أكد مسؤول «الائتلاف الوطني السوري» المعارض عدم وجود اي جديد في موقف روسيا «المتمسكة» بالرئيس بشار الاسد وبقاء النظام، مقللاً من رهان الرئيس السابق ل «الائتلاف» معاذ الخطيب، في وقت استقبل الاسد امس وفداً برلمانياً روسياً قبل زيارة وفد من النظام الى موسكو بعد يومين. وأفاد موقع «سراج برس» المعارض بأن الخطيب زار «مخيماً للضباط المنشقين عن جيش الأسد في ريف مدينة أنطاكيا التركية قرب الحدود السورية، وناقش مع ضباط رفيعي المستوى بعضهم أعضاء في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر نتائج زيارة قام بها مؤخراً الى موسكو». وأشار الى ان «روسيا والعديد من الأطراف الدولية تخلّت عن شخص الأسد، وأن إيران الدولة الوحيدة التي رفضت مبادرة لحل سياسي»، لافتاً الى «الدول الداعمة للمبادرة كلفّت تركيا للتواصل مع طهران لتليين موقفها للتوصل إلى حل يطيح الأسد ويحافظ على الدولة السورية. ويتضمن الحل المقترح من قبل عدة جهات تنحية الأسد عن السلطة مع عدد من رموز حكمه والشروع بمرحلة انتقالية تكون على رأسها شخصيات من النظام والمعارضة، مع الابقاء على مؤسسات الدولة بما فيها مؤسستا الجيش والامن، ودمج الفصائل العسكرية (المعتدلة) في الجيش». وأضاف الموقع أن «أغلب الضباط المنشقين الذين حضروا الاجتماع مع الخطيب وافقوا على الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية بما فيها الدفاع والداخلية، مقابل التخلص من بشار الأسد ومن المقربين منه الذين تلطخت إياديهم الدم السوري بعد تأكدهم بأن سبل الحل العسكري باتت مستحيلة، حيث لا أحد يستطيع تحقيق حسم عسكري، ويجب البدء بحل سياسي ينقل السلطة إلى مؤسسات سورية شرعية ترضي كل الأطراف المتنازعة من دون وجود الأسد». في المقابل، قال القيادي في «الائتلاف» منذر اقبيق إن ما سمعه الخطيب من وزير الخارجية سيرغي لافروف «لا يختلف عن ما سمعه الرئيس السابق للائتلاف احمد الجربا من لافروف المشهور بدهائه. حيث قال له في باريس قبل بدء الجولة الاولى من مؤتمر جنيف (بداية العام) ان روسيا غير متمسكة بالأسد وان الحل يجب ان يكون بين السوريين انفسهم من دون تدخل خارجي. لكن تبين في ما بعد ان الامر لم يكن موقفاً يمكن البناء عليه». وأضاف ان روسيا «لم تمارس اي ضغط على الاسد في جنيف، ويحاول مسؤولوها التغطية على مواقفهم بالقول ان نفوذ روسيا لدى الاسد ليس كبيراً كما يعتقد البعض، ولكن بعد تلك التجربة فان الموقف الروسي اصبح واضحاً تماماً، روسيا ما زالت تريد الحفاظ على نظام الاسد ومتمسكة بالأسد نفسه وليس بنظامه فقط، وكل ما يقوله الروس غير ذلك هي عبارة عن اساليب سياسية تجر من خلالها الآخرين الى مواقع معينة تفيدها وتفيد الاسد». وبحثت الهيئة السياسية ل «الائتلاف» في اسطنبول اموراً عدة بينها نتائج زيارة الخطيب الى موسكو بمشاركة اعضاء في «الاتئلاف» والزيارة المرتقبة لمسؤولين سوريين. وفي دمشق، أكد الاسد خلال استقباله وفداً برلمانياً روسياً امس ان مكافحة الارهاب تتطلب «جهوداً جدية» و «ممارسة ضغوط فعلية» على الاطراف الداعمة له، بحسب ما أوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وعبر الأسد عن تقديره لدعم موسكو لبلاده، ذلك قبل ايام من لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية السوري وليد المعلم للبحث في احتمالات ايجاد حل للنزاع المستمر منذ حوالى اربع سنوات. ويترأس الوفد الروسي نائب رئيس مجلس الاتحاد في الجمعية الفيديرالية الروسية الياس اوماخانوف. وعبر الاسد عن «تقدير الشعب السوري لسياسات روسيا المبدئية الداعمة لاستقرار الدول وسيادتها واستقلالية قرارها»، لافتاً الى «اهمية استمرار التنسيق بين سورية وروسيا على جميع الصعد... لمواجهة الارهاب والافكار المتطرفة الغريبة عن مجتمعاتنا». وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت انه اجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري بحث خلاله في ضرورة «تحريك في أسرع وقت ممكن البحث عن حل سياسي وديبلوماسي للازمة السورية وتوحيد الجهود لمحاربة الارهاب على اساس القانون الدولي». وتخوف من ان تكون العمليات الاميركية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) غطاء يمهد «لعملية لتغيير النظام (السوري) بعيداً من الأضواء». ويلتقي لافروف وفداً سورياً يقوده المعلم في 26 من الجاري في موسكو للبحث في تحريك مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة. وخاض وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الاممالمتحدة في جنيف في بداية العام، من دون تحقيق اي تقدم في سبيل التوصل الى حل سياسي للازمة. وتعتبر موسكو من اقوى مؤيدي نظام الاسد وقد مارست حق الفيتو لمنع اتخاذ قرارات ضده في الاممالمتحدة. وتسبب النزاع في سورية بمقتل اكثر من 195 الف شخص منذ آذار (مارس) 2011.