دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى «تعاون دولي حقيقي وصادق للتغلب على الإرهاب» وأبرز تجلياته تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي يتصدى له منذ اكثر من شهرين تحالف دولي - عربي تقوده الولاياتالمتحدة، في وقت أفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن سيلتقي وفد النظام يوم الأربعاء المقبل لبحث «أفكار روسية» لحل الأزمة السورية. وقال الأسد خلال لقائه ممثلين لحزب «البعث» الحاكم ان «المنطقة تعيش مرحلة مفصلية». واعتبر في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان ما «سيحدد وجهة (هذه المرحلة) هو صمود الشعب السوري في وجه ما يتعرض له ووقوف الدول الصديقة إلى جانبه إضافة إلى قناعة أطراف دولية أخرى بخطورة الإرهاب على استقرار المنطقة والعالم وصولاً إلى تعاون دولي حقيقي وصادق في وجه هذه الآفة الخطيرة». وتابع ان «الوضع الدولي فاقد للرؤية في المرحلة الحالية بخاصة بعد الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سورية وعلى رأسها داعش». وجاءت تصريحات الأسد قبل أيام من زيارة يقوم بها وفد سوري رفيع إلى موسكو برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم حيث سيلتقي الرئيس الروسي بهدف مناقشة «أفكار روسية» تتعلق بإطلاق مفاوضات للسلام في سورية. وقال مسؤول سوري رفيع المستوى لوكالة «فرانس برس» إن الرئيس الروسي «سيستقبل وفداً برئاسة الوزير المعلم وسيتركز اللقاء على اعادة اطلاق المفاوضات». وأضاف ان «استقبال الرئيس بوتين للوفد عند وصوله الى موسكو الأربعاء يعكس مدى الأهمية التي يوليها لهذه الزيارة». وأشار الى ان «الاجتماعات التي تعقد في موسكو تجرى عادة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف»، مضيفاً «حتى ان المحادثات المتعلقة بالسلاح الكيميائي عقدت معه (لافروف)». وكان وفد سوري رسمي قام بزيارة الى موسكو في ايلول (سبتمبر) 2013 وأعلن بناء على طلبها بأن دمشق ستقوم بتدمير ترسانة اسلحتها الكيماوية بإشراف من الأممالمتحدة. ويضم الوفد مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وقال رئيس تحرير صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة وضاح عبد ربه ل «فرانس برس» إن «اللقاء سيبحث في شكل خاص الأفكار التي تطرحها موسكو من اجل جمع المعارضة والدولة للبدء بحوار اولي من شأنه تفعيل العملية السياسية المتوقفة منذ جنيف». وأضاف «ان الأمر لا يتعلق بمبادرة روسية حتى الآن بل بأفكار من اجل احياء العملية. ويتوجب دراسة هذه الأفكار مع السوريين قبل وضع الخطة التي يجب ان تحظى بموافقة الأممالمتحدة». وكانت صحيفة «الوطن» نقلت عن مصدر ديبلوماسي عربي في موسكو قوله ان «الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري سوري في موسكو يحضره اضافة إلى الوفد الرسمي السوري عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمتهم (الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض) معاذ الخطيب». وذكرت الصحيفة ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اكد ان روسيا تجري الاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لتحديد موعد ل «مؤتمر موسكو» لتسوية الأزمة السورية. وخاض وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الأممالمتحدة في جنيف في بداية العام، من دون تحقيق اي تقدم في سبيل التوصل الى حل سياسي للأزمة. وأشار المسؤول السوري في تصريحاته إلى «فرانس برس» إلى ان الأمر لن يتعلق بالتباحث مع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «كممثل وحيد للشعب السوري» لكن مع جماعات مختلفة وبخاصة مع معارضة الداخل المقبولة من النظام وعدد من معارضي الخارج الذين نأوا بأنفسهم عن «الائتلاف». وكانت السلطات السورية اعتقلت الأسبوع الماضي احد ابرز «معارضي الداخل» رئيس تيار بناء الدولة لؤي حسين. كما انها طردت فنانيين وإعلاميين من نقابة الفنانين ومؤسسات اعلامية رسمية، بسبب موقفهم الداعم للمعارضة.