تجددت الاشتباكات امس بين قوات الجيش والشرطة الاتحادية من جهة، ومسلحين في شرق وشمال الرمادي، بعد يوم على فض الاعتصامات في المدينة، وما زالت ساحة الاعتصام في الفلوجة قائمة وانضم إليها مئات المحتجين. وقالت مصادر أمنية أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في الاشتباكات التي جرت امس في الرمادي، وأوضحت أن القتلى هم جندي قناص وثلاثة من مسلحي أبناء العشائر سقطوا خلال اشتباكات وقعت في منطقة الحميرة. وأفادت مصادر أخرى أن المسلحين سيطروا على مركز للشرطة بعد اشتباكات عنيفة. وفي الفلوجة، قالت مصادر أمنية إن خمسة عسكريين أصيبوا خلال هجمات تعرضت لها دوريات في المدينة وقصف بقذائف الهاون استهدف مقرات للجيش. وأكد أحد أعضاء مجلس عشائر الفلوجة، طالباً عدم ذكر اسمه لدواع أمنية ل «الحياة» امس، إن «قوات الجيش ضربت أمس (أول من أمس) الفلوجة بالدبابات، وأشار إلى أن القوات لم تستطع الدخول إلى المدينة بعد سيطرة ابناء العشائر على الامور». وزاد أن «الطريق الرابط بين الفلوجة والرمادي أغلقه ابناء العشائر فيما تركت القوات الأمنية نقاط التفتيش داخل المدينة». وأكد أن «ساحة الاعتصام في الفلوجة ما زالت تضم المئات من المتظاهرين ولم تصل القوات الأمنية إليها». وطالب مجلس علماء الفلوجة في بيان تلي أمس عبر مكبرات الصوت في الجوامع، «جميع ثوار العشائر الكرام الانتباه إلى مندسين في صفوفهم قد يحاولون تشويه الصورة وبث الفوضى والتعاون مع الشرطة المحلية لبسط الأمن والنظام في المدينة»، معتبراً أن «التعاون سيقطع دابر من يريد السوء بالمدينة». إلى ذلك، دعا رجل الدين البارز عبد الملك السعدي الأهالي في بيان أمس، الى «عدم التعرض للشرطة المحلية بقتلٍ أو أي أذى، لأنهم إن قاموا بعمل مسلح فإنما بإكراه، والمكره لا حساب عليه، وهم لم يتعمدوا توجيه السلاح إليكم». وطالب السعدي أيضاً «بالحفاظ على من يستسلم من قوات المالكي بالرعاية والتكريم ومنحه الأمان، وتحرم أذيته، لأنهم أبناء العراق وهم مرغمون على ذلك، وصبوا جهدكم على من يعتدي عليكم مسلحاً فقط». ودعا إلى «فك حصار طلاب الأقسام الداخلية في جامعة الأنبار أو مدّهم بالطعام والشراب». ونشرت مواقع على «فايسبوك» تابعة للحراك الشعبي في الأنبار، مقاطع فيديو جديدة قالت فيها إن «أبناء العشائر» سيطروا على آليات عسكرية تضم عدداً من عناصر الجيش، وطالب بعض المسلحين في مقطع آخر بعدم التعرض لعناصر الجيش. وشهدت مناطق هيت وحديثة شمال الرمادي، تظاهرات شعبية سلمية امس تنديداً بالأحداث وطالبوا بانسحاب قوات الجيش من المدينة. إلى ذلك أعلنت السلطات العراقية، إحكام سيطرتها على منطقة الأنبار والقبض على «إرهابيين»، لكن ما يسمى ب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش» نفت هذه الأنباء. ونقل تلفزيون «العراقية» الرسمي عن قائد الفرقة السابعة في الجيش العميد حمزة المحمدي، قوله «إن القوات المسلحة تسيطر الآن بشكل تام على جميع مناطق محافظة الأنبار»، وأوضح أن «الجيش ينفذ حالياً حملة دهم واسعة بحثاً عن إرهابيي داعش الذين هربوا من الصحراء ولجأوا إلى المدن». وأشار إلى أن «القوات المسلحة تشن عمليات واسعة النطاق لإنهاء وجود تنظيم القاعدة وما يعرف بداعش في منطقة الجزيرة والصحراء الغربية، في سياق حرب العراقيين ضد العصابات الإرهابية الجبانة». ولم يعرف مصير النائب أحمد العلواني المعتقل منذ السبت الماضي، لكن زعيماً عشائرياً قال ل «الحياة» إن «العلواني اتصل بأفراد عائلته وأبلغهم رفضه الإفراج عنه مقابل إنهاء الاعتصامات». وفي صلاح الدين شمال بغداد، قالت مصادر أمنية إن مسلحين انتشروا في شوارع ناحية سليمان بيك شرق تكريت، وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة.