تواصلت عمليات الإغاثة في المغرب أمس، بحثاً عن ناجين محتمَلين من كارثة الفيضانات والسيول التي اجتاحت مناطق واسعة جنوب البلاد، فيما رجّحت مصادر مأذون لها ارتفاع عدد الضحايا الذي وصل إلى 32 قتيلاً أول من أمس. وجاء في بيان صدر عن الداخلية المغربية أن ضمن الضحايا 24 يتحدرون من محافظة كلميمالجنوبية. وتحدثت جهات حقوقية عن مفقودين وقرى منكوبة، فيما أكدت الداخلية فقدان 6 أشخاص. وأوضحت أن عمليات الإغاثة سمحت بإنقاذ 214 شخصاً بعد الاستعانة بمروحيات الدرك الملكي. وأُقيم جسر جوي لإغاثة المنكوبين، ونقلت المروحيات مساعدات غذائية للسكان المحاصَرين بفعل السيول التي دمرت البنى التحتية وهدمت عشرات البيوت. وقال مصدر في الداخلية إن عمليات الإغاثة تواجه ظروفاً مناخية صعبة وتضاريس وعرة، ما يعيق الوصول إلى مئات البيوت في المناطق الجبلية. وتعرضت مناطق جنوب شرقي المغرب لسيول جارفة نهاية الأسبوع الماضي عزلت قرىً بكاملها ودمرت القناطر التي تؤمن الحركة بين تلك القرى، كما تسببت في توقف حركة النقل. وقررت السلطات المحلية إجلاء سكان البيوت القريبة من الأودية تحسباً لحصول انجرافات أخرى في ظل توقع تساقط مزيد من الأمطار. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس أمر باتخاذ إجراءات فورية لتقديم كل أشكال الدعم للسكان المتضررين من الفيضانات. وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي أنه «مشاطرة من جلالة الملك لأسر الضحايا والمفقودين آلامهم، وتخفيفاً لما ألمّ بهم من رزء فادح، فقد قرر جلالته التكفل بلوازم دفن جثامين الضحايا ومآتم عزائهم، وكذا بتكاليف علاج المصابين». على صعيد آخر، أجرى المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال دو كور دارمي أمس، مباحثات مع رئيس أركان البحرية الوطنية الفرنسية الأميرال بيرنارد روجيل. وأوضح بيان صادر عن قيادة القوات المسلحة الملكية أن الاجتماع تمّ بناءً على تعليمات من العاهل المغربي بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس أركان الحرب العامة. كما اجتمع الأميرال الفرنسي مع الوزير المنتدب في الدفاع عبد اللطيف لوديي، حيث جرى بحث تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الأمن البحري. ويُفترض أن يزور العسكري الفرنسي وحدات للبحرية الملكية والميناء العسكري في مدينة الدار البيضاء. وأنعشت زيارة الأميرال بيرنارد روجيل للمغرب الآمال باستئناف العلاقات المغربية الفرنسية التي توترت بعد حادث استدعاء قاضي تحقيق فرنسي لمدير الاستخبارات الداخلية عبد اللطيف الحموشي في شباط (فبراير) الماضي على خلفية اتهامات مفترضة بالتعذيب. وعلّقت المملكة اتفاقات التعاون القضائي مع باريس احتجاجاً على سلوك القاضي الفرنسي. من جهة أخرى، يقوم العاهل المغربي بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية الخميس المقبل، استجابةً لدعوة من الرئيس الصيني شي جينبينغ.