أنعش مهرجان الكليجا الذي تعيشه مدينة بريدة هذه الأيام سوق المأكولات الشعبية والصناعات اليدوية. وحققت موجة الانتعاش التي تقودها الشركات والمؤسسات ذات الاختصاص مكاسب مادية للحرفيين من الرجال والنساء، فيما ظهر على المشهد السياحي العديد من المهن القديمة التي لم تكن معروفة إلا عند الأجداد، إلا أنها عادت بفضل الفعاليات السياحية، والجمعيات الخيرية والتعاونية لسابق عهدها، وأصبحت متداولة اليوم بين الأحفاد. وكشف المهرجان وجود علاقات مصالح وطيدة بين الأسر المنتجة وبين الشركات، تتمثل في تأمين الكليجا لبعض المنتجات الشعبية الأخرى التي لها صلة بالتمور والبر وتحمل بصمات سيدات سعوديات حرفيات، فيما تتسارع الشركات لطلب ود الحرفيات ضمن إطار المصلحة التجارية، ولكن ما يلفت الانتباه هو الطلب المتزايد في السوق المحلية الذي جعل الأسر المنتجة تكسب من خلال أعمالها أرباحا جيدة وتعمل على ضمان بقاء المنتج واستدامته في تحقيق موارد مجزية. وأُسدل الستار أخيرا على مهرجان الكليجا الذي اعتبر أكبر تجمع للإنتاج الأسري، الذي احتضنه مركز الملك خالد الحضاري في بريدة، بعد أن شهد خلال الأيام الأربعة الأولى منه عمليات بيع وشراء، شغلها ما يزيد على 500 أسرة منتجة مضافة إلى مبيعات أكثر من 50 محلاً بمعارض الشركات والمؤسسات والمراكز الإنتاجية المشاركة في المهرجان. وتشير البائعة أم أنس، وهي مختصة بإنتاج الكليجا، إلى أن المهرجان اختص بتقديم العديد من أصناف المأكولات الشعبية التي تشتهر بها منطقة القصيم وفي مقدمتها الكليجا، والأطعمة الشعبية مثل الجريش، والحنيني، والمصابيب، والقرصان والمرقوق وغيرها، إضافة إلى المنتجات التي تقدم مع القهوة كالمعمول وحلويات التمور، وكذلك المقتنيات التراثية مثل الساحات المصنوعة من الصوف والمقتنيات المعدة من الحصير، وأعمال السدو والحياكة، وغيرها من مظاهر الحياة القديمة وطبيعتها، وهي التي باتت ذات سوق جيد أقيمت لأجله المهرجانات كمهرجان الكليجا الذي نعيش أحداثه حاليا. وتقول إن المهرجان أوجد حراكاً اقتصادياً واجتماعياً في منطقة القصيم، وبات حديث الناس والمهتمين، مما جعله مقصدا من مدن المملكة، وبالتالي هذا ما يدفع الشركات المختصة بهذه المنتجات لإبرام الصفقات، وقد حظي معظم الأسر المنتجة بصفقات مميزة، فيما تضيف أم محمد، متخصصة في الأكلات الشعبية، أن المحال التي تبيع الأكلات الشعبية طلبت منها إعداد طلبات من الأكلات الشعبية كالحنيني والمطازيز والإقط وغيرها، إلى جانب اتفاقها مع عوائل لإعداد وجبات شعبية في حال المناسبات الأسرية. من جهته، أعرب المدير التنفيذي لمهرجان الكليجا، فهد بن إبراهيم العييري، عن سعادته لبوادر تشير إلى نجاح المهرجان في عامه الخامس، وهو ما جعله مصدراً للتعريف بمنتجات الأسر وإيجاد دخل لها. وأثنى العييري على حديث بائعات المنتجات الشعبية بتأكيده على وجود عدد كبير من الصفقات التي تمت بين عدد من الأسر المنتجة والأسر ذات الاختصاص، مما يشير إلى أن المهرجان كان نافذة تسويقية ممتازة فتحت للأسر آفاقا جميلة لتطوير قدراتها وإنتاجها. من جهتها، أفادت المشاركة "أم صياد" أن مهرجان الكليجا فتح لهن أبواب الرزق بعد الله سبحانه وتعالى، وساهم في زيادة دخلهن بشكل أكبر بكثير عن غيره من المهرجانات، وأنها تخصصت في نسيج الغزل والسدو والشنف والإكسسوارات التراثية وبعض الصناعات الجلدية.