باريس، واشنطن - أ ف ب - أعلنت مصادر قضائية فرنسية ان قضاة سيجرون للمرة الاولى تحقيقاً في شأن وقائع تعذيب زعم سجين سابق انه تعرض لها خلال اعتقاله في قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية في كوبا. ورفع خالد بن مصطفى الذي امضى في غوانتانامو ثلاث سنوات بعد اعتقاله على الحدود الباكستانية - الافغانية اثر اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، شكوى في منطقة نانتير الباريسية في شأن تعرضه «لتعذيب واعمال وحشية بينها الضرب وتعليقه في السقف من يديه»، ما أدى الى فتح تحقيق قضائي في التهم في 23 تموز (يوليو) الماضي. وأبدى فيليب نيلاك محامي بن مصطفى ارتياحه لفتح التحقيق، معتبراً انها «بداية للاعتراف بما تعرض له في غوانتانامو»، مضيفاً: «لنعترف على الاقل بخطورة ولا انسانية ما تعرض له». ويجري قضاة فرنسيون منذ ثلاث سنوات تحقيقات في اتهامات حول عمليات احتجاز واعتقال تعسفي وجهها معتقلان سابقان آخران في غوانتانامو هما نزار ساسي ونوراد بن شلالي. ولدى عودتهم الى فرنسا بين عامي 2004 و2005، لوحق بن مصطفى وساسي وبن شلالي مع اثنين آخرين من قدامى المعتقلين بتهمة الانتماء الى مجموعة من المخربين ارتبطت بعلاقات مع منظمة ارهابية وسجنوا. وهم دينوا في مرحلة اولى، ثم افرجت عنهم جميعاً محكمة الاستئناف في باريس في 24 شباط (فبراير) الماضي. على صعيد آخر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان عدداً من سجناء قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية في كوبا اجروا اول اتصال باسرهم عبر وصلة فيديو. وقال الناطق باسم اللجنة سايمون سكورنو إن «البرنامج الانساني الذي اطلق الخميس الماضي متاح لجميع المعتقلين مدة ساعة واحدة، باستثناء من يطلق عليهم ذوي القيمة الكبيرة، بحسب تصنيف السلطات الاميركية التي تملك حق منع المعتقلين من المشاركة، والمراقبة والتحكم في الاتصالات عبر وصلة الفيديو». وأشار الى ان اكثر من 60 معتقلاً سجلوا اسماءهم للمشاركة في الوصلة التي «تقتصر على العائلات وتستخدم لتقديم معلومات شخصية فقط». وتسمح السلطات الاميركية لمعتقلي غوانتانامو بإجراء اتصالات هاتفية بأقاربهم منذ نيسان (ابريل) 2008 وإرسال صور منذ مطلع السنة. وسلمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر صوراً اخيراً الى عائلة خالد الشيخ محمد، العقل المدبر المزعوم لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. ويحتجز حوالى 226 معتقلاً من 28 جنسية في غوانتانامو، والتي يعتزم الرئيس باراك اوباما اغلاقها مطلع 2010.