أسهم مهرجان «الكليجا» السادس الذي يواصل فعالياته راهناً في مدينة بريدة في تدفئة الأجواء وكسر حدة البرد التي بدأ يشعر بها سكان المنطقة، من خلال احتضان عدد من الأسر المنتجة تقديم الأكلات الشعبية الطازجة التي يقبل عليها الناس عادة في فصل الشتاء، مثل الكليجا والمعمول والحنيني والمطازيز والفتيت والقرصان والجريش والمطبق. ويشهد مركز الملك خالد الحضاري إقبالاً من الأسر التي تزايد عددها خلال اليومين الماضيين، خصوصاً أن المهرجان نافذة بيع تسويقية تهدف بالأساس إلى دعم إنتاج تلك الأسر وتقدمها إلى الجمهور وأرباب العمل، كما يسهم في رفع الدخل للأسر المنتجة، وتشجيعها على الإنتاج الأسري، ولذلك جاءت عبارة «أهلنا أولى بدعمنا» شعاراً للمهرجان هذا العام الذي تعدى الدعم إلى إقامة عدد من الدورات التدريبية لتطوير مهارات تلك الأسر في العمل. وتؤكد أم محمد البالغة من العمر 65 عاماً أنها استطاعت أن تحول هوايتها في صنع «الكليجا» إلى مصدر دخل مجزٍ لها ولعائلتها، إذ جعلت من ثقافة العيب التي قد تعوق الكثير من الأسر المنتجة إلى مصدر افتخار تتباهى به في مجتمعها، لافتةً إلى أنها حققت من مبيعات «الكليجا» خلال عام نحو 250 ألف ريال، كفلت لها العيش برغد من دون الحاجة إلى مصادر دخل أخرى. وتضيف أن عدداً من الشركات المختصة بالأكلات الشعبية أبرمت معها صفقات لتسويق منتجاتها، مشيرة إلى أن مشاركتها في مهرجان «الكليجا» حققت لها دخلاً مجزياً ورسمت لها آفاقاً واسعة نحو تسويق منتجاتها الشعبية. يذكر أن المهرجان يضم في أحد أركانه أسراً منتجة تهتم ب«الحياكة» و«السدو» وغزل «الصوف» وصناعة «الخوص» تقدم كل ما تخرجه هذا المنتجات من أعمال يدوية خفيفة يصلح أن تقتنى في البيوت وتناسب عشاق الزمن القديم.