طالب عضو شرف نادي الاتحاد طارق الشامخ إدارة النادي الحالية بالاستقالة وإفساح المجال لإدارة جديدة تنقذ ما يُمكن إنقاذه - على حد تعبيره - مبدياً تخوفه من استمرار الأزمة مع الإدارة المقبلة في ظل غياب عقد رعاية، مشدداً في الوقت ذاته على أن استقالة الفايز ليست حلاً للمعضلة المالية. جاء ذلك في حوار أجرته معه «الحياة» أشار فيه إلى أن رحيل الإدارة الحالية بأكملها مطلب رئيس واصفاً إياها ب«المفتقدة للمصداقية والشفافية». وأوضح مسؤول الملف الاستثماري الأسبق عضو اللجنة الاستشارية لكلية إدارة الأعمال في جامعة الملك عبدالعزيز أن ثمة مشكلات مالية ستعاني منها الأندية السعودية في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن الحل في الخصخصة. الشامخ وضع النقاط على الأحرف في شأن الديون المترتبة على ناديه، ووجه خلال الحوار رسائل عدة كما كشف عن أسباب تردي الوضع المالي والنتائجي للنادي، فإلى الحوار: ابدأ معك الحوار من حيث انتهى النادي.. الاتحاد إلى أين؟ - ما سأقوله رداً على سؤالك لا يتعلق بهذه الإدارة الحالية فحسب وإنما بكل إدارة مقبلة.. فالمعاناة سيواجهها كل رئيس مقبل في ظل الظروف الموجودة الآن، ولذلك لن تكون قادرة على حل هذه المشكلات. الاتحاد لا يمتلك بديلاً جاهزاً لديه، الحلول الكاملة لانتشال النادي من وضعه الحالي من ديون ومشكلات وعزوف أعضاء شرف وغيرها، لا أحد لديه العصا السحرية التي تستطيع انتشاله من أزمته. طالما أنه من الصعوبة أن تغير الإدارات المقبلة وتنقذ الاتحاد.. فما الحلول والبدائل إذاً؟ - هذه المعاناة لا تخص نادي الاتحاد وحده، بل هي مشكلة الرياضة السعودية في شكل عام .. الهلال والأهلي والشباب والنصر كلهم سيعانون من هذه القصة مستقبلاً في حال مواجهتهم مثل ظرف الاتحاد، مطالب النادي الأهلي وفرها الأمير خالد بن عبدالله بدعمه للإدارة الحالية، وكذلك الهلال لديه الأمير أحمد بن سلطان يدعمه وكان آخر دعم تكفله بصفقة انتقال اللاعب سعود كريري بقيمة 21 مليون ريال وليست إدارة الهلال فهي ليس لديها سيولة، وأيضاً نادي النصر لديه الأمير فيصل بن تركي بن ناصر، وهو من يدعم من حسابه الشخصي، فتعاقد مع لاعبين مختلفين وجهاز فني، وفي نادي الشباب استُقطب لاعبون مثل نايف هزازي ولاعبون أجانب بدعم من الأمير خالد بن سلطان، كان من حظ الاتحاد أن لديه عبدالمحسن آل الشيخ الذي انسحب من المشهد الرياضي .. لو أن أحداً من هؤلاء الداعمين للأندية التي ذكرتها انسحب من المشهد الرياضي لوجدت حال الهلال وبقية الأندية السابقة تتحدث باللغة ذاتها التي يتحدث بها الاتحاد الآن، فالمشكلة تعاني منها الأندية الرياضية في شكل عام، ويجب أن تصل الرياضة السعودية إلى حلول، والحل الوحيد الموجود ليس اختراعاً، وإنما هو في خصخصة الأندية، ما هي المشكلة أن تتحول الأندية من أملاك للدولة إلى صناعة تعتمد على الفكر والاستثمار. هل ترى أن الأندية السعودية جاهزة للخصخصة؟ - طبعاً جاهزة.. الجميع يتمنى أن تخصخص الأندية، شخصياً أعرف كثيراً من رجال الأعمال ينتظرون لحظة صدور هذا القرار، فالقوة الشرائية للأندية حينها ستكون عالية. وماذا عن لجنة الخصخصة التي شكلها الرئيس العام .. هل كانت إيجابية في أدوارها؟ - بحسب علمي أن اللجنة أنهت أعمالها وأعدت ملفاً موجوداً الآن في مجلس الوزراء لإقرار الخصخصة لكون الأندية مُلكاً للدولة، وحينها أقصد في حال إقرارها ستتخلى الدولة عن ملكيتها. وكيف ترى مستقبل الاتحاد في حال الخصخصة؟ - سيختلف الموضوع وقتها تماماً. ألا تخشى وجود صراعات جديدة في حال خصخصة الاتحاد من رجال الأعمال الاتحاديين؟ - سيكون هذا الصراع في مصلحة الاتحاد.. كمن لديه سلعة والكل يريد شراءها... وحينها سترتفع قيمة هذه السلعة بالتأكيد. لماذا لا تدعو للتفاؤل في المرحلة المقبلة؟ هناك من يُطالب برحيل الجمجوم وإدارته، على سبيل المثال إذا رحلت الإدارة وتولى إبراهيم البلوي الرئاسة وأنا متأكد من ترشحه في الفترة الحالية لأنه عاشق للاتحاد ولديه طموح كبير، لكن لاحظ الطرح الذي يطرحه إبراهيم إذ يقول إنه جاهز لدفع 30 مليون ريال... وهذا للأسف لن يحل المشكلة، إبراهيم صديق وعزيز ولكن أنا أشفق عليه من تولى الرئاسة وأقول: «الله يعينه». صحيح أنني ألوم إدارة الجمجوم وأعتب عليها كثيراً لكونها إدارة تفتقد المصداقية وتغيب عنها الشفافية فضلاً على أنه ليس لديها حلول، فهذه الإدارة دائماً تقول إن الديون والأزمة المالية خلفتها إدارة بن داخل، السؤال هنا هو: لماذا توليتم الرئاسة إذاً وأنتم كنتم تحضرون إلى النادى يومياً مع مجموعة المستقبل لأجل الرئاسة ووعدتم بتكفلكم بالديون وأنتم تدركون أنكم تأتون إلى مكان فيه مشكلات. دعني أعود معك بالذاكرة إلى وقت إدارة اللواء محمد بن داخل، إذ كانت هناك مشكلة في الديون وكانت بسيطة جداً فحجم الديون كان نحو 18 مليون ريال، ولجأ ابن داخل إلى رئيس المجلس الشرفي حينها المهندس محمد فايز وأتى الفايز بطرح جديد، إذ قال: «لدي أعضاء شرف مستعدون لدعم ناديهم، ولكن شرطهم الوحيد أن ترحل من الإدارة»، فقال بن داخل يومها: «أنا مستعد للتنازل، والاتحاد هو الأهم»، فترك ابن داخل الإدارة، وحضرت مجموعة المستقبل، واختلفت هذه المجموعة بعد أسبوعين مع الإدارة بعد توليها زمام الأمور في النادي، وتوالت المشكلات بالتعاقد مع دي سوزا والشربيني وشراء عقد الفريدي ب40 مليون ريال، وبديهي أنك إذا توليت إدارة وعليك ديون فواجبك أن تقلص المصروفات، لكن حدث العكس وأصبحنا نسمع أرقاماً فلكية، وهم يقولون إن الدين قديم من إدارة ابن داخل وهذا غير صحيح على الإطلاق، فالدين على إدارة ابن داخل لم يكن سوى 18 مليون ريال، وكنت أطالب بأن تودع إدارة الفايز 18 مليون ريال في حساب النادي في مقابل أن ترحل إدارتنا في ذلك الوقت لضمان عدم تراكم الديون، وهذا الشرط الذي يطلبه جمجوم اليوم بشيك مصدق من الرئيس المقبل. وكما قلت إن الإدارة الحالية تفتقر إلى الصدق والشفافية وتقديم الحلول، فكيف تطالب إدارة بدعم أعضاء الشرف، فمن حق هؤلاء الأعضاء أن يعرفوا أين تذهب «فلوسهم». فالإدارة الحالية وصفت أعضاء الشرف بأنهم تفرغوا للشتم، ووصفت جمهور الاتحاد بأنه «مغفل»، ولم يسلم منها أحد.. فهم هاجموا الجميع، وأطرح هنا سؤالاً: هل أعضاء الشرف والجماهير واللاعبون والإعلام جميعهم على خطأ وأنتم يا إدارة وحدكم على حق؟ هذا ليس منطقياً بالطبع، فمن أبسط حقوق المشجع الاتحادي قبل حق عضو الشرف أن تشرح له الإدارة وتتحدث عن حقيقة التعاقد مع دي سوزا. وأذكر أن المهندس محمد فايز أرسل خطاباً إلى الرئيس المكلف السابق أيمن نصيف، وجاء في الخطاب أن المجلس الشرفي متكفل بعقد دي سوزا، وأنهم يطلبون تفويضاً فقط من الإدارة المكلفة لإتمام التعاقد، وأن النادي لن يتحمل ريالاً واحداً من الصفقة، نريد أن نعرف من الذي تكفل بالصفقة ثم انسحب؟ وهذه معلومة يجب أن يعرفها الجمهور، وأسئلة أخرى هي: لماذا لم يأخذ المهندس محمد فايز الضمانات التي الخاصة بالتكفل بهذه الصفقة؟ ولماذا عندما حضر دي سوزا ظهر معه الجميع في الصور وقاموا بتوجيه دعوات خاصة له في منازلهم وتبنوا وجوده؟ وحين هرب دي سوزا بأحداث دراماتيكية تنصل الجميع من مسؤولية التعاقد معه، ومنهم من غاب من المشهد ومنهم من التزم الصمت، ومنهم من قال إن اللاعب جاء في عهدة إدارة ابن داخل، وهذا غير صحيح، فضلاً على قضايا أخرى مثل التفريط بالنجم نايف هزازي في مقابل ثمن بخس. في الجمعية العمومية الأخيرة صرح الفتيحي بمنح الإدارة الحالية فرصة ستة أشهر لتحسين وضعها المالي، فما الذي تغير في أقل من شهرين ليعلن الجمجوم الآن استعداده التام للرحيل؟ - ما لمسته أن الجمجوم لن يقدم استقالته، وهو دعا إلى جمعية عمومية لأنه مطالب بذلك بحسب النظام، أنا أعتقد أن الجمجوم سيقدم رئيساً جديداً في الجمعية العمومية ويستمر نائباً للرئيس مع بقية الأعضاء الآخرين في المجلس. تُطرح في مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات موجهة إليك تقول إنك استفدت مالياً من نادي الاتحاد... ماردك؟ - عملت في إدارتي إبراهيم علوان ومحمد بن داخل وتركت بعدها العمل الإداري في النادي، وصدقاً ومن دون ممازحة أو التحدث بمسكنة، أقول: لا أعرف كيف يمكن أن يستفيد أحد من ناديه مالياً، هذا الكلام مُضحك للغاية، فأنا لم أكن أتعامل مع عقود لاعبين بل كنت مسؤولاً عن الملف الاستثماري، ذلك الملف الخانق، والعقود فيه واضحة وصريحة مع تركي آل إبراهيم، وليس فيها أي مجال لأية استفادة، وأحيانا تأتيني استفسارات في هذا الخصوص فأقول إن هؤلاء لا يعرفون من هو طارق الشامخ وأعذرهم على جهلهم ولا أكلف نفسي عناء الرد عليهم. هل تؤذيك هذه الاتهامات؟ - لا لا.. زيادة حسنات إن شاء الله، وليس لدي معها أية مشكلة. هل ما يحدث في الاتحاد.. نتاج صراعات شرفية تغلب فيه المصلحة الشخصية على مصلحة الكيان؟ - كي نكون واقعيين، إدارة الاتحاد في عهد إدارة أحمد مسعود وإدارة طلعت لامي وهما الإدارتان اللتان حققتا بطولات كبيرة وعديدة للنادي كانت موازناتهما 8 مليون ريال سنوياً، فمبلغ 8 مليون ريال تستطيع توفيره من أعضاء الشرف، لكن اليوم موازنة النادي نحو 120 مليون ريال، من سيدفع هذا المبلغ؟ وكي نكون منطقيين لا يوجد من لديه استعداد في الفترة الحالية أن يدفع هذا المبلغ في الاتحاد، في السابق كان العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ، وبعد ابتعاده انكشفت الحال، أما ما يقال غير ذلك فهو لمجرد الاستهلاك الإعلامي، أعود بالقول إن الخصخصة هي الحل الأمثل لخروج الاتحاد من أزمته أو بعقد رعاية عال جداً، على رغم أنني أستبعد أن يكون الإتحاد مُقبلاً على عقد رعاية في وقت قريب في ظل تدهور النادي مالياً ونتائجه المتواضعة بخسارته السوبر والابتعاد باكراً عن المنافسة في مسابقتي كأس ولي العهد والدوري، ولأجل أن يأتيك عقد رعاية عليك أن تكون فريقاً بطلاً، ولكي تصبح بطلاً فإنك تحتاج إلى المال. هل هذا يعني أن القيمة السوقية لنادي الاتحاد تراجعت؟ - المستثمر يبحث عن إدارة متزنة ومترابطة تملك الحلول وخالية من المشكلات. وماذا عن دور المجلس الشرفي في حل هذه الأزمة؟ - ضعيف جداً ودائماً أقول أين الدكتور خالد المرزوقي؟ وأسأل عن سر غيابه من المشهد الاتحادي، ولاسيما أن النادي يعيش أزمة تاريخية، على رغم أنني أدرك أنه شخصية طيبة وطبيب عظيم. وكيف كان تقييم مشاركة الاتحاد في مؤتمر دبي التسويقي؟ - حقيقة لم أفهم ما حدث في دبي.. ففي الخامس من كانون الأول (ديسمبر) الجاري أصدر نادي الاتحاد بياناً صحافياً أعلنت فيه إدارته مشاركتها في معرض في دبي لتسويق النادي والبحث عن عقد رعاية، ويوم المؤتمر قالوا إنهم تفاوضوا مع شركات يوم أمس، مع العلم أنهم وصلوا إلى دبي في الثامنة والنصف مساءً، وهذا ما كنت أقوله، إذ إن الشفافية غائبة في الاتحاد، فهم وصلوا إلى دبي في الثامنة والنصف وتفاوضوا مع هذه الشركات في الليلة ذاتها، وعقدوا المؤتمر صباح اليوم التالي! نحن رجال أعمال ونعرف أن العملية لا تتم بهذه الطريقة، لو كانوا موجودين في دبي من قبل عقد المؤتمر بثلاث ليال لقلت إن هذا ممكن، فضلاً على أن المؤتمر الصحافي لم يحضره أحد، إذاً من الذي ستفاوضه الإدارة بعد الثامنة مساءً والشركات في دبي تغلق مكاتبها وأعمالها في السادسة مساءً؟! لماذا البعض حكم بالفشل على رحلة دبي التسويقية والإدارة كانت تراهن على كسبها بعقد رعاية واحد على الأقل؟ - أقسم بالله أتمنى أن تفوز هذه الإدارة بعقد رعاية ضخم جداً للنادي سواء من دبي أم من موزمبيق.. المهم أن يأتي هذا العقد، لكنني أتحدث عن هذه الأمور كما أراها من دون خداع لأي اتحادي. هل تعتقد أن الإدارة كانت تهدف من خلال وجودها في دبي إلى «الاستعراض» ، لتقول: نحن هنا نعمل؟ - هو اجتهاد جيد، وكان لنادي الاتحاد سابقة فيه، وأتمنى أن تحقق النتائج التي ذهبوا إلى دبي لأجلها، وما رأيته أن وجودهم في دبي لا يبشر بنتائج من الممكن أن تحل أزمة الاتحاد المالية، وأتمنى أن يخيب ظني. البعض يرى أن اللاعبين كانوا أولى بصرف جزء من مستحقاتهم المالية بدلاً من مصروفات الإقامة في دبي وتجهيز المؤتمر؟ - أنا أختلف مع هذا الطرح، فأحياناً تكون مضطراً إلى أن تخسر لأجل مكاسب أكبر، فإذا جاءت الإدارة بعقد رعاية ب100 مليون ريال فبالتأكيد إنني أختلف مع ذلك الكلام، لكنني أتفق معه في حال العودة من دون نتائج إيجابية. هل الشركات السعودية رأت عدم جدوى استثمارها في الأندية؟ - أعتقد أن الشركات غير متفهمة لدور الرياضة بصفتها صناعة. ربما ترى بأنها تستطيع الوصول إلى الجماهير بقيمة تعاقدية أقل؟ - لا أعرف وجهة نظرهم.. إذا كانت القصة قصة وصول فالأندية الكبيرة تستطيع أن تحقق معها ذلك.. «الاتصالات السعودية» و«موبايلي» حققتا وصولاً كبيراً جداً ومردوداً أفضل بتعاقدهما مع الأندية الكبيرة بمبالغ أراها زهيدة في مقابل ما حصلت عليه تلك الشركات التي لم تستثمر شراكتها مع الأندية في عقود جديدة بتطوير الفكرة. ربما الشركات تضايقت من إخلال الأندية بالاتفاقات معها مثل إضافة مطالب جديدة على العقد وطلب دفعات مقدمة؟ - حتى لو حصل ذلك فهم شركاء، وما يحدث هو جزء من العمل، وبإمكان الراعي أن يستمر بحسب العقد ويرفض تسليم الدفعات مقدماً، فهذا ليس عائقاً أو مشكلة بين الطرفين. هل تعتقد أن نادي الاتحاد سيكسب قضية «STC»؟ - بحسب علمي فإن ديوان المظالم رد القضية ورفضها، وكنت أتمنى أن تتفاوض الإدارة الحالية مع الشركة من دون وصولها إلى المحاكم، فأنا اطلعت على العقد إبان عضويتي في مجلسي إدارة سابقين، وإبان كنت مسؤولاً عن الملف الاستثماري، فوجدت ضعفاً في صياغة العقد، وأقول معلومة جديدة ومهمة هي أن الشركة شددت كتابياً على أن يرتدي الفريق الأول في كل لعبة مختلفة غير كرة القدم قمصاناً عليها إعلان الشركة، فطالما تشدد وتضمنها في العقد فربما معناه إذا فازوا ببطولة فلهم الحق في المكافآت. دائماً نسمع عن المشاريع الاستثمارية في نادي الاتحاد ولا نراها منفذة على أرض الواقع! فلماذا؟ - بدأ الاستثمار في النادي في عهد الراحل الدكتور عبدالفتاح ناظر قبل حوالى 30 عاماً وكانت المشاريع تحقق مردوداً جيداً في ذلك الوقت، واختلاف الشركاء فيما بينهم أوقف منتجات «الإتي»، وفي إدارة ابن داخل عملنا على المتجر وتم تحديد المكان والتفاوض مع الشركات المتعاقدة مع النادي والمصنعة في أسبانيا وتركيا والصين وكان يستغرق عمل المنتجات نحو ستة أشهر لتأتي هذه الإدارة التي لم تعمل في المتجر أي عمل وتفتتحه من دون توجيه دعوات إلى الأشخاص الذين قدموا فكرهم وجهدهم فيه، وأنا حضرت من دون دعوة لأن هذا جهدي والاتحاد يظل بيتي، لكنني لمت الرئيس المستقيل المهندس محمد فايز على عدم توجيه دعوة إلى رئيس النادي الأسبق اللواء محمد بن داخل على الأقل، وكنت أرغب في توسع انتشار بطاقات «عامل» التي لم تأخذ حقها في النادي، فتخيل أن نادياً بحجم الاتحاد أعضاؤه العاملون نحو 220 عضواً عاملاً، وربما يكون تعثرنا مقصوداً في اعتبار أنهم من يحق لهم التصويت في الجمعيات العمومية، والجانب الاستثماري عموماً في الاتحاد كان مُكبلاً مع STC والشركة الثلاثية «صاب» و«صلة» و«إسهام»، وكان من الصعب علينا أن نبرم أي عقد من دون موافقتهم. وهل كنتم تجدون منهم اعتراضاً على أي تعاقدات تنوون إبرامها؟ - نعم كنا نجد اعتراضاً واعتراضاً قوياً في بعض الأحيان. أصحاب الشركات الثلاث هم اتحاديون فمن مصلحة ناديهم السماح لكم بتعاقدات تدر مبالغ إضافية لخزانة ناديهم؟ - ليس موافقة الشركات الثلاث فحسب بل من المهم جداً سماح الشريك الاستراتيجي، لأن من يملك الحق الفعلي هو STC، والاتحاد باع كل أملاكه للشركة الثلاثية، والثلاثية باعت أملاكها للاتصالات السعودية، فإذا أرادت الاتصالات شيئاً لا تستطيع أن تتحدث مع النادي مباشرة، وإنما تتحدث أولاً مع الشركة الثلاثية، ومن ثم تتحدث الثلاثية مع إدارة النادي، وأحياناً الثلاثية من جهتها تمانع لأنه كان هناك شرط جزائي في حال التفاوض مع شركات أخرى بقيمة 100 مليون ريال. هل من مصلحة الاتحاد أن يتم بيع النادي للثلاثية وبدورها تبيع النادي للاتصالات السعودية؟ - إحقاقاً للحق ما كان في ذلك الوقت خيار غير هذا الخيار، فالاتحاد اتفق مع شركة للإعلان على «القمصان» ومع شركة أخرى للإعلان على «الشورتات»، ومع شركة ثالثة للإعلان في ساحات النادي، وعندما حضرت STC لتتعاقد مع نادي الاتحاد قالت الشركة «الاتحاد لا يصلح التعاقد معه»، فقامت الشركة الثلاثية المالكة لكل شيء ببيعه للاتصالات، ومن ثم تم التعاقد، فكان هذا هو الخيار المتاح، وللأمانة فلم أرَ من خلال التعاقدات أي مصالح شخصية من مُلاك الشركات الثلاث بل تنازلوا عن فوائدهم المادية للنادي. هل المشكلات التي تحدث للاتحاد حالياً سببها اتفاق أعضاء شرف بارزين على شخصية محددة يتم التصويت عليها في الجمعية العمومية، ومن ثم يبقى الرئيس عاماً ثم يرحل؟ - بالفعل لدينا قصور في العملية الانتخابية لإدارات الأندية، فما يحدث في الأندية الكبيرة أن شخصيات شرفية بارزة تجتمع بإحدى الشخصيات لتولي رئاسة النادي، ويتم التصويت عليه، فمن المهم أن يترشح أكثر من مرشح ويقدم ملف انتخابي يعلن فحواه ويقتنع به الجمهور وليس ثلاثة أو أربعة من أعضاء الشرف فقط. إدارة الاتحاد تتهم أعضاء الشرف بأنهم لم يدعوها تعمل وأنكم بصفتكم شرفيين تفرغتم للانتقاد؟ - عندما جاءت هذه الإدارة لم ينتقدها أحد، وظلت تصرّح باستمرار بأن إدارة ابن داخل حمّلت النادي 52 مليون ريال ديناً، وعلى رغم أنه غير صحيح فإننا لم نتحدث أو نرد عليهم لأجل الاتحاد، وعندما قررت الإدارة الاستغناء عن نور ومبروك زايد وحمد المنتشري خرج من أعضاء الشرف من تحدث وانتقد بعد أن سبق هذا القرار مستويات متواضعة ومشكلة دي سوزا، وبعدما حصل الفريق على كأس الأندية الأبطال كان مناسباً للإدارة أن ترحل في ظل هذا الإنجاز، لكنها أساءت التصرف واستمرت، كان للتاريخ سيسجل لهذه الإدارة أن استقالتها جاءت بعد كأس الأندية الأبطال، وتبرير استقالتها بأن النادي ليس لديه عقد رعاية ونحن نسلمه لهيئة مجلس الشرف، الآن استقالة الجمجوم وأعضاء مجلس إدارته في هذا الوقت مشين ومن دون مكاسب، فوضعهم صعب وعليهم أن يجدوا مخرجاً من الأزمة الحالية. ومن وجهة نظري فعلى الإدارة الابتعاد عن العمل المكتبي وأن تذهب إلى الفريق وتتابعه في مبارياته الرسمية بالحضور في المدرجات، إلى جانب توفير دعم مالي وأن تقدم عملاً ملموساً في معالجة الوضع المالي الراهن إلى جانب تحقيق نتائج إيجابية على مستوى جميع الألعاب، أنا وغيري دعمنا الفريق الأول لكرة القدم من أول مباراة في بطولة كأس الأبطال، وعند حصول الفريق على الكأس لم تقل الإدارة إن هناك أعضاء شرف دعموا ناديهم، وعند إخفاقهم يحملون أعضاء الشرف مسؤولية إخفاقهم، يا أخي هذه الإدارة لم تنجح في التعامل مع أعضاء الشرف والجمهور لعدم صدقها وشفافيتها وفتحت على نفسها أبواباً عديدة، وهم ثلاثة أشخاص من داخل الإدارة تدير الإدارة بأكملها، فكيف لهذه الإدارة أن تطالب بعدم الانتقاد وهم من طالبوا باستقالة ابن داخل بدلاً من أن يقدموا لإدارته الدعم المالي. هل زادت استقالة الرئيس محمد فايز الأمور تعقيداً داخل النادي؟ - الحل لم يكن في استقالة الفايز واستمرار البقية، وبصراحة إن الرئيس المستقيل لا يستحق ما حدث له.. فهو رجل كبير في السن له احترامه، وهو رجل فاضل ويحب الاتحاد، وما حدث من هجوم عليه في مباراة النصر كان ينبغي ألا يحدث فالجمهور أخطأ، لكن هذا المدرج الاتحادي كلمته هي المسموعة، وأعلم أن أغلب القرارات لم يكن يصدرها الفائز ولا أود أن أقول إنه أجبر عليها. بماذا تصف المقطع المسرب للاعب سعود كريري ووكيل أعماله في التفاوض مع الجمجوم وباجنيد؟ - لا أود الحديث عن هذا المقطع لأنه غير أخلاقي، حقيقةً رفضت مشاهدته بعد أن وصلني من أصدقاء كثر، إن من أبسط قواعد ديننا «ولا تجسسوا» وهذا تجسس لا أقبله من حيث المبدأ، وبغض النظر عمن صور فهذا عمل «قذر». ماذا تقول لهؤلاء؟ «أسعد عبدالكريم» محتاجون إلى مواقفك المعهودة يا أبا محمد. ---------------------- «منصور البلوي» الاتحاد مشتاق إليك. -------------------- «عادل جمجوم» إذا عندك حلول فاستمر، وإذا لم يكن لديك ما تقدمه لناديك فارحل ولا تكابر. --------------------------------- «محمد بن داخل» نيتك صافية. ------------------ «طلعت لامي» الاتحاد يحتاج إلى فكرك وروحك الطيبة.