في مقال سابق حذرت من كوارث إدارية قد يقع فيها الاتحاد السعودي «المنتخب»، وقد بنيت تلك النظرة التشاؤمية على قضيتين كانتا «بالون» اختبار لمدى صلابة القرار في هذا الاتحاد، وعدم رضوخه للضغوط، والأهم حياديته وعدله بين الأندية، لكنه فشل فيهما و«بجدارة». اليوم يفتعل الاتحاد مشكلات هو في غنى عنها، ولا نعلم ما مصلحته في إثارتها، فهو يتطفل على عمل لجنة المسابقات ويتدخل في إعادة جدولة ما تبقى من مباريات دوري زين التي أعدت مسبقاً، ويعدلها وفق ما يرى من دون مراعاة مصلحة الأندية ويلوح مسؤولوه بعبارة مطاطة هي «مصلحة الوطن»، ليسكت الجميع ويخضعوا له، ويتضح من هذا التغيير المفاجئ أن إدارة الاتحاد السعودي ستركز في المرحلة المقبلة فقط على المنتخب وسبل عودته «بالقوة أو بالطيب»، وفي سبيل ذلك ستضع على الرف كل ما وعدت به الأندية في برنامجها الانتخابي، وهو استمرار وثبات جدولة المسابقات لضمان مباراة واحدة لكل فريق أسبوعياً والتنسيق مع إدارات الكرة في الأندية للأخذ بمرئياتها في ما يتعلق بجدولة الدوري. ما حدث من تدخل غير مبرر ولا مقنع أثبت أن كل ما قيل ليس إلا سراباً حسبته الأندية ماءً حتى إذا جاءته لم تجده شيئاً.. فهل الأندية تمثل نفسها فقط أم أنها أيضاً في مهمة وطنية كالمنتخب وفي بطولة لا تزال تشيح بوجهها عن الأندية السعودية منذ 2005؟! وهل وصلت الحال المزرية والخوف وعدم الثقة إلى أن يقام معسكر للمنتخب في ماليزيا 10 أيام من أجل مباراة مع إندونيسيا.؟! نعم إندونيسيا.. ما غيرها! وهو ما سيترتب عليه تأجيل جولة من الدوري بسببها سيزداد الموسم طولاً وسيلحق الضرر بأندية في مقابل أريحية تامة لأخرى واستقرار.. فهل هذا هو العدل الذي تعهد رئيس وأعضاء الاتحاد بتطبيقه أم أن الأمر ما زال يأتي من جهات أعلى سلطة من اتحاد الكرة؟ أم هو مجرد عناد وديكتاتورية؟ وهل في عرف الاتحاد الدولي (فيفا) ولوائحه ما يفعله اتحادنا الموقر من عبث في دعوة لاعبي الأندية للمنتخبات؟ أم أن من حق الأندية التي طبقت اشتراطات الاتحاد الآسيوي في الاحتراف أن تقول له: لا وألف لا.. وتكتفي بالمتفق عليه دولياً الذي يسري على الأندية والمنتخبات. إن كان رئيس الهلال قد نطق قهراً وهو يرى حقوق فريقه في المنافسة تسلب عياناً بياناً بحجة معسكر المنتخب، فإن ما يُحسب له أنه كان الأول الذي علق الجرس، بتفعيل آخر الطب وهو الاحتكام إلى اللوائح ل«فيفا» وتطبيقها، ولكنه للأسف أخّر القرار إلى ما بعد مباراة إندونيسيا وعليه أن يمضي فيه قدماً، وألا يلتفت إلى من سيغمز في قناة «الوطنية» ومصلحة المنتخب وسمعته وما أكثرهم! فالحق المغتصب لا يسترد إلا بالقوة، وليس بعد ال«فيفا» قوة. [email protected] Qmonira@