «وجهوا عبر مكبرات الصوت نداءات إلى أهالي دماج تخيّرهم بين النزوح أو انتظار قصف منازلهم». وسقط مئات القتلي والجرحى منذ تجدد المعارك بين الجانبين، فيما توافد أنصار السلفيين إلى مناطق كتاف وحرض وحاشد المحيطة بمحافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون وفرضوا طوقاً عليها لإجبار الأخيرين على فك الحصار عن بلدة دماج التي تقطنها جماعة سلفية يتزعمها الشيخ يحيى الحجوري وفيها معهد ديني يؤمه طلبة يمنيون وأجانب.