قسوة نتيجة مباراة الهلال الافتتاحية في دوري أبطال آسيا مبنية على كونها تأتي بعد أيام قلائل من التتويج بكأس ولي العهد التي اعتقد الجميع بأنها وضعت الفريق على جادة الطريق، لكن الحقيقة تقول إن ما حدث ليس وليد يوم أو شهر أو حتى عام، بل هو نتاج فوضى إدارية وفنية ضربت أطنابها في جسد الفريق وأضاعت هيبته. الهلال في الدوري معتم، وإن فاز خسف به أكثر من مرة يقف على قدم واحدة وأرض هشة لن يحتاج وضعه إلى خبير في الكرة أو متخصص في الإدارة ليشخص حاله وما آل إليه أوضح من الشمس في رائعة النهار، حتى المشجع العادي قادر على أن يبين العلة ويصف الدواء. منذ رحل غريتس وإدارة الهلال تتخبط، تفاخر بمفاوضات أفضل المدربين ثم تتعاقد مع أنصافهم.. تتعاقد مع المصابين ثم تؤهلهم وتتخلى عنهم، تشتري عقود لاعبين مغمورين ثم تبيعهم وسط الموسم لتسترد ما دفعت فيهم وتستبدل الذي هو خير بالأدنى.. استعدادات متأخرة بمبررات واهية غايتها اعتبار ما سيكون، فكل إخفاق سيعزى إلى تأخر الاستعداد وعدم تأقلم اللاعبين، والأهم أنها ستدافع عن المدرب بقولها إنه لا يزال يتعرف على الفريق وإمكانات أفراده، وهو ما حدث مع دول وهاسيك اللذين لولا الله ثم وجود سامي الجابر معهما لحدث ما لا تُحمد عقباه، لكن بعد رحيل الجابر انكشف الوضع تماماً بغياب الشخصية القوية في التعامل مع بعض اللاعبين الذين أدمنوا السهر والسفر فأصبح الهلال جداراً قصيراً يتسلقه الجميع من أندية وإعلام بفعل خسائر فريق كرة القدم المتكررة، علاوة على ما تدّعيه الإدارة من مثالية أصبحت في نظر الجمهور مثلبة، لأن حقوق الهلال تُنتهك ولا مجيب، تطاول إعلامي من لاعبين وإعلاميين ولا تحرك ساكناً، حتى ليخيل للمشجع الهلالي أن إخفاق الإدارة في إدارة فريق القدم ألقى بظلاله على إدارتها للأزمة مع الجمهور والإعلام وإلا ماذا نسمي تداخل الرئيس أو أعضاء إداراته في برامج تستضيف يومياً من يقزِّم الهلال ولاعبيه ويتهمهم في أعراضهم وماذا نسمي استئثار بعض الإعلاميين من الجانب الآخر للهلال بالأخبار الحصرية للنادي؟ أليس ذلك تضييعاً لهيبة الهلال؟ ومكافأة لمن يقلل من قيمته؟ والأدهى والأمرُّ أنها تخرج دائماً للاعتذار عن أشياء لم تقلها.. فهل وصلت الحال بالهلال إلى هذه الدرجة؟ الهلال - يا سادة - يعاني ولا ينكر معاناته إلا هلالي مطبل أو من له مصلحة في بقاء الوضع على ما هو عليه، وهم المقربون من غير الهلاليين، فجميعهم انتقدوا الاستغناء عن كمبواريه وسط الموسم، وهم أول من انتقد الفريق بإشرافه، والإدارة للأسف في هذه اللجة تائهة تفتقر إلى صناعة القرار وتحمُّل تبعاته، وهذا سيكلفها الكثير في مستقبل الأيام عندما تصبح غير قادرة على المحافظة على ما حققته من منجزات وضعت لها اسماً وفرضت لها هيبة. كأني أرى في الأفق شبح كارثة وخسوف كلي ترصده الوقائع الحالية، وهي حال كان عليها الهلال في عهد عبدالله بن مساعد وأخشى أن تقع فصولها قريباً ما لم يتدارك الهلاليون الذين حضروا فجأةً قبل نهائي الكأس الوضع.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد. [email protected] Qmonira@