في كل موسم تعاد على مسامعنا عبارة «من مصلحة الكرة السعودية»، وهي تقال بحسب المواقف، ففي العام الماضي سمعنا غير مرة جملة تقول «من مصلحة الكرة السعودية أن يتعدد المنافسون» عندما كان الفتح يتصدر الدوري، وهذا العام نسمع كثيراً أن عودة النصر أيضاً تأتي وفقاً لهذه المصلحة. لكن السؤال الذي يجب أن يطرحه الجميع: هل من مصلحة الكرة السعودية أن يتدهور الاتحاد ويتراجع الأهلي ويتأرجح الشباب؟ ولمَ لم يتحدث أحد عن تقدم نجران في الترتيب على رغم قسوة ظروفه المادية؟ ولمَ لم يتطرق الإعلام إلى الاتفاق وسر رضا مسيريه عن بقائه بلا هوية؟ لماذا ينظر إلى بعض الأندية بعاطفة المشجعين أكثر من البقية؟ أليست المصلحة أن تكون كل الأندية على المستوى ذاته أو متقاربة على أقل تقدير بدلاً من الفجوة المعتادة بين المتصدرين وفرق الوسط، التي يعني تطورها زيادة الحماسة والتنافس والإثارة، أن يختزل كل ذلك في نادٍ فهذا يؤكد قصر النظرة ومحدودية التفكير ويكشف عن محاولة إيهام الجماهير أن فريقاً واحداً هو من يجلب المصلحة، لدرجة أن يطالب أحدهم وبمبالغة وتعصب يفوق الوصف أن يمثل هذا الفريق المنتخب وحده وأن يستغنى عن البقية لمجرد أنه تصدر فكيف لو فاز بالدوري. ولكن ماذا عن الثابت في المنافسة الهلال الذي يغرد خارج السرب لوحده في البقاء أولاً أو ثانياً، وكل موسم ينبري له نادٍ للمنازلة، لم يتجاهله الإعلام ولا يتحدث عن تميزه وتفرده بالثبات؟ وهم يعلمون أن الوصول إلى القمة سهل ولكن البقاء فيها صعب، وهو ما نجح في تحقيقه الهلال بجدارة وفشلت فيه الأندية كافة، ففي المواسم الأربعة القريبة فقط نافسه الاتحاد والشباب والأهلي والفتح أخذ منهم الكثير ولم ينالوا منه سوى القليل... هذا الموسم سقط المتنافسون جميعاً، فاستيقظ النصر من غفوة السنين لينافسه، لذا لا أستغرب تعاطف إعلام هذه الأندية معه، لأنه يحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه، بالعامية «يبرد كبودهم فيه»، فهم يبخسونه حقه ولو تصدر وفاز فكم من مرة وصف بفريق التحكيم على رغم أنه من المتضررين وبأخطاء قاتلة كان ثمنها النقاط الثلاث، وعندما تميز في اختيار لاعبيه الأجانب قالوا إن الأجانب سر انتصاراته لينسفوا جهود البقية، وهذا الموسم كلما فاز الفريق قيل إن نيفيز هو الهلال، وأجزم أن الهلال إن عاد إلى الصدارة فإن السبل ستضيق بهم حتى يجبروا على استعادة المقولة البليدة «الدوري ضعيف». ختاماً، من مصلحة الكرة السعودية أن تتنافس الأندية كافة بشرف، لا أن يضغط على الحكام وتسلب النتائج مع سبق الإصرار والترصد ليعود أحد أو يحرم آخر من حقه المشروع، وما حدث للشباب من مجزرة تحكيمية شاهد عيان على أن هناك من يسعى إلى تغليب مصلحته فوق القانون، ليعود فريقه بالقوة وبعدها يوقف الحكم لامتصاص الغضب.. فأين مصلحة الكرة السعودية من هذا كله؟ [email protected] Qmonira@