قال سفير «الائتلاف الوطني السوري» في باريس منذر ماخوس: «إن الائتلاف قد يرهن مشاركته في «جنيف - 2» بإنشاء منطقة حظر جوي جزئي أو شامل في مناطق سورية»، محملاً الغرب مسؤولية تنامي نفوذ المجموعات المتطرفة، «لأنه لم يساعد القوى المعتدلة». وقال ماخوس خلال لقاء مع صحافيين في «نادي الصحافة اللبناني في باريس» أمس: «إن تصعيد نظام الرئيس بشار الأسد ارتكاب المجازر والدمار وبلوغه مستوى غير مقبول، خصوصاً في منطقة حلب نتيجة استخدام البراميل المتفجرة، دفع الائتلاف إلى التساؤل حول (جدوى) مشاركته» في مؤتمر جنيف المقرر في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل. وأوضح أن «فكرة بدأت تتبلور في الائتلاف، بحيث يرهن مشاركته في المؤتمر بإنشاء منطقة حظر جوي جزئي أو كلي، أو على الأقل التعهد بذلك قبل المؤتمر. وأن هذه الفكرة ستناقش خلال اجتماع الهيئة العامة للائتلاف في اسطنبول يومي 5 و6 الشهر المقبل». وقال: «إن الولاياتالمتحدة أرادت التدخل لدى استخدام النظام (لإزالة) السلاح الكيماوي لأنه أمر مطلوب إسرائيلياً». وتساءل: «لماذا لم تعد أميركا ضمن الذهنية نفسها في ظل استخدام سلاح يتسبب بدمار شامل وجرائم حرب؟». وعبر ماخوس عن اعتقاده بأن «صفقة أميركية - روسية أبرمت على صعيد الملف السوري قضت بالتخلص من السلاح الكيماوي إرضاء لإسرائيل مقابل بقاء (الرئيس بشار) الأسد (في الحكم)، وهذا هو تحليلنا». وأبدى أسفه لعدم حصول «الائتلاف على أي شيء مما وعد به عبر بيان مجموعة الدول ال11 الذي صدر في لندن ومن ثم أقر من جانب جامعة الدول العربية لتنظيف الطريق المؤدي إلى جنيف أمام المعارضة التي قد تقرر عدم المشاركة إن لم يكن هناك ما يضمن التوصل إلى حل سياسي». وأشار إلى أن «الخيار الذي يواجهه الائتلاف اليوم هو الذهاب إلى جنيف والاستسلام أو تحديد نمط آخر للتعامل مع الأمور، وهذه معضلة». وزاد: «لا أمل في أن ينبثق عن مؤتمر جنيف حل سياسي لأن كل الأسس المتفق عليها لن تكون موضع قبول من النظام». وحذر سفير «الائتلاف» في باريس، من أن «بقاء الأمور على حالها سيؤدي إلى تحول سورية إلى أفغانستان أخرى، وأن هذا ما يؤكده الائتلاف دائماً لحلفائه وأصدقائه». وذكر ماخوس أن مساعي تجرى من أجل توحيد «الجيش السوري الحر» و «الضباط الأحرار» و «جبهة ثوار سورية» مع «الجبهة الإسلامية» ما من شأنه أن يفرض أمراً واقعاً جديداً على الأرض في مواجهة المجموعات المتطرفة مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «جبهة النصرة»، معتبراً أن المسؤولية عن «تنامي المجموعات الإسلامية المتطرفة تقع على عاتق الغرب، لأنه لم يساعد المعارضة المعتدلة كما ينبغي لا على روسيا وإيران» اللتين تساعدان النظام.