جدد مدرب منتخب الجزائر لكرة القدم البوسني وحيد خاليلوزيتش تصريحاته المتشائمة في شأن العبور إلى الدور الثاني لمونديال البرازيل، مخالفاً بذلك طموحات الجماهير الجزائرية ورئيس اتحاد الكرة محمد روراوة، ما ينبئ باتساع شرخ العلاقة المتوترة أصلاً بين الرجلين. وقال خاليلوزيتش في حوار مثير لقناة «فرانس 24» الفرنسية الإثنين الماضي: «علينا أن نكون واقعيين، أنا لا أريد أن أكذب على الجماهير ولن أعدهم بشيء. هل تابعتم مشوار المنتخبين الروسي والبلجيكي في تصفيات المونديال؟ روسيا تأهلت على حساب البرتغال والعملاق كريستيانو رونالدو، وكذا على حساب السويد بقيادة زلاتان إبراهيموفيتش، وبعد قرعة المونديال يقول الجزائريون إن «الخضر» سيفوزون بسهولة على روسيا. هذا التحليل مبالغ فيه ولا يستند إلى أي منطق». وأضاف: «هذا الأمر يزعجني فلا أحد يعرف قيمة هذا المنتخب أكثر مني ومن أعضاء الطاقم الفني. لا أريد أن أقع في فخ بطولة أمم أفريقيا 2013 عندما قال الجميع إننا سنفوز بالكأس، وحتى بعض اللاعبين أفرطوا في التفاؤل، وبعدها اختفى الجميع وتركوني أتحمل المسؤولية وحدي.. هذه هي الحقيقة التي لا بد من الاعتراف بها». واعتبر المدرب البوسني «تأهل الجزائر للمونديال يزعج بعض الأشخاص على ما يبدو» مشيراً إلى أنه عندما قرأ بعض المقالات الصحافية قبل لقاء بوركينا فاسو: «شعرت بالعار، وبعدها يقولون إنهم جزائريون! مثل هؤلاء نجدهم في كل مكان ليس فقط في الجزائر»، مضيفاً: «مجيئي إلى الجزائر لم يكن بغرض الظهور أو تقلد الأوسمة وتلقي رسائل الشكر كما يعتبره البعض، فأنا جئت لأجل تحقيق نتائج جيدة وقيادة المنتخب الجزائري إلى كأسي أفريقيا والعالم، لقد وفقت في مهمتي ولا يهمني ما يقال». ويرى المتابعون أن التصريح الجديد للمدرب البوسني لا يبتعد كثيراً عن تصريحاته السابقة التي قلل فيها من شأن «الخضر» وأبدى تشاؤماً في شأن العبور إلى الدور الثاني للمونديال ضارباً عرض الحائط بطموحات الجزائريين وعلى رأسهم رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة الذي أكد «قدرة الخضر على التألق في المونديال». وقال روراوة، على هامش حفلة تسليم جائزة الكرة الذهبية التي توج بها سليماني، للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة: «صحيح أن المهمة صعبة جداً لوجودنا أمام منافسين أقوياء، إلا أن هذا لا يمنع من التفاؤل بتحقيق مشوار جيد» وزاد: «أنا مقتنع بأننا نملك كل الإمكانات لتقديم مونديال جيد وتشريف الجزائر والعرب وأفريقيا كاملة». ويرى المراقبون أن من شأن هذه التصريحات المتناقضة بين الرجلين تعميق الشرخ المتسع أصلاً بينهما منذ قرعة المونديال، ثم إقدام المدرب البوسني قبل أسبوع على تعيين الدولي الأسبق عبدالحفيظ تاسفات مساعداً له في الجهاز الفني بدلاً من التقني توفيق قريشي كما أراد رئيس اتحاد الكرة. لكن المدرب البوسني يرى أنه يتعرض لما أسماه ب«مؤامرة حقيقية « مشيراً في الحوار ذاته إلى أن «بعض الأطراف تسعى إلى مساومتي، لكن هذا الأمر لن ينفع معي. لا توجد أية مشكلة بيني وبين روراوة». وواصل: «أعترف بأنني لا أتفق معه في بعض القرارات، هذا أمر طبيعي وراجع إلى شخصيتي وقناعتي، فأنا لست «كبشاً» يتم فرض كل القرارات عليّ! أنا إنسان وباستطاعتي قول نعم وأيضاً لا. كما أنني مدرب لا أخفي غضبي وإنما أكشف عنه، لكن هذا الأمر لم يؤثر يوماً في علاقتي مع رئيسي، إذ نبقى أصدقاء، والاحترام متبادل بيننا». وأوقعت القرعة الجزائر في المجموعة الثامنة التي تضم أيضاً منتخبات روسيا وبلجيكا وكوريا الجنوبية، ولم يسبق للجزائر أن تجاوزت الدور الأول في مشاركاتها بدورات إسبانيا 1982 والمكسيك 1986 وجنوب أفريقيا 2010.