ذكر الموقع الاستخباري العبري «تيك ديبكا» أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ألغى، تحت ضغط فلسطيني كبير، اقتراحه الإبقاء على قوات اسرائيلية في غور الاردن، وسيطرح استبدالها بقوات اميركية، كما اقترح ربط الضفة الغربية وقطاع غزة بقطار. في الوقت نفسه، هاجمت اسرائيل الرئيس محمود عباس، مستبعدة تصعيداً في قطاع غزة الذي تمارس عليه ضغوط من بوابة الاقتصاد عبر إغلاق معبر كرم ابو سالم التجاري الحدودي. وقالت مصادر اميركية لموقع «تيك ديبكا» إن كيري ألغى أيضاً اقتراحه السابق تخصيص طرق داخل الضفة لإفساح المجال امام القوات الاسرائيلية للوصول إلى منطقة الأغوار، كما ألغى وجود مراقبين اسرائيليين على المعابر الحدودية بين الدولة الفلسطينية المستقبلية والاردن. وأضاف أن كيري يطرح حالياً نشر قوات اميركية على طول الحدود مع الاردن، وما سمّاه رقابة اسرائيلية عن بُعد باستخدام وسائل تكنولوجية متطورة لمراقبة دائمة لما يدور في المنطقة والمعابر. ونقل الموقع عن خبراء اسرائيليين وأميركيين أنه وفقاً لهذه الاقتراحات ستكون هذه المرة الاولى التي سيتولى الجيش الاميركي مسؤولية الدفاع عن الحدود الشرقية لإسرائيل، وان الاميركيين سيأخذون على عاتقهم تشغيل المعابر الحدودية، ليس فقط بين الدولة الفلسطينية المستقبلية والاردن، بل المعابر بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل. ومن بين الامور التي يعتزم كيري طرحها ضمن اتفاق الإطار بين الطرفين منتصف الشهر المقبل، إقامة ممر آمن بين الضفة وقطاع غزة، وتحديداً وجود قطار سريع يصل بين غزة والخليل، وان تكون سكة الحديد تحت السيادة الاسرائيلية، في حين يكون القطار نفسه تحت السيادة الفلسطينية. وأضاف أنه لن تكون هناك اي محطات للتوقف لهذا القطار داخل الحدود الاسرائيلية، وانه ليس من صلاحيات الجيش الاسرائيلي توقيفه، مضيفاً ان الاميركيين سيبلغون الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ان موضوع القطار محسوم، وأنه يشكل بديلاً من شق قناة تحت ارضية للتوصيل بين القطاع والضفة. وأشار الموقع إلى أن الفلسطينيين أخبروا الاميركيين موافقتهم على موضوع القطار السريع، الا انهم طالبوا بأن تكون محطته الرئيسة في رام الله بدلاً من الخليل، لمنع اختراق القطار التجمع الاستيطاني في «غوش عتصيون»، وبالتالي إيجاد سابقة في اختراق التجمعات الاستيطانية من طريق استخدام وسائل مواصلات تكون تحت السيادة الفلسطينية. وأضاف الموقع ان نتانياهو لم يرفض الاقتراح عندما عرض عليه، الا انه لم يعط موافقته النهائية عليه. غزة في هذه الاثناء، لا تزال حال من التأهب تسود محيط قطاع غزة، خصوصاً في أعقاب مقتل عامل عربي من راهط قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي انه يدعى صلاح أبو لطيف، وكان يعمل في وحدة «كشف الأنفاق» الحدودية، وقتل شرق مدينة غزة برصاص قناص فلسطيني، ثم ما اعقب ذلك من غارات اسرائيلية على أهداف عدة في قطاع غزة، ما تسبب بمقتل طفلة فلسطينية وعدد من الاصابات. وأفاد موقع «والاه» العبري بأن نتانياهو دعا المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر الى اجتماع عاجل في القدس امس لبحث آخر التطورات الأمنية في الضفة والتصعيد الأخير في غزة. وقال نتانياهو في بيان على صفحته في موقع «فايسبوك» انه لا ينصح احداً باختبار اسرائيل، وان من يفعل ذلك سيتلقي درساً كما كان الامر عليه. وتوقعت مصادر عسكرية اسرائيلية أن الوضع على الحدود مع قطاع غزة لن يشهد مزيداً من التدهور، على رغم صدور تصريحات عن «حماس» تشير فيها الى أن اسرائيل انتهكت الهدنة. كما بعثت اسرائيل رسالة واضحة للحركة تؤكد فيها أنها غير معنية بتدهور الأوضاع الأمنية، لكنها سترد بقوة وحزم على أي عملية تنفذ من قطاع غزة. ونقلت اذاعة جيش الاحتلال عن مصادر عسكرية اسرائيلية قولها ان اتصالات أُجريت مع مصر ليل الثلثاء - الاربعاء لضمان العودة الى الهدوء على جبهة غزة. كما اجتمع وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينتس صباح امس مع القائم بأعمال السفير المصري في إسرائيل مصطفى القوني لمناقشة التوتر على حدود قطاع غزة. ووفق المواقع العبرية، أوضح شتاينتس انه في حال استمرت الهجمات من قطاع غزة، فستضطر إسرائيل للرد وبقوة كبيرة. وكان وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون أصدر أوامره مساء أول من أمس بإغلاق معبر كرم أبو سالم حتى إشعار آخر بعد الغارات. ونقل موقع «واللا» عن ضابط رفيع في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي «ان قواعد اللعبة بالنسبة الى قطاع غزة تغيرت»، مشيراً إلى أن «حماس» تواجه إسرائيل بمفردها من دون أي دعم خارجي، سواء عربي أو غيره. وأضاف ان إغلاق معبر كرم أبو سالم في ظل غياب الأنفاق سيشكل أزمة حقيقية بالنسبة الى الفلسطينيين، وضغطاً اقتصادياً قوياً، وقال: «سنرى كيف سيؤثر النقص في الغاز خلال هذا اليوم في القطاع»، مشدداً على أن خطوة إغلاق المعبر رسالة قوية لحماس حيث سيستمر الإغلاق لأيام. كما أشار إلى أن أوامر إطلاق النار تجاه الفلسطينيين بالنسبة الى الجيش أصبحت مرنة، وتشمل كل من يقترب من السياج الحدودي حتى ولو لمسافة 300 متر. في غضون ذلك، أفادت صحيفة «هآرتس» بأن مكتب نتانياهو شن هجوماً حاداً صباح امس على الرئيس عباس، واعتبر أن «الهجمات الإرهابية أخيراً تأتي نتيجة مباشرة للتحريض والكراهية التي تنشر في وسائل الإعلام وكتب التدريس الفلسطينية»، معرباً عن «خيبة أمل من عدم إدانة عباس العمليات الإرهابية الأخيرة مثلما كنا نتوقع من شريك في محادثات السلام». كما شنّ الوزير الاسرائيلي نفتالي بنيت هجوماً لاذعاً على السلطة الفلسطينية، وقال في تصريحات نقلتها اذاعة «صوت اسرائيل» انها تحولت الى «سلطة ارهابية، اذ تطلق أسماء مخرّبين منتحرين على ميادين في رام الله، وتمنح مخصصات مالية لمخربين يقبعون في السجن». وحذر التنظيمات الفلسطينية من ان اسرائيل سترد لها الصاع صاعين على اي هجوم، مشيراً الى ان العام الماضي الذي لم تجرَ فيه مفاوضات سياسية كان الأكثر هدوءاً خلال السنوات ال 35 الماضية. أما النائب «الليكودي» تساحي هنغبي، فرأى أن أقوال بينت مبالغ فيها، موضحاً أن تقويمات الدوائر الامنية تشير الى أن «حماس» غير معنية بتصعيد الموقف. وأكد أن اسرائيل تبقى على أهبة الاستعداد، وتواصل بذل جهود كبيرة لإثبات رغبتها في السلام. واعتبر النائب العمالي بنيامين بن اليعيزر المفاوضات مصلحة استراتيجية لاسرائيل، مؤكداً انه لا يجوز التخلي عن الجهود لدفعها بموازاة التعامل مع «التنظيمات الارهابية» بيد من حديد.