جاءت الخسارة الأخيرة للفريق الاتحادي الأول لكرة القدم مساء الجمعة الماضي أمام منافسهم التقليدي الأهلي لتؤكد المعاناة التي يعيشها الاتحاد والمشكلات التي تعصف بعميد الأندية السعودية, فكانت الخسارة متوقعة وقد بدأت علاماتها قبل موقعة الديربي وهذا نتاج عمل إداري غير احترافي في زمن الاحتراف ليكشف الغطاء عن الوجه الحقيقي لإدارة محمد الفايز التي تقود نادي الاتحاد الى نفق مظلم مواصلا تخبطات وأخطاء الإدارات السابقة لتتراكم بذلك المشكلات التي لم يعد يتحملها عشاق الاتحاد. أين الوفاء بالوعود؟ كانت الإدارة الحالية وقبل استلام الرئاسة أي في عهد إدارة اللواء محمد بن داخل تتدخل في شؤون الإدارة السابقة تصريحا وتلميحا هاجت معها الجماهير الاتحادية مطالبة بالفايز خاصة بعد أن أطلق وعوده الشهيرة بحل جميع القضايا والوفاء بكافة الالتزامات المالية التي يعاني منها نادي الاتحاد بالتعاون مع شباب المستقبل, هذه التصريحات الرنانة وجدت آذانا صاغية لإزاحة ابن داخل وتنصيب الفايز رئيسا منتخبا لأربع سنوات مقبلة. ومع مرور الوقت كانت إدارة الفايز تطالب بالدعم المالي من أعضاء الشرف والجماهير وسط آمال بعودة هيبة الاتحاد التي كانت من أولى اهتمام الإدارة الحالية لكن لم يكن هناك حلول تعيد الأمور لنصابها الطبيعي بل زادت تتعقد أمور النادي أكثر وأكثر وتردت بشكل أكبر بعد خروج الفريق الكروي من البطولة الآسيوية. شفافية غامضة وفي كل مناسبة يؤكد الفايز على أن إدارته تنقل الصورة بشكل واضح وشفاف عن كل ما يدور داخل نادي الاتحاد لكن على أرض الواقع كان الغموض من أهم سمات الإدارة ومن الأمثلة قضية احمد الفريدي الذي انتقل مؤخرا لفريق الاتحاد حيث ذكرت إدارة النادي ان هناك شخصية اتحادية تكفلت بالصفقة دون أن تكشف عن هذا العضو لتتضح الصورة أن الفريدي تسلم مقدم مبلغ مليوني ريال حصل عليها النادي كسلفة من أحد الأشخاص المقربين من الإدارة وسيتكفل النادي ببقية المبلغ. الفريدي يربك الفريق بعد إعلان صفقة التعاقد مع الدولي احمد الفريدي بدأت الانقسامات والتفكك يدب في الفريق الكروي لسبب وحيد أن اللاعبين وقفوا وقفة صادقة تحسب لهم مع ادارة الفايز مقدرين ما يمر به النادي من ظروف وضائقة مالية في ظل وعود ومبررات مطالبينهم بالصبر حتى تتيسر أمور النادي لكن المفاجأة عندما تعاقد النادي مع الفريدي بمبلغ خيالي وتجميد مستحقات اللاعبين ومعها رفض بعضهم هذا التصرف مطالبين بجميع مستحقاتهم ومرتباتهم التي تجاوزت 5 أشهر. وأثار الزميل عبدالله فلاته وهو القريب من البيت الاتحادي خبرا مثيرا عبر برنامج المنصة بالقناة الرياضية عندما ذكر أن مدرب الفريق كانيدا اجتمع باللاعبين قبل مباراة نجران الدورية وطالبهم بالخروج عبر وسائل الاعلام للمطالبة بمستحقاتهم المالية وذكر الزميل أن الإدارة الاتحادية على علم بما حدث من المدرب كانيدا مع اللاعبين. وفي برنامج آخر أفصح محمد فايز عن خوفه من رفض اللاعبين للعب بحجة عدم استلام مستحقاتهم المالية وأنهم على حق ويطالب بالدعم المالي ولا مجيب ويعد بتصحيح الأمور لكن الحقيقة تقول إن اللاعب في نادي الاتحاد أقوى من الإدارة التي ضعفت بسبب شح المال وعدم توفر السيولة التي تستطيع بها حل المشكلات التي تواجهها. تصريح كانيدا وقبل مواجهة الديربي أطلق كانيدا تصريحا أثار حفيظة الاتحاديين بعد أن تطرق للأوضاع المحيطة به كمدرب وذكر بأنه لم يشاهد في حياته كما يحدث في نادي الاتحاد مؤكدا على أن اللاعب الشهير ميسي لو يلعب في الاتحاد فلن يبرز ولن ينجح في مهمته مطالبا الإدارة الاتحادية بإيجاد الحلول السريعة للمشاكل التي يعاني منها الفريق. أسامة يمتنع مدافع الاتحاد أسامة المولد كان صريحا ووضع إدارة النادي في موقف حرج بعد أن رفض بشكل قاطع اللعب مع الفريق حتى يتسلم مستحقاته المالية من مقدم عقده والبالغة مليوني ريال اعتبرها البعض ليّ ذراع للإدارة فيما رأى فريق آخر أنها من أبسط حقوق اللاعب لم يقتصر الأمر على أسامة فهناك مبروك زايد يغيب عن المشاركة مع الفريق. سفر سوزا قبل الأحداث الأخيرة غادر المحترف البرازيلي سوزا أسوار النادي لعدم استلام مستحقاته المالية بعد أن رفع قضية لدى الفيفا ستظهر نتائجها لاحقا وهو اللاعب الذي تعاقدت معه إدارة النادي بمبلغ تجاوز 50 مليون ريال وربما يكلف الخزينة الاتحادية أمولا طائلة. سفريات اللاعبين مجرد أن يمنح الجهاز الفني راحة للاعبين خاصة عندما يكون هناك توقفات في الدوري يستغل بعض اللاعبين هذه الفترة للمغادرة خارج الوطن فنايف هزازي يتوجه إلى حيث يسكن الأحباب كما غادر أنس الشربيني لكرواتيا فيما غادر امبامي لفرنسا في ظل ضعف واضح للإدارة الاتحادية أمام اللاعبين. وأطلقت الجماهير الاتحادية لقب "الخائن" على اللاعب أسامة المولد بعد أن امتنع عن اللعب مع الفريق قبل استلام مستحقاته المالية معتبرين ما قام به اللاعب نكران للجميل فيما كان البعض من الجماهير أكثر نضجا عندما أكدوا على أن زمن الولاء ذهب في زمن الاحتراف ويقع اللوم على إدارة النادي التي لم تف بمستحقات اللاعبين وتهيئة الأجواء الصحية المناسبة. امتصاص الغضب ومن المرجح أن تعلن إدارة النادي عن عودة حامد البلوي للعمل في النادي كمدير للفريق الكروي خاصة وأنه يحظى بتأييد جميع الجماهير الاتحادية ويأتي هذا التوجه لتهدئة الجماهير الاتحادية وامتصاص الغضب الذي يحيط بالإدارة الحالية. الوعد المقبل يناير وأكدت الإدارة الاتحادية على أن شهر يناير المقبل سيشهد العديد من التغيرات داخل النادي نحو الأفضل دون أن تفصح عن هذه القرارات وان كانت بعض التقارير الإعلامية تؤكد على أن إدارة النادي مقبلة على توقيع عقد استثماري مع إحدى الشركات العالمية لرعاية النادي سيوفر دخلا ماليا ضخما سيساهم في حل جميع المشاكل التي عانى منها النادي طوال الفترة الماضية فهل تصدق الإدارة في وعدها هذه المرة أم أنها ابر مخدرة لما يحدث داخل لكيان الاتحادي؟.