اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بالسعي الى اطاحة النظام في موسكو، واعتبر ان بلاده واجهت محاولة لكسر هيبتها في أوكرانيا. وقال أمام مجلس السياسة الخارجية والدفاع: «بات واضحاً أن الغرب يسعى عبر العقوبات ليس فقط لحمل روسيا على تغيير مواقف معينة، بل لقلب نظام الحكم فيها». وجاءت تصريحات لافروف بعد قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي إن بلاده «يجب ان تحترس من اندلاع ثورة ملونة»، في إشارة الى احتجاجات أطاحت بقادة جمهوريات أخرى سابقة في الاتحاد السوفياتي. وأشار الوزير الروسي الى انه كان شاهداً على فرض اجراءات وعقوبات كثيرة ضد بلدان كثيرة، مثل كوريا الشمالية وإيران، حين كان مندوباً لبلاده في الأممالمتحدة، موضحاً ان هذه العقوبات «كانت تفرض على شخصيات من النخبة، من دون إلحاق أضرار في بالقطاعين الاجتماعي والاقتصادي للبلدان المستهدفة. اما اليوم فتعلن شخصيات غربية بارزة بوضوح أن العقوبات علينا يجب ان تدمر اقتصادنا وتحرض على احتجاجات شعبية، ما يثبت ان هدف دول الغرب ليس تغيير سياستنا بل نظامنا». وفعلياً قلصت العقوبات الغربية إمكان حصول روسيا على رؤوس أموال أجنبية مطلوبة لعمل أكبر الشركات والبنوك الروسية، وضربت صناعتي الطاقة والدفاع. كما جمّدت أرصدة بعض حلفاء بوتين، وحظرت سفرهم الى الغرب. وتابع لافروف: «انتهك الغرب في اوكرانيا مبادئ الديموقراطية التي روّج لها طويلاً، عبر دعم القوى المتطرفة. وهو لعب معنا بطريقة من يرمش اولاً، عبر زيادة الضغوط ومحاولة كسر هيبتنا. أرادوا ان نبتلع مسألة اضطهاد الروس والناطقين بالروسية في اوكرانيا، وان نتعامل مع المسألة كأن شيئاً لم يحصل»، ولكنه لفت الى أن «العلاقات الروسية - الغربية كانت وصلت الى لحظة الحقيقة قبل أزمة أوكرانيا». في كييف، نددت السلطات بوجود 7500 جندي روسي في شرق اوكرانيا الانفصالي، ودخول معدات عسكرية روسية جديدة، بعدما تعهدت اعادة تنشيط سياسة الانضمام الى الحلف الأطلسي (ناتو)، علماً ان موسكو تنفي تورطها في نزاع شرق اوكرانيا الذي أسفر عن سقوط أكثر من 4300 قتيل، بينهم ألف منذ الهدنة التي أبرمت في مينسك في 5 ايلول (سبتمبر) الماضي. وأبلغ وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك ملحقين عسكريين أجانب في كييف ان «وجود 7500 عنصر عسكري روسي داخل اوكرانيا يشكل عاملاً مقوضاً للاستقرار يمنعنا من تسريع تثبيت الوضع في بلدنا». وتابع: «لمواجهة هذا التهديد، ننوي زيادة عدد قواتنا المسلحة»، علماً ان قيادة عملية «مكافحة الارهاب» التي تشنها أوكرانيا منذ منتصف نيسان (أبريل) في الشرق، أعلنت امس دخول 20 قطعة عسكرية جديدة من روسيا عبر مركز ازفاريني الحدودي الذي يسيطر عليه الانفصاليون، وتوجهها الى لوغانسك. وأول من أمس، اتهم الجيش الأوكراني للمرة الأولى منذ هدنة مينسك بإطلاق قذائف مدفعية على شرق البلاد، حيث قتل 4 جنود ومدني واحد في الساعات ال24 الأخيرة. وفي تلميح صريح الى ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في آذار (مارس) والنزاع في الشرق، قال جوزف بايدن، نائب الرئيس الاميركي خلال زيارته كييف اول من امس: «ليس مقبولاً محاولة بلدان في القرن الواحد والعشرين اعادة رسم حدود اوروبا بالقوة، او تدخلها عسكرياً لأنها لم تحب قراراً اتخذه بلد مجاور». وعلى هامش الزيارة، زود الجيش الأميركي اوكرانيا بثلاثة رادارات لرصد مواقع القصف وتحديدها، أرسلت على متن طائرة شحن «سي 17» رافقت بايدن.