شهدت مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق اجتماعات للأطراف الكردية السورية تبحث مسألة توحيد الخطاب خلال مؤتمر «جنيف2»، ذلك بإشراف رئيس الإقليم مسعود بارزاني. ووقعت أخيراً خلافات بين «المجلس الوطني الكردي» و «مجلس الشعب لغرب كردستان» وصلت إلى حد القطعية بعد إعلان «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم، الذي يمثل التيار الرئيسي في «مجلس الشعب لغرب كردستان» تأسيس إدارة محلية في شكل منفرد في شمال سورية وشمالها الشرقي. كما أدت هذه الخلافات إلى إغلاق المعبر الحدودي المسمى سيمالكا بين إقليم كردستان العراق والمناطق ذات الغالبية الكردية في سورية. ويدعم إقليم كردستان العراق الأحزاب الكردية السورية المنضوية تحت لواء «المجلس الوطني الكردي»، في حين يعتبر «الاتحاد الديموقراطي» الجناح السوري ل «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله أوجلان. وقال سكرتير «حزب آزادي» مصطفى أوسو ل «الحياة»، إن بارزاني «أجرى أمس (أول من أمس) لقاءين منفصلين مع ممثلين عن المجلس الوطني الكردي، ومجلس شعب غربي كردستان، في إطار مبادرة مدعومة بوساطة تقودها النائبة الكردية في البرلمان التركي ليلى زانا ورئيس بلدية ديار بكر أوزمان بايدمير (حزب العمال الكردستاني)، للوقوف على الإشكالات التي تعرقل اتفاقية هولير الموقعة بين الجانبين وإيجاد آلية لتطبيقها، فضلاً عن إيجاد صيغة مشتركة للتمثيل الكردي ضمن وفد المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر جنيف2». وأضاف أن بارزاني بدأ امس «لقاءات مباشرة مع الطرفين، على أن تعقد لقاءات أخرى بمعزل عن حضور بارزاني»، لافتاً إلى أن «ممثلي الطرفين المشاركين في اللقاءات البروتوكولية الأولية، أكدوا أن الأجواء كانت إيجابية، وهناك إرادة وإصرار للتوصل إلى رؤى مشتركة نظراً لحساسية المرحلة، واعتقد أن المشاورات ستستمر لبعض الوقت». من جهته، قال عضو «المجلس الوطني الكردي» بهجت بشير في تصريح لوكالة «فرانس برس»، إن «هذه الاجتماعات هي من أجل توحيد البيت الكردي وخطابه السياسي في كردستان الغربية والاستعداد لمؤتمر جنيف بحيث تكون المشاركة الكردية قوية في هذا المؤتمر». كما أشار إلى أن الاجتماعات تبحث أيضاً معالجة الخلافات العالقة بين المجلسين الكرديين. وكان بيان لرئاسة إقليم كردستان العراق ذكر مساء الإثنين أن بارزاني استقبل وفداً من «حزب الاتحاد الديموقراطي» وجرى خلال اللقاء «التأكيد على المساعي المشتركة بهدف توحيد الخطاب الكردي ليتمكن الكرد من المشاركة في مؤتمر جنيف2 بخطاب قومي موحد». وأشار البيان إلى أن بارزاني اجتمع الأحد الماضي مع «المجلس الوطني الكردي» بهدف توحيد الخطاب الكردي قبيل مؤتمر «جنيف2» المتوقع عقده في 22 الشهر المقبل. إلى ذلك، قال بارزاني خلال استقباله السفير الأميركي روبرت بيكروفت: «على رغم أن أعداد اللاجئين السوريين قد فاقت إمكانات إقليم كردستان لكننا نعتبر تقديم المساعدات لهم واجباً قومياً وإنسانياً وسنستمر في ذلك»، بحسب الموقع الإلكتروني لرئاسة إقليم كردستان. وأضاف أن اللقاء تناول «الأوضاع في سورية ومؤتمر جنيف الثاني وغرب كردستان والعلاقات بين إقليم كردستان وبغداد». وكان برنامج الأغذية العالمي بدأ قبل يومين بإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة جواً من أربيل إلى القامشلي في شمال شرقي سورية، حيث سمحت كل من الحكومتين السورية والعراقية بنقل الإمدادات الإنسانية بين البلدين، بينما تستعد الأسر النازحة لاستقبال واحد من أقسى مواسم الشتاء غير المسبوقة حيث جلبت العاصفة «أليكسا» إلى المنطقة كميات كبيرة من الجليد ودرجات الحرارة المنخفضة. وأفاد البرنامج في بيان أن طائرة تحمل 40 طناً من المواد الغذائية وصلت إلى القامشلي مساء الأحد، لافتاً إلى أنه يخطط لنقل المزيد من المواد الغذائية في 11 شحنة جوية أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، لنقل ما يكفي من الغذاء لإطعام ما يزيد على 30 ألف شخص لمدة شهر كامل. وتم التعاقد مع طائرتين للقيام ب 23 رحلة بين أربيل والقامشلي خلال الأيام العشرة المقبلة. وهذا يعد أول جسر جوي لنقل الإمدادات من العراق إلى سورية منذ اندلاع الأزمة السورية في بداية 2011. وأوضح مدير برنامج الأغذية العالمي في سورية ماثيو هولينجورث: «نقوم بتوصيل المساعدات الغذائية للأسر النازحة في 13 محافظة في سورية. وبقينا غير قادرين على الوصول إلى محافظة الحسكة لأكثر من خمسة أشهر بسبب انعدام الأمن على الطرق المؤدية إليها. لا نستطيع ترك هؤلاء الضحايا الذين أضرت بهم الحرب جوعى في مواجهة واحد من أقسى شهور الشتاء برودة». الى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الأوقاف في حكومة الإقليم مروان نقشبندي ل «الحياة»، إن «شاباً آخر من مدينة السليمانية قتل في سورية، ليرتفع عدد قتلى الملتحقين من شباب الإقليم للقتال هناك إلى تسعة قتلى». وأضاف أن «أكثر من 30 من شبان الإقليم الملتحقين بالجماعات الإسلامية المتشددة في سورية عادوا إلى الإقليم، من أصل ما يقدر بنحو 100 شاب ما زالوا يقاتلون في سورية ضد قوات الرئيس بشار الأسد.