لا يكاد يمر موسم إلا وتتسابق الأندية السعودية على التعاقد مع مهاجمين، أو استبدال من لديها، والغاية تسجيل الأهداف والحصول على النقاط. ويعد مركز الهجوم أكثر المراكز عناية من مسؤولي الأندية، لذا فالتوفيق فيه بهداف ميزة تسجل لصالحها، والإخفاق منقصة، وسوء اختيار، على رغم أن ذلك أحياناً غير صحيح، لأن تسجيل الهداف البارع يقابله أحياناً دفاع كارثي يهدم ما يبني، ويلغي أهمية ما يسجل من أهداف. والنتيجة من هذا الاحتفاء اختفاء المهاجم السعودي، وعدم الحرص على وجوده، او العناية به، ورعاية موهبته، بخاصة ممن هو في سن الشباب، أو الناشئين، وإن وجد المهاجم السعودي في الفريق الأول، فهو يقبع على دكة الاحتياط، ليشارك عندما يصاب الأجنبي فقط، أو يراد من دخوله تهدئة اللعب كالعادة في الدقيقة (88). «ليته سعودي»، كلمة لم يبقَ أحد لم يقلها في الموسم الماضي عن فيكتور سيموس ومثله عماد الحوسني. هذا الموسم اتجهت الاصوات نحو ويسلي لوبيز الهلال فعندما تعلق السعوديون بالأجانب وتمنوهم منهم، أليس لذلك لفقر الموجودين فنياً ممن يستطيعون أن يفرضوا أنفسهم بقوة وسط جيش الأجانب المتعاقد معهم حتى من الصاعدين من الدرجة الأولى ليس بكثرة خروجهم في الدعاية والاعلان، ولكن بحضورهم في الشباك هدافين يلوون الأعناق بجديتهم وحماسهم، وهي صفة لا نراها، إلا في مهاجمين اثنين هما ناصر الشمراني أولاً فهو في كل موسم يقاتل وحيداً في الهجوم السعودي منازعاً للأجانب في صدارة الهدافين، ومختطفها منهم عنوة يليه في ذلك نايف هزازي، فيما بقية السعوديين أقل ما يمكن وصفهم به، هو أنهم مجرد لاعبين في خط الهجوم لا غير، ومع احترامنا لهم فهذه قدراتهم وامكاناتهم الفنية، حتى لو لمعهم الإعلام وأسبغ عليهم المعلقون ألقاباً فضفاضة. فشل الأندية في إبراز مهاجمين ألقى بظلاله على نتائج المنتخب السعودي في مختلف المسابقات التي خاضها، واتضح فيها أنه يعاني فقراً تهديفياً مرعباً فمن 2007، وحتى الآن لم يفرض مهاجم اسمه كهداف، وظل التأرجح في المستويات سمة جميع المهاجمين إن برز أحدهم اختفى البقية، ولم نرَ ثنائياً نارياً كالذي كان بين ياسر ومالك في يوم ما. الأندية اختارت الحل الأسهل في تحقيق النتائج، وهي التعاقد مع أجنبي وبقي المنتخب يدفع الثمن، وسيبقى الحال على ماهو عليه ما لم تعيد الأندية دور الكشافين، وتدعم رعاية المواهب في خط الهجوم، وأن يمنع التعاقد من أجانب في هذا المركز لإعادة سعودة الهجوم السعودي الذي فقد هيبته وحضوره. [email protected] @Qmonira