أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس أن المؤسسة الأمنية أجرت اختباراً ناجحاً لقدرة منظومة صاروخ «حيتس - 2 (السهم) من نوع مطور»، المعدة لاعتراض الصواريخ الباليستية ومنها صواريخ «شهاب - 3» الإيرانية و «سكود - 4» التي في حوزة سورية. وأعربت أوساط أمنية عن ارتياحها لنتائج التجربة، وهي الحادية عشرة من نوعها، واعتبرتها «قفزة نوعية تعزز المظلة الدفاعية التي تحمي إسرائيل من الصواريخ الباليستية». وقال وزير الدفاع ايهود باراك الذي حضر تجربة الإطلاق من قاعدة «بلمحيم» العسكرية في وسط إسرائيل إن المنظومة الدفاعية المستقبلية المتعددة الطبقات مشروع حيوي لدولة إسرائيل وتوفر مع منظومة «القبة الحديد» (لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى)، التي أجريت عليها تجربة ناجحة الأسبوع الماضي، ومع مجموعة «حيتس -1»، أقصى حماية لإسرائيل ومواطنيها «سواء من تهديدات وشيكة وفورية أو من تهديدات استراتيجية». وقالت الإذاعة الإسرائيلية ان تجربة أمس ابتغت الوقوف على التحسينات الكثيرة التي أدخلت على «حيتس -2» وفي مقدمها اعتراض الصواريخ الايرانية التي تشغل بالوقود الصلب. واضافت انه تم اختبار رأس توجيه ذكي إلكتروني - بصري تم تركيبه على صاروخ حيتس. كما تم اختبار منظومة رادار حديثة ضمن هذه التجربة، أنتجتها أيضاً الصناعات العسكرية الإسرائيلية. وتم إطلاق صاروخ «حيتس - 2 مطور» باتجاه صاروخ هدف، أطلقته مقاتلة من طراز «أف -15» في أجواء البحر المتوسط، يحاكي الصاروخ الباليستي الايراني «شهاب -3». وأصاب ال «حيتس» الصاروخ الهدف «بدقة متناهية» وهو في الجو على بعد 100 كيلومتر عن شواطئ إسرائيل. وأفادت الإذاعة أن تجربة الأمس هي الأولى على كل منظومة تشغيل الصاروخ من نوع «حيتس -2 مطوَّر». وتمت التجربة في إطار مشروع مشترك لإسرائيل وللولايات المتحدة لتحسين عمل «حيتس»، الذي بدأ الطرفان تطويره العام 1988. وشملت للمرة الأولى منظومة إنذار مبكر مطورة من نوع «أورن ادير». وتم حتى اليوم استثمار بليونين ونصف البليون دولار في تطوير المشروع. وبحسب الإذاعة فإن منظومة الرادار الاميركية الحديثة المنصوبة في النقب (جنوب إسرائيل) رصدت وتابعت صاروخ «حيتس» اثناء التجربة أمس وأمدت مركز المراقبة الأرضية في قاعدة «بلمحيم» بالمعلومات والمعطيات اللازمة عن «صاروخ العدو». وبحسب خبراء عسكريين فإن منظومة «حيتس -1» وضعت منذ فترة تحت تصرف سلاح الطيران الإسرائيلي بعدما دخلت الخدمة العملية ويفترض أن تشكل رداً على صواريخ باليستية أبعد من متوسطة المدى. ولدى سلاح الجو الإسرائيلي منظومة «شربيط كسميم» لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى. وقالت جهات أمنية إنه في اختبارات سابقة ناجحة، أيضاً في ساعات الليل وفي مختلف الظروف المناخية، تمكنت منظومة «حيتس» من اعتراض صواريخ مماثلة ل «شهاب -3» (أرض - أرض) التي تملكها ايران والقادرة على بلوغ اسرائيل (2000 كيلومتر). وزادت أن المنظومات الدفاعية المتوافرة لدى إسرائيل حالياً تؤمن الرد المناسب على التهديدات المتربصة بها «بما فيها صواريخ سكود - دي وشهاب -3 الإيرانية لكن مع ذلك ثمة حاجة للتطلع إلى الأمام واستباق تهديدات مستقبلية قبل أن تنضج في الجانب الثاني». وأعربت عن أملها في أن يحض نجاح التجربة الحكومة على عدم تقليص موازنة الدفاع «لأن من شأن ذلك المسّ بالخطط الاستراتيجية بعيدة المدى مثل مشروع حيتس». وزادت أن التحدي الحالي لمنظومة «حيتس» الذي بدأ فحصه في تجربة أمس «هو مواجهة صواريخ تحرك بوقود صلب (خلافاً للوقود السائل الذي يحرك صواريخ شهاب) لأن ايران تطور الآن صاروخاً يتعدى مداه ألفي كلم يستعمل الوقود الصلب الذي يسهّل قدراته على الإطلاق ويوفر له حماية أفضل أمام الاعتراض». كذلك تتابع إسرائيل شراء ايران صواريخ من كوريا الشمالية التي تعتمد تكنولوجيا روسية يبلغ مداها 2500 كلم تعمل هي أيضاً بواسطة الوقود الصلب وقد تدخل الخدمة العملية في السنوات القليلة المقبلة. وكان باراك أعرب قبل أيام عن قلقه من نية الكونغرس الأميركي تقليص موازنة الأمن الأميركية، ما قد يعني وقف دعم مشروع «حيتس -3». وتعتزم الإدارة الأميركية أن تقترح على إسرائيل شراء صواريخ أميركية من نوع «اس ام -3» القادرة هي أيضاً على اعتراض صواريخ باليستية، لكن المؤسسة الأمنية تعارض ذلك بشدة.