تتعرض المعارضة السورية لضغوط دولية متزايدة لدفعها إلى المشاركة في مؤتمر «جنيف - 2»، في الوقت الذي بدأت تتعرض لضغوط داخلية معاكسة ترفض المشاركة في المؤتمر وتعتبرها «خيانة»، ما يجعلها بين فكي كماشة. وذلك عشية وصول الموفد الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق، بينما تصاعدت المعارك قرب الحدود العراقية وفي حمص. في غضون ذلك، أعلنت منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» أن دمشق التزمت المهل المحددة، وسلمت برنامجها لتدمير الأسلحة الكيماوية. وقالت 19 مجموعة إسلامية مسلحة، في بيان تلاه زعيم كتيبة «صقور الشام» أحمد عيسى الشيخ، أن «مؤتمر جنيف-2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا». ومن الموقعين كتائب «لواء التوحيد» و»أحفاد الرسول» و»أحرار الشام» و»صقور الشام»، وهي من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام. وحذر البيان من أن المؤتمر «حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سورية وإجهاضها»، وأن المشاركة فيه ستعد «متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة تستجوب المثول أمام محاكمنا». يذكر أن «الائتلاف» المعارض سيبدأ بعقد اجتماعات في إسطنبول في التاسع من الشهر المقبل لاتخاذ قرار نهائي في شأن مشاركته في «جنيف-2». وفي إطار جولته الإقليمية تحضيراً للمؤتمر، يزور الإبراهيمي دمشق اليوم، وفق ما أفاد مصدر حكومي سوري لوكالة «فرانس برس»، في زيارة «قد تستمر يومين». ولم تتوافر، مسبقاً، تفاصيل عن جدول الزيارة أو اللقاءات التي يعقدها الإبراهيمي في العاصمة السورية. وهو كان مهّد لهذه الزيارة بتصريحات انتقد فيها ضمناً المعارضة السورية عندما طالب بأن تكون «مقنعة» من اجل المشاركة في «جنيف - 2». كما انه دعا إلى مشاركة ايران في المؤتمر، في ظل اعتراض المعارضة السورية على هذا الحضور، خصوصاً أن طهران تدعم في شدة نظام الرئيس بشار الأسد. ميدانياً سيطر مقاتلون أكراد على بلدة اليعربية الحدودية مع العراق، غداة سيطرتهم على المعبر الذي كان في أيدي مقاتلين جهاديين من «داعش» و»جبهة النصرة» وكتائب مقاتلة أخرى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعرض المرصد على الإنترنت شريطاً مصوراً ولقطات من المعبر الحدودي، يظهر شاحنات «بيك آب» متضررة ومزودة رشاشات عليها شعار «جبهة النصرة»، بينما يقف مقاتلون بجوارها يحملون علم «لجان الحماية الشعبية» الكردية. وكان «الائتلاف» السوري اتهم الجيش العراقي «بقصف معبر اليعربية» بالتنسيق مع المقاتلين الأكراد. ويعد المعبر أساسياً لمرور المقاتلين والذخيرة، ويشكل أهمية بالنسبة إلى الأكراد للتواصل مع أقرانهم في كردستان العراق. وفي محافظة حمص تتواصل الاشتباكات العنيفة منذ نحو أسبوع بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في ريف حمص، لا سيما في محيط قرى صدد ومهين والسخنة. وكان المرصد أفاد بمقتل مئة عنصر من القوات النظامية وعشرات المقاتلين بينهم جهاديون، في المعارك المستمرة منذ أسبوع للسيطرة على مخازن ذخيرة في مهين، البلدة ذات الغالبية السنية. وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الأسبوع أجزاء واسعة من بلدة صدد المسيحية، بهدف التقدم نحو مهين، إلا أن قوات النظام تصدت لهم واستعادت الجزء الأكبر من المناطق التي انتشروا فيها. وفي لاهاي، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن سورية «سلمتها الخميس 24 تشرين الأول (أكتوبر) الإعلان الأولي الرسمي لبرنامجها للأسلحة الكيماوية»، لتكون بذلك «التزمت المهلة المحددة». وأشارت المنظمة إلى أن الإعلان «يتيح وضع الخطط الهادفة إلى تدمير منهجي وكامل ويمكن التثبت منه للأسلحة الكيماوية المعلنة» والمنشآت، وأن خطة لذلك أحيلت على مجلسها التنفيذي الذي من المقرر أن يحدد في موعد أقضاه 15 الشهر المقبل مواعيد تدمير الترسانة السورية.