قتل أمس أربعة جنود يمنيين على الأقل في هجوم شنه مسلحون على حاجز عسكري في بلدة الشحر التابعة لمحافظة حضرموت (شرق)، فيما أفيد بأن رجال قبائل سيطروا على مبنى تابع للوزارة في المحافظة وتبادلوا إطلاق النار مع قبيلة موالية للحكومة تسعى إلى استعادة السيطرة عليه. وازدادت ضراوة المواجهات بين الحوثيين وأنصار السلفيين من القبائل في محافظة عمران. وقال شهود ل «الحياة» إن مسلحين يستقلون سيارة، يعتقد بأنهم على صلة بتنظيم «القاعدة»، هاجموا عصراً حاجز الجيش، واشتبكوا مع عناصره في حين سمع دوي انفجارات عنيفة أعقبها تصاعد أعمدة الدخان في محيط الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل أربعة جنود على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين قبل أن يفر منفذو الهجوم إلى جهة مجهولة. وجاء الهجوم في ظل جدل شديد بين الأحزاب والقوى السياسية حول الوثيقة المتعلقة بحل «القضية الجنوبية» التي وقع عليها أخيراً عدد من المكونات السياسية المشاركة في الحوار الوطني. إذ يرى فيها بعض القوى مقدمة لتفكيك البلاد عبر تقسيمها إلى أقاليم، بينما تعتقد قوى أخرى أنها الحل الأنسب لتخفيف حدة التوتر في الجنوب. وفي حضرموت أيضاً، قالت مصادر قبلية وموظفون في وزارة النفط اليمنية إن رجال قبائل سيطروا على مبنى تابع للوزارة في المحافظة. وتشمل مطالب رجال القبائل تسليم الجنود الذين قتلوا الزعيم القبلي سعيد بن حبريش والانسحاب الكامل للجيش من حضرموت وتوفير المزيد من الوظائف للسكان المحليين. من ناحية أخرى أفادت مصادر قبلية ل «الحياة» أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في اليومين الماضيين جراء المعارك المحتدمة بين الحوثيين والسلفيين وأنصارهم القبليين في منطقة حاشد، وقالت المصادر إن المقاتلين الحوثيين يحرزون تقدماً في هذه الجبهة وأنهم على بعد مسافة قريبة من السيطرة على مدينة حوث في محافظة عمران (شمال صنعاء). واندلعت المعارك في صعدة قبل حوالى شهرين في أعتى موجاتها في منطقة دماج السلفية التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها، فيما فشلت الوساطة الحكومية في وقفها، وتوسعت إلى جبهات أخرى محيطة بصعدة في كتاف وحاشد وحرض توافد إليها السلفيون للضغط على الحوثيين لفك الحصار عن دماج قبل أن تتحول إلى ميادين لمعارك طاحنة بين الطرفين.