كشف مصدر فرنسي مطلع على محادثات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، أن المساعدة السعودية للجيش اللبناني جاءت لتعزيز مؤسسة هي رمز وحدة لبنان، وأيضاً لتعزيز موقع الرئاسة المتمثلة بالرئيس ميشال سليمان. وقال المصدر إن كل من العاهل السعودي والرئيس الفرنسي أعربا عن توافق تام بينهما على ضرورة احترام الاستحقاق الرئاسي في لبنان كي لا يبقى من دون رئيس. إلى ذلك، علمت «الحياة» أن الرئيس الفرنسي تناول مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري موضوع الرئاسة اللبنانية وضرورة احترام الاستحقاق الرئاسي في موعده، على ألا يسمح ل «حزب الله» وإيران بأن يمنعا انتخاب رئيس في لبنان. وفي اعتقاد الحريري أن انتخاب رئيس جديد يتطلب توافقاً إقليمياً، لأن «حزب الله» وإيران لا يريدان انتخاب رئيس حالياً. وأثنى الحريري في هذا السياق على مواقف الرئيس سليمان. وفي الموضوع الحكومي تحدث الحريري عن ضرورة تشكيل حكومة حيادية للبلد، لأنه لا يمكن أن يشارك في حكومة مع «حزب الله» وهو يحارب الشعب السوري إلى جانب النظام. وتناول الحريري مع هولاند موضوع اغتيال الوزير محمد شطح، متهماً «حزب الله» بالجريمة، وقال إنه كان هناك مشروع رسالة كان سيوجهها شطح، وهي موقعة من نواب «14 آذار»، إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني ونشرتها ال «وول ستريت جورنال» وهي قد تكون أحد أسباب اغتياله. وأعرب هولاند عن إدانته هذه العملية الإجرامية، وعن تخوفه من المزيد من العنف في لبنان، منبهاً إلى خطورة الوضع فيه وضرورة التلاحم والحوار، ومؤكداً أنه لن يتدخل بشوؤن البلد الداخلية ولكنه قلق إزاء خطورة الانقسام في البلد. ونوه الحريري بدعم السعودية وفرنسا للجيش اللبناني، وتمنى أيضاً أن تدفع فرنسا إلى تشجيع المسار الدولي الذي أطلقته في نيويورك لإنشاء مجموعة دعم حول لبنان، مطالباً بالمزيد من الجهود لمساعدة لبنان في استيعاب اللاجئين السوريين. وطلب الحريري من هولاند أن يكون لفرنسا حضور في 16 كانون الثاني (يناير) خلال جلسة افتتاح المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وأيد هولاند الفكرة باعتبار أن فرنسا كانت من بين الدول الأساسية التي أنشأت المحكمة. وعلمت «الحياة» أن الرئيس سليمان اتصل صباح أمس بهولاند في الرياض، وتحدثا في موضوع الدعم الذي قدمته السعودية عبر فرنسا للجيش اللبناني. وقالت مصادر لبنانية ل «الحياة»، إن الحريري حث الرئيس هولاند على تسريع باريس عملية إرسال ما يحتاجه الجيش اللبناني من معدات، مشيراً إلى أن لدى الجانب الفرنسي لائحة بحاجات الجيش. وكان الرئيس هولاند استقبل مساء أول من أمس في مقر إقامته في الرياض، الرئيس الحريري في حضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وأعلن المكتب الإعلامي للحريري أنه جرى التداول في الوضع اللبناني خصوصاً والأوضاع الإقليمية عموماً، لا سيما ما يتعلق منها بسورية. وأوضح أن الحريري شكر للرئيس الفرنسي تأييد فرنسا المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ودعمها المستمر لها، وشدد على أهمية موقف فرنسا الداعم للدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، لا سيما منها الجيش اللبناني الذي يشكل العمود الفقري للاستقرار الداخلي. كما نوه بالتوجهات الفرنسية للإسراع في ترجمة الدعم الذي أعلنته المملكة العربية السعودية لتسليح الجيش اللبناني.