فضت القوات الأمنية العراقية أمس الاعتصام المناهض للسلطة في الأنبار غرب العراق، في عملية ترافقت مع اشتباكات دامية في مدينة الرمادي القريبة قتل فيها عشرة مسلحين، سرعان ما امتدت إلى مدينة الفلوجة المجاورة. وقدم 44 نائبا استقالاتهم احتجاجا على الأوضاع ويتهم المعتصمون في الأنبار الذين بدأوا تحركهم قبل عام، المالكي باتباع سياسة طائفية تدفع نحو تهميشهم واستهداف رموزهم. ويخشى أن تؤدي عملية رفع خيم الاعتصام إلى مزيد من أعمال العنف في العراق الذي يشهد تصاعدا في أعمال القتل اليومية منذ إزالة اعتصام مماثل في الحويجة غرب كركوك (240 كلم شمال بغداد) في أبريل حيث قتل أكثر من 50 شخصا. وفيما يخشى مراقبون أن تزيد عملية فض الاعتصام من التدهور الأمني في البلاد، وأن توسع المواجهات الطائفية مع السلطات، أعلن 44 نائبا تقديم استقالاتهم احتجاجا على أحداث الأنبار، داعين إلى سحب الجيش من الرمادي والفلوجة. وأعلن النائب ظافر العاني في بيان تلاه في مؤتمر صحافي وإلى جانبه رئيس البرلمان أسامة النجيفي «قدم أعضاء مجلس النواب من قائمة (المتحدون للإصلاح) استقالاتهم»، معلنا أسماء 44 نائبا قرروا الاستقالة. واعتبر البيان أن الأحداث الجارية في الأنبار تشكل «حربا بعيدة عن الإرهاب، هي بالتأكيد ليست حرب الجيش ضد الشعب، وليست حرب طائفة، إنها حرب السلطة، حرب الامتيازات السياسية»، مضيفا «إنها حرب رئيس الوزراء (نوري المالكي) وهي خارج الدستور». وطالب النواب المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة بسحب الجيش من المدن، في إشارة إلى مدينتي الرمادي والفلوجة. كما طالب النواب بإطلاق سراح العلواني. وفيما أشار مسؤول أمني إلى أن الاشتباكات التي تشهدها مدينة الرمادي، بين قوات الأمن ومسلحي العشائر، امتدت إلى مدينة «الفلوجة»، فقد أكدت مصادر وقوع عدد من القتلى والجرحى، خلال الاشتباكات التي جرت قرب ساحة الاعتصام. وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة اندلعت على الطريق الدولي قرب الفلوجة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وقذائف الهاون، وقالت إن تلك الاشتباكات أسفرت عن تدمير عدد من آليات الجيش. وفي تطور آخر، أشارت مصادر عراقية إلى أن قوات الأمن بدأت، اعتبارا من مساء أمس، وحتى إشعار آخر، فرض حظر تجول شامل بمدينة «تكريت»، في محافظة صلاح الدين، دون أن تورد مزيدا من التفاصيل. وكانت قوة أمنية قد أوقفت النائب عن القائمة العراقية، أحمد العلواني، بينما قتل شقيقه خلال مصادمات أثناء مداهمة منزله بمدينة الرمادي، فجر السبت.