رغم الطقس السيّء الذي تعيشه مصر هذه الأيام وموجة البرودة التي لم تعهدها من عقود، إلا أن أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» واصلوا تظاهراتهم التي قال مصدر أمني ل «الحياة» إن تكتيكاتها تشير إلى سعي لإنهاك قوات الشرطة قبل الاستفتاء على الدستور المقرر الشهر المقبل. وكانت تجمعات صغيرة من أنصار جماعة «الإخوان» نظمت مسيرات في شرق القاهرة وجنوبها ووسط الجيزة عمدت إلى قطع طرق عدة وإيقاف حركة السير عبرها، ودخل المتظاهرون في اشتباكات مع قوات الشرطة في مناطق متفرقة. وخرجت مسيرات «الإخوان» من مساجد عدة بعد صلاة الجمعة أشهرها العزيز بالله في حي الزيتون والسلام في حي مدينة نصر والاستقامة في الجيزة وأنصار السنة في حي الهرم والريان في حي المعادي. ووقعت مصادمات محدودة بين أهالي حي الزيتون وتجمعات «الإخوان» بعدما كتب المتظاهرون شعارات مسيئة على جدران كنيسة قريبة من مسجد العزيز بالله. ولقلة أعداد المتظاهرين تمكن الأهالي من تفريقهم سريعاً. وقطع «الإخوان» شوارع رئيسة في القاهرة، إذ تجمع العشرات منهم في شارعي مصطفى النحاس وعباس العقاد في مدينة نصر وقطعوهما. وسعى المتظاهرون إلى الوصول إلى مقر المدينة الجامعية التابعة للأزهر في مدينة نصر لكن قوات الشرطة تصدت لهم وفرقتهم بقنابل الغاز وخراطيم المياه، ورد المتظاهرون بالحجارة. وألقت الشرطة القبض على عدد منهم، وتمكنت من فتح شارع مصطفى النحاس بعدما قطعه طلاب «الإخوان» المقيمون في المدينة الجامعية. وحطم متظاهرون سيارة للشرطة. وسعى آخرون إلى التظاهر قرب مقر الأمن الوطني في مدينة نصر لكن قوات الشرطة فرقتهم سريعاً بقنابل الغاز. ووقعت اشتباكات بين الشرطة و «الإخوان» في حي المعادي بعدما قطع المتظاهرون أحد الشوارع الرئيسة، وطاردت الشرطة والأهالي عدداً من المتظاهرين تفرقوا في الشوارع الجانبية وألقت القبض عليهم. وفي حي الهرم في الجيزة، فرق الأهالي تظاهرة ل «الإخوان» سريعاً بعدما طاردوهم في الشوارع الجانبية، وتكرر الأمر ذاته على الطريق الدائري الذي قطعه أنصار للجماعة. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن «نهج تلك التظاهرات يظهر منه سعي حثيث إلى تشتيت قوات الشرطة في محاولة لإنهاكها قبل الاستفتاء المقرر على الدستور الشهر المقبل». وأضاف أن «الإخوان يكثفون من تظاهراتهم في الشوارع الجانبية والضيقة بعد أن تطردهم الشرطة من الشوارع الرئيسة التي يقطعونها، ويحرصون على انتشار تجمعاتهم بأعداد قليلة جداً، ولكن في شوارع عدة». وكانت الشرطة كثفت تواجدها في الميادين الرئيسة في القاهرة، خصوصاً ميادين التحرير والنهضة ورابعة العدوية ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي. من جهة أخرى، تظاهر عشرات من مؤيدي الجيش في مدينة الإسكندرية أمام مسجد القائد إبراهيم تأييداً لخريطة الطريق التي أعلنها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وعُزل بمقتضاها الرئيس السابق محمد مرسي. وفرّق أهالي مسيرات ل «الإخوان» في محافظات عدة منها الشرقية والغربية.