يخوض المنتخب الجزائري لكرة القدم اليوم «مباراة العمر» عندما يواجه على ملعب البليدة منتخب بوركينافاسو في إياب الدور الفاصل المؤهل لمونديال البرازيل. ويكفي الجزائر الفوز بهدف وحيد لتتأهل للمرة الثانية على التوالي للمونديال والرابعة في تاريخها، وذلك بعد خسارتها ذهاباً (2-3). وحبست هذه المواجهة أنفاس الجزائريين خلال الأيام الماضية وأنستهم همومهم ومشكلاتهم اليومية، ليعيشوا الحدث بكل جوارحهم من خلال المسيرات اليومية للجماهير عبر مختلف المحافظات وإقبالهم اللافت على شراء التذاكر ودعوات الكبار منهم للاعبين إلى تحقيق الفوز. ووصف محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة الأجواء السائدة داخل صفوف المنتخب ب«الرائعة»، مؤكداً أن «اللاعبين مندهشون للحماسة التي يصنعها المناصرون هذه الأيام ما منحهم شحنة إضافية من أجل الظفر بورقة التأهل». وأضاف: «المباراة تبدو صعبة لكني متفائل بقدرة اللاعبين والطاقم التقني من تجاوز المنافس وإهداء الجزائر رابع تأهل إلى كأس العالم». ويدرك لاعبو «الخضر» جيداً هذه اللحظات التاريخية بحسب وصف المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش الذي قال: «اللاعبون واعون للمسؤولية الملقاة على عاتقهم والمهمة التي تنتظرهم». وتحسباً للمباراة أجرى لاعبو «الخضر» 8 حصص مران بمركز التدريبات في سيدي موسى بالجزائر وحصتي مران بالملعب الرئيس للبليدة، حاول خلالها المدرب البوسني تجهيز فريقه، خصوصاً لاعبي الخط الخلفي من الناحيتين البدنية والتكتيكية. وكان خاليلوزيتش اشتكى في مؤتمره الصحافي الجمعة الماضي من العجز الفادح في الإعداد اللياقي للاعبين وفشل اللاعب الجزائري ككل بالجانب التكتيكي، مؤكداً أنه يواجه هذه المشكلة للمرة الأولى في مشواره التدريبي على حد تعبيره. ويبدو ذلك دافعاً للمدرب البوسني بالاعتماد على التشكيل ذاته الذي واجه «الخيول» البوركينية ذهاباً مع احتمال الدفع بإبراهيمي (لاعب وسط غرناطة الإسباني) وخوالد (مدافع اتحاد العاصمة) أساسيين لتعويض قديورة وبلكلام الغائبين للإيقاف. كما من غير المستبعد الدفع بسوداني وسليماني (9 أهداف في التصفيات) في الهجوم، إذ يتم دعمهما بفيغولي وإبراهيمي في الوسط الهجومي. وقال خاليلوزيتش: «أنا مطمئن من ناحية الهجوم لأننا نسجل تقريباً هدفين في كل مباراة، لكني أخشى من الدفاع الذي لم يكن في مستواه في مباراة الذهاب».