يحاول رشيد نكاز في مسيرة ال 669 كيلومتراً أن يكسب قلوب الجزائريين، شعاره «الشباب أولاً وأخيراً». هي خطوات بدأها الناشط السياسي في رحلة جديدة لممارسة السياسة وفي شكل مغاير تماماً لما يعرفه الجزائريون عن طرق الترويج السياسي. «مسيرة التغيير السلمي مشياً على الاقدام» هي الاسم الذي أطلقه رشيد نكاز مرشح الانتخابات الرئاسية الجزائرية الأخيرة التي أجريت في نيسان (أبريل) 2014 على رحلته عبر أكثر من 15 محافظة جزائرية. ويهدف نكاز من خلالها رحلته الى الاقتراب من شبان القرى والمدن في الجزائر العميقة «ليشحذ هممهم ويبعث في نفوسهم الأمل والاستماع إلى انشغالاتهم»، كما قال. وأوضح نكاز ل «الحياة» أن «من واجب أي سياسي أن يستمع الى جمهوره من الفم إلى الأذن، وهو ما يفعله في لقاءاته عبر مدن جزائرية يتنقل بينها مشياً على الأقدام على ان يصل الى مدينة القبة في العاصمة الجزائرية في 28 من تشرين الثاني الجاري. مسيرة بدأت من جبال الأوراس فشل نكاز في الوصول إلى قصر الرئاسة الجزائرية في المرادية في الانتخابات الماضية، إلا أن فشله لم يوقفه عن رؤيته لمواصلة مسيرة السياسة على رغم أنه لم يتلق بعد اعتماد حزبه «حركة الشباب والتغيير» لدى وزارة الداخلية، لكنه فكر في طريقة تمكنه من كسب قلوب الجزائريين. وقال: «مهمتي هي إقناع الشباب بالتغير السلمي والهادئ من دون اللجوء إلى العنف، وإقناع الملايين من الشباب الجزائري الذين أحبطت معنوياتهم وخصوصاً طلاب الجامعات والمعاهد العليا الذين يلهثون وراء وظيفة لكن من دون أفق». وأضاف أن فكرة المشي للقاء مختلف شرائح المجتمع الجزائري، نابعة مما وصفه ب «الألم الاجتماعي» الذي لمسه خلال حملته الانتخابية قبل رئاسيات 2014. وأضاف نكاز: «أحاول إيجاد وصفة بإمكانها إخراج الشباب من الظلمة إلى النور»، مشدداً على أنه يحاول «ممارسة السياسة في الواقع وليس في الصالونات والغرف المغلقة وبالخطابات الجياشة». وانطلاقاً من مناطق نائية في ولاية خنشلة شرق العاصمة الجزائرية زار نكاز العائلات الفقيرة وناقش الطلبة والشباب وفتح نافذة على اهتماماتهم وانشغالاتهم وماذا يريدون من منتخبيهم ومسؤوليهم وأودع عندهم رسائل مفادها أن «الجزائر بأمان وتطمح للسلم والمصالحة» حسبما قال أحد شباب مدينة بوحامة في ولاية خنشلة. رسالة نكاز التي تحمل عنوان «الأمن والأمان والاستقرار» بلورها من خلال مبيته في العراء من دون خوف وتنقله من منطقة إلى قرية إلى حي شعبي مروراً بمقهى يتبادل فيه أطراف الحديث مع الشباب. وحظي نكاز باستقبال شعبي من الشباب والكهول في مختلف المناطق التي زارها ونال احترام المواطنين في مختلف المناطق، بل وأكثر من ذلك استطاع أن يجمع الآلاف من محبيه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. ويرى الأستاذ في علم الاجتماع السياسي محمد عاقبي أن الطريقة التي انتهجها رشيد نكاز هي نوع من التواصل السياسي بين الساسة والمواطنين لإقناعهم ببرنامجه السياسي، خصوصاً إن كان له طموح متجدد لخوض الانتخابات في كل مرة. وقال عاقبي ل «الحياة» إن نكاز «يتوجه من خلال مسيرة التغيير السلمي إلى الغالبية الصامتة من الشباب الذين عزفوا عن برامج السياسيين خلال كل استحقاق سياسي، وهو يريد طرح أفكاره بطريقة لافتة للانتباه وبوسائل بسيطة تقربه من المواطنين وبخاصة شريحة الشباب». هي خطوة غير مسبوقة لا شك، وتعتبر في نظر كثيرين القشة التي ستنقذهم إذ وجدوا سياسياً يدافع عن مواقفهم وآرائهم من خارج الصالونات المغلقة. ولكن في المقابل يرى الشاب السعيد غمري في أن «مسيرة التغيير وسيلة لجلب الأنظار بعدما فشل نكاز في اعتلاء كرسي الرئاسة». لكن اللافت للانتباه أن نكاز استطاع أن يجمع أكثر من مليون معجب على مواقع التواصل الاجتماعي ولقي تضامناً كبيراً من قبل المحبين في المدن التي زارها على رغم تحفظ السلطات المحلية عن خطوته.