دوري زين لهذا الموسم يختلف كلياً عن الأعوام الماضية، فالمنافسة للظفر بالدوري ما زالت معلقة، وتخلص هذا الدوري من انحصار التسابق على نيل شرف البطولة بين فريقين، وهذا الموسم بعد انقضاء القسم الأول منه يوجد أربعة فرق، هي الهلال والأهلي والشباب والاتفاق، والفرصة مهيأة لدخول أندية اخرى في المنافسة على المراكز الأربعة، ولم تعد المنافسة على من سيكون هو البطل، بل ان المراكز الأربعة هي بحد ذاتها بطولة كونها ستتاح لها فرصة إحياء الأمل بالفوز ببطولات أكثر رفعة وشأناً من بطولة زين، والفوز بكأس آسيا للأندية أبطال الدوري أمر قد يكون في غاية السهولة لو رتب له بالقدر الذي يسمح بالمنافسة كما فعل السد القطري او تلك الأندية التي فازت بهذه البطولة ثم اختفت بعد ان وضعت بصمة تاريخية في سجل هذه البطولة الكبيرة. لدينا دوري زين يتيح فرصة العمر لمن ينافس فيه، فالفرق التي تحقق المراكز الأربعة الأولى، او لنقل الثلاثة والنصف توافقاً مع التنظيم الجديد لنا هي فرصة لا تعوض، فهذه الفرصة ربما بعث أمل كاد ان يكون سراباً ليجد احد الفرق نفسه يعتلى قمة إقليمية لا قمة محلية، كما ان هناك ظروفاً قد تجعل من احد هذه الفرق بطلاً من دون ان يلعب العامل الفني هذا الحظ، فالأهلي أصبح بطلاً لكأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الماضي على رغم خسارته في مباراة الذهاب والآياب من فريق الشباب، لكن المباراة بكامل نتيجتها تحول بسبب خطأ إداري الى مصلحة الأهلي فساقه قدره ان يكون بطلاً، وفي ذات الحين أبعد الشباب الذي احتل المركز الرابع في دوري زين الموسم الماضي من فرصة المشاركة في دوري آسيا المقبل، والصورة ذاتها التي تكررت في الدوري المحلي تكررت في دوري أبطال آسيا مع السد القطري، والقصة معروفة وتكاد تكون محفوظة. فأهمية المنافسة ضرورية والا تتوقف عند البطولة بحد ذاتها، بل يجب ان يكون الإصرار مستمراً والمنازلة قائمة، لا ان يكون البطل لدوري زين هو الفارق الوحيد والبقية يعودون الى حيث كانوا قبل إعلان البطل، وحتى هذه اللحظة التي يتصدر فيها فريق الهلال بجانب الأهلي المنافسات على المركز الأول بمطاردة من الفريق الذي لم يهزم بعد فريق الشباب من دون فارق يذكر سوى تلك النقطة الوحيدة التي خسرها الشباب من جراء التعادلات غير المتوقعة، فخمس مباريات تعادل فيها هذا الفريق كلفته ان يحتل المركز الثالث، لكن الشباب ما زال الأفضل فنياً لكي يتربع على مركز المقدمة. ولعل الحوار القائم الآن على من سيكون البطل المقبل ما زال غير محسوم وان التوقعات التي نسمعها يميناً وشمالاً ليست مفصلية فقد يجد احد الفرق نفسه يصنع مجداً كاد ان يغوص في عالم النسيان، فهناك رصيد جديد لكل فريق (33 نقطة) متبقية على تعديل المسار للأهداف المرصودة، وبمعنى أكثر دقة يجب علينا من الآن ان ننتظر الكثير من المفاجآت وربما الطوارئ لإزاحة فريق وتقدم آخر لكوننا نلعب منافسة حامية كسباق، أما مسالة المنافسة الفنية فلا يكشفها إلا منافسات على اعتبار ما سيكون في الخارج. [email protected]