أدان علماء دين بالمملكة والخليج الاشتباكات التي حدثت خلال فض اعتصام مناهضين لسياسات نوري المالكي الطائفية في محافظة الأنبار غربي العراق، ووصف الداعية السعودي، الشيخ محمد العريفي، ما يجري بأنه من أعظم المصائب، داعيا الجيش العراقي لحقن دماء الشعب. كما انتقد الداعية الكويتي، طارق السويدان، سياسات حكومة المالكي قائلًا إنها تدفع العراق نحو المزيد من الطائفية وتستفز السنة وتساهم في تمزيق الأمة. من جهته دعا الشيخ عبد الملك السعدي، أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العراق، أهل الأنبار للدفاع عن عقيدتهم وعرضهم وأرضهم، وطالب في بيان صحفي وزير الدفاع والحكومات المحلية في المحافظات الست وأعضاء البرلمان والوزراء السنة الاستقالة من مناصبهم ومقاطعة العملية السياسية والوقوف مع أهلهم، بحسب سي إن إن. وكان 44 نائبًا عراقيًا قد أعلنوا استقالاتهم من مجلس النواب إثر مقتل عشرة أشخاص في اشتباكات مع قوات الأمن أثناء فض اعتصام دام لعام كامل في الأنبار. واعتبر النواب المستقيلون أن الأحداث الجارية ليست حربا ضد الجيش ولا حرب الشيعة ضد السنة وإنما "حرب الامتيازات السياسية، مطالبين بسحب الجيش من المدن وإطلاق سراح نائب سني اعتقل السبت الماضي. وأعلن النائب ظافر العاني، في بيان تلاه في مؤتمر صحفي وإلى جانبه رئيس البرلمان أسامة النجيفي، إن الشراكة الوطنية مع رئيس الوزراء نوري المالكي أصبحت موضع شك، وفقا لوكالة النباء الفرنسية. وطالب النواب المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة بسحب الجيش من المدن، في إشارة إلى مدينتي الرمادي والفلوجة اللتين تشهدان مواجهات بين مسلحين وقوات عسكرية. كما طالب النواب بإطلاق سراح النائب السني أحمد العلواني الذي اعتقل السبت الماضي في الرمادي على أيدي قوات أمنية. يذكر أن قوات الأمنية العراقية اقتحمت أمس الاثنين الاعتصام المناهض للحكومة في الأنبار غرب العراق، وفتحت الطريق الذي بقي مغلقا لعام، وسط اشتباكات دامية في الرمادي والفلوجة بين هذه القوات ومجموعات مسلحة، راح ضحيتها عدد من القتلى. وذكر شهود عيان أن قوات المالكي والصحوات مدعومة من الشرطة المحلية في الأنبار خرجوا من ساحة الاعتصام، وأعادوا انتشارهم خارج المنطقة، بمدينة الرمادي التي يتجمع فيها شيوخ وعشائر المنطقة اعتراضا على اعتقال النائب أحمد العلواني. فيما نشبت اشتباكات بين الشرطة العراقية ومسلحين في منطقة البو فراج قرب ساحة الاعتصام وقع على إثرها قتيل. وأكدت مصادر، بحسب العربية نت، أن اقتحام ساحة الاعتصام تم من محورين بهدف إزالة خيم الاعتصام، مشيرين إلى أن الاتصالات الهاتفية مقطوعة حاليًا في محافظة الأنبار. من جانبه قال المتحدث باسم قوات المالكي، الفريق محمد العسكري، إن قرار دخول ساحة الاعتصام وإزالة الخيم جاء بعد أن تأكد للحكومة أن الساحة تحولت إلى "ساحة للإرهابيين"وأنها تضم عناصر من القاعدة مندسة بين المتظاهرين، حسب قوله. يأتي هذا فيما قال شهود عيان إن ميليشيات مسلحة تلقت تدريبات شرق العراق التحقت فجر اليوم، بقوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الأنبار.