طهران – أ ب، أ ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» - رفض المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي امس، الاتهامات غير الموثّقة الموجهة لقادة المعارضة خلال محاكمات متظاهرين احتُجزوا بتهمة اثارة الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية، معتبراً ان مسيرات «يوم القدس» الجمعة الماضي كانت «صرخة للمسلمين في وجه السرطان الصهيوني القاتل». وقال خامنئي في خطبة القاها لمناسبة عيد الفطر في جامعة طهران، أن «اعتراف المتهم وإقراره في المحكمة أمام الكاميرات وملايين المشاهدين، يُعتبر حجة قاطعة من الجهات الشرعية والعرفية والعقلية»، مضيفاً أن «أقوال المتهمين حول الآخرين لا تُعتبر حجة من الناحية الشرعية وغير مقبولة، ولا ينبغي تأليب الأجواء بالتهم وسوء الظن». ولم يشر المرشد الى أشخاص بالإسم، لكن تصريحاته توحي بأنه يشير الى الاتهامات التي طاولت مسؤولين اصلاحيين بارزين خلال المحاكمات، بينهم رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني الذي حضر خطبة خامنئي، والرئيس السابق محمد خاتمي. وقال ان «اعداء الشعب بذلوا هذه السنة محاولات اكثر من السابق لتقويض يوم القدس، الا ان الشعب الإيراني اظهر ارادة ووعياً وصموداً لإيصال مطالبه ومواقفه بأبلغ صوت الى اسماع العالم». وزاد خامنئي الذي لم يشر الى تظاهرات الإصلاحيين خلال مسيرات «يوم القدس»، ان «القادة الغربيين خُدعوا من وسائل اعلامهم ومحلليهم واعتقدوا ان بإمكانهم التأثير في الشعب الإيراني»، مؤكداً ان مسيرات «يوم القدس» اثبتت انهم «يلهثون وراء السراب وأن الدسائس وإنفاق المال والسياسة الفاسدة، لم يكن لها اي تأثير في الأمة الإيرانية». وشدد على ان «يوم القدس» شكل «صرخة واضحة للمسلمين في وجه السرطان الصهيوني القاتل الذي تسبب به المحتلون وقوى الاستكبار والذي ينخر الأمة الإسلامية»، داعياً الى «تعزيز الوحدة الإسلامية من أجل احباط المؤامرات الغربية والصهيونية المحدقة بالأمة»، كما انتقد «ترويج صحف ووسائل اعلام وأجهزة اتصالات مختلفة، التهم وسوء الظن والشائعات»، معتبراً انها «تسمم المناخ السياسي». ودعا خامنئي خلال استقباله مسؤولي الدولة وسفراء الدول الإسلامية ومواطنين لمناسبة عيد الفطر، «الأمة الإسلامية والدول الإسلامية الى العودة الى الصراط الإلهي المستقيم وسيادة الأحكام الإسلامية، والإفادة من الإمكانات الهائلة السياسية والجغرافية، الى جانب الحفاظ على الاتحاد والانسجام للصمود بوجه الأعداء». واعتبر ان «الأعداء يستغلون انعدام الانسجام بين الشعوب والحكومات الإسلامية»، مضيفاً: «لو كانت الأمة الإسلامية متحدة وتستخدم كل طاقاتها السياسية والجغرافية، لما كان وضع الشعب الفلسطيني وأهالي غزة في هذا الشكل، ولما كان بإمكان المتغطرسين فرض مشاريعهم على الحكومات الإسلامية». وشدد على ان «الكيان الصهيوني دولة مفبركة ومصطنعة دمرت شعباً، وأدعياء حقوق الإنسان اغلقوا اعينهم امام هذا الظلم والجريمة السافرة». الى ذلك، اعلن عزيز الله رجب زاده قائد الشرطة في طهران ان حوالى 35 شخصاً اعتقلوا خلال «يوم القدس»، «لتخريبهم أملاكاً عامة».