اندلعت اشتباكات عنيفة بين أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» والرئيس المصري المعزول محمد مرسي وقوات الأمن خلال مسيرات متفرقة نظمتها الجماعة في القاهرة ومحافظات عدة لرفض الاستفتاء على الدستور المقرر في 14 و15 كانون الثاني (يناير) المقبل. ورفعت المسيرات شعار «دستورنا 2012»، في إشارة إلى الدستور المعطل منذ عزل مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي. وأعلن «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي عقد مؤتمر صحافي غداً لإعلان موقفه من الاستفتاء على الدستور، علماً بأنه اعتبر أن المشاركة في الاستفتاء «خيانة للشهداء». وانطلقت مسيرات «الإخوان» من مساجد عدة في القاهرة ومحافظات مختلفة عقب صلاة الجمعة، لكن قوات الشرطة تصدت لها بعدما قطع بعضها طرقاً محورية، لتتحول المسيرات إلى صدامات بين الأمن والمتظاهرين شهدت إحراق إطارات سيارات وآلية للشرطة في القاهرة. وأصيب عشرات باختناقات نتيجة إطلاق الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، وألقت الشرطة القبض على عشرات. وعززت قوات الجيش والشرطة من تواجدها في الميادين الرئيسة في العاصمة. وانتشرت آليات الجيش عند مداخل ميدان التحرير، وتراصت حافلات تقل جنود الأمن المركزي عند أطرافه، استعداداً لغلقه في حال استدعت الأوضاع الميدانية ذلك، كما انتشرت تشكيلات الجيش والأمن المركزي قرب مسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر شرق القاهرة، وتواجدت قوات إضافية في الشوارع الرئيسة في الحي الذي يشهد اشتباكات مستمرة بين «الإخوان» والأمن. وشوهدت حواجز الأسلاك الشائكة قرب القوات. وكثفت قوات الأمن تواجدها في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في حي مصر الجديدة. وأوقفت آليات الجيش والشرطة حركة المرور في ميدان النهضة في الجيزة لمنع «الإخوان» من الوصول إليه. كما كثفت قوات الجيش والشرطة تواجدها عند جميع مداخل القاهرة الكبرى، وطوقت مداخل محافظات القاهرةوالجيزة والقليوبية بنشر مكامن على تلك المداخل، سواء في الطرق الصحراوية أو الزراعية. ووقعت مصادمات عنيفة بين الشرطة و «الإخوان» في شارع الهرم وفي حي المهندسين وفي منطقة العمرانية في الجيزة وفي مناطق متفرقة من حي مدينة نصر في القاهرة وفي محافظات الفيوموالإسكندريةوالسويس. وأشعل متظاهرون النار في سيارة للشرطة في شارع أحمد عرابي في حي المهندسين، ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن المتظاهرين أطلقوا أعيرة نارية على قوات الأمن، وردّت الشرطة بقنابل الغاز على المتظاهرين وطاردت عدداً منهم بالهراوات وأوقفت بعضهم. وتحول شارع الهرم إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين الشرطة والمتظاهرين الذين تفرقوا في الشوارع الجانبية ودخلوا في كر وفر مع الأمن. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وطاردتهم في الشوارع الجانبية، وألقت القبض على عدد منهم، وتكرر المشهد ذاته في حي العمرانية بعدما فرقت الشرطة مسيرة ل «الإخوان» انطلقت من أمام مسجد خاتم المرسلين، واستمرت المطاردات بضع ساعات. وفي حي مدينة نصر، تحولت شوارع رئيسة وفرعية إلى ساحات مواجهة بين الجانبين، بعدما قطع «الإخوان» شارعي صلاح سالم ومصطفى النحاس، فأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، ودخلت في مواجهات مفتوحة معهم. كما وقعت اشتباكات مماثلة بين الشرطة والمتظاهرين في شارع عمر مكرم قرب ميدان رابعة العدوية. وفي السويس، وقعت اشتباكات عنيفة بين «الإخوان» والأمن في حي الأربعين، بعدما أطلق مجهولون النيران في الهواء قبل أن تصل مسيرة «الإخوان» التي أمطرتها قوات الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع وفرقت المتظاهرين لتبدأ معارك كر وفر بين الأمن و «الإخوان» الذين ألقي القبض على عدد منهم. وسقط جرحى بالرصاص. ووقعت اشتباكات مماثلة بين الشرطة و «الإخوان» في حي سيدي بشر في الإسكندرية، وفرقت قوات الأمن المتظاهرين سريعاً، كما وقعت مواجهات بين «الإخوان» ومعارضيهم في منطقة العوايد في شرق المدينة بعدما هاجم مجهولون مسيرة ل «الإخوان» وفرقوها بالحجارة. وفي الفيوم، وقعت مصادمات بين الشرطة و «الإخوان» استخدمت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع، ورد «الإخوان» برشق الشرطة بزجاجات حارقة. وفي مدينة رفح في سيناء، طاردت قوات الجيش مجموعة من المسلحين في قرية المهدية، بعدما أطلق ملثمون النيران على حملة للجيش لدهم بؤر للمسلحين في القرية. وأفيد بأن «جندياً قُتل وضابطاً جُرح كما قُتل عدد من المسلحين» في تبادل لإطلاق النار بين الطرفين استمر فترة، وسط تحليق مروحيات عسكرية في سماء المنطقة لرصد المسلحين.