أثار اغتيال وزير المالية اللبناني السابق محمد شطح في بيروت الجمعة موجة اغتيال عربية دولية شاجبة ومؤكدة على الوقوف إلى جانب لبنان في مواجهة الإرهاب. وأدانت وزارة الخارجية المصرية، الانفجار الذي أودى بحياة شطح، وأكدت أن الحادث يعكس حقيقة أن الإرهاب ظاهرة عالمية. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، أن الحادث "يؤكد مجدَّداً أن الإرهاب ظاهرة عالمية تهدف إلى مزيد من العنف وإهدار جميع الفرص المتاحة للتنمية". وقالت السفارة المصرية في لبنان في بيان إن "الإرهاب الذي يطل برأسه في اكثر من بلد عربي يتطلب منا الوقوف جميعاً لمواجهته والتصدى له بكل السبل الممكنة". من جهتها دانت قطر التفجير وجاء في بيان لوزارة الخارجية ان "دولة قطر تدين بشدة مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تتناقض مع كل القيم الانسانية، والتي من شأنها جر المنطقة الى الفوضى وعدم الاستقرار". وجددت الوزارة في بيانها الذي اوردته وكالة الانباء القطرية، "موقف دولة قطر الثابت بنبذ العنف بمختلف أشكاله وصوره أيا كان مصدره ودوافعه". وأعرب الأردن أيضاً عن إدانته التفجير واعتبره "من أخطر التهديدات للأمن والسلم الإقليمي والدولي". وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال محمد المومني في بيان أن الأردن" يدين التفجيرات الإرهابية التي استهدفت أمن واستقرار لبنان " ويعتبره من "أخطر التهديدات للأمن والسلم الإقليمي والدولي ". وأكد موقف الأردن "الثابت في رفض كل أشكال الإرهاب والعنف بجميع أشكاله ومظاهره وأيا كان مصدره ومنطلقاته". وعبر المومني عن "تضامن الأردن مع الدولة اللبنانية في مواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلمها الأهلي، وقدم التعازي لأهالي الضحايا وتمنى الشفاء العاجل للمصابين ". وأعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها "الشديدين" لحادث التفجير "الارهابي". ونقلت وكالة الانباء الكويتية الرسمية (كونا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن "هذه الجريمة النكراء التي تنبذها كافة الأديان السماوية وتجرمها القوانين استهدفت أمن واستقرار لبنان ووحدته الوطنية وترويع الآمنين فيه". وناشد المصدر "كافة أطياف الشعب اللبناني الشقيق ضبط النفس واللحمة والتكاتف في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها بلدهم" معبرا عن قناعته "بوعي الاشقاء وقدرتهم على تفويت الفرصة على من أراد بهم وبوطنهم السوء". وجدد "تأكيده لموقف دولة الكويت الثابت في نبذ الارهاب ومشاركتها المجتمع الدولي في العمل على وأده". ودانت تونس بشدّة، التفجير ووصفته ب"الإرهابي". وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان مساء اليوم، إن تونس "تُعرب عن إدانتها الشديدة للإعتداء الآثم والهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم الجمعة بالعاصمة اللبنانيةبيروت". وجدّدت الوزارة الإعراب عن "تضامن تونس التام مع لبنان الشقيق"، ودعمها "الكامل له في مواجهة هذه الأعمال الإرهابية بما يحفظ أمنه واستقراره ووحدته الوطنية". وفي المواقف الدولية، دانت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ، التفجير واعتبرت أن "الهجوم الإرهابي" يسلّط الضوء على دعم بلاده لتحقيق الاستقرار في لبنان وأبدى تعاطفه مع "عائلة شطح وجميع المتضررين من هذه الجريمة المروعة". وأضاف الوزير أن المملكة المتحدة "لا تزال ملتزمة تماماً بدعم استقرار لبنان، ووضع حد لثقافة الافلات من العقاب"، متوعداً ب"تقديم المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة". كما دعت السفارة الأميركية في بيروت السلطات اللبنانية إلى اتخاذ "الإجراءات اللازمة لإجراء تحقيق دقيق، وجلب المتورطين في هجوم اليوم أمام العدالة"، معتبرة أن هجوم اليوم يعزّز "التزام الولاياتالمتحدة بالدعوة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بما فيها 1559 و1701"، بالإضافة الى "اتفاق الطائف وإعلان بعبدا، كوسائل لدعم لبنان مستقر وآمن وحر". من جانبها دانت الخارجية الروسية بشدة التفجير وقال الناطق باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش إن "موسكو تدين بشدة هذه الجريمة الوحشية"، معتبراً أن هدفها هو "صب المزيد من الزيت على الوضع السياسي والمذهبي المتوتر في هذا البلد ودفع لبنان إلى أتون أزمة لا تحمد عقباها". ودعا اللبنانيين إلى "عدم الانجرار وراء الاستفزازات وإلى التكاتف في سبيل استقرار وأمن البلاد". وجدد المتحدث موقف روسيا المبدئي، حول دعمها لحل المسألة اللبنانية عبر "الحوار الوطني على قاعدة احترام مصالح جميع فئات وشرائح المجتمع اللبناني". وأعربت تركيا عن إدانتها الشديدة لل"هجوم الحاقد" الذي أدى إلى مقتل شطح، معتبرة أنه يستهدف استقرار لبنان ووحدته. وقال بيان للخارجية التركية "نعتقد أن الشعب اللبناني، ومهما كانت الشريحة التي ينتمي إليها، لن يقع في هذا الفخ، وسيتخذ موقفاً مبنياً على المنطق والاعتدال لحماية وحدة بلاده واستقراره". وتعهدت الخارجية بمواصلة "التعاون مع دولة لبنان وشعبه"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، اتصل برئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، ليقدّم لهما تعازيه.