اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض القوات النظامية السورية و «حزب الله» اللبناني بالضلوع «في شكل مباشر ومقصود في قصف دور العبادة في معلولا» شمال دمشق، في وقت أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات مع نظيره الأميركي جون كيري في بروكسيل أمس للتحضير لمؤتمر «جنيف 2» بعد تردد معلومات عن احتمال تأجيل المؤتمر لأسباب إجرائية. وقال «الائتلاف»، في بيان، إن مقاتلين من «الجيش الحر» اشتبكوا مع عناصر إحدى الثكنات العسكرية التابعة لقوات النظام على مدخل معلولا، والتي كانت «مركزاً لانطلاق الصواريخ على المدينة والمناطق المحيطة بها، فقامت قوات النظام والميليشيات الطائفية بتنفيذ عمليات قصف عشوائي باتجاه معلولا». وبعدما نفى «الائتلاف» وقيادة «الجيش الحر» ضلوع أي وحدة من مقاتلي المعارضة في التعرض لراهبات دير مارتقلا في معلولا، قال في البيان إن «محادثة لاسلكية التقطتها وحدات في الجيش الحر بين عصابات الأسد وعناصر ميليشيا حزب الله اللبناني، تؤكد ضلوعهم في شكل مباشر ومقصود في قصف دور العبادة في معلولا، وسيتم نشر هذه المحادثة على وسائل الإعلام قريباً»، لافتاً إلى تدمير قوات النظام ثلاثة آلاف مسجد وعشرات الكنائس. من جهته، أفاد المكتب الإعلامي في «الهيئة العامة للثورة السورية» أنه «تم التواصل مع الراهبات ال 12 في الساعات الأولى من هذا الصباح (الأربعاء) وأنهن في حالة وصحة جيدة بعدما تم نقلهن على يد الجيش السوري الحر إلى أحد البيوت الآمنة في المنطقة بعيداً من القصف العشوائي الذي يستهدفها من قبل قوات النظام». وأشار إلى «جرح عدد من أفراد الحر لدى إجلاء الراهبات بسبب استهداف قناصة النظام لهم». أما صحيفة «الوطن» القريبة من النظام السوري ذكرت أن مقاتلي المعارضة يريدون استخدام الراهبات «دروعاً بشرية». وأفادت رئيسة دير صيدنايا فيبرونيا نبهان بأن الراهبات السوريات واللبنانيات والسيدات الثلاث اللواتي يعملن معهن، موجودات في منزل بيبرود وهن في حال جيدة. ووجه البابا فرنسيس نداء من أجل الراهبات الأرثوذكسيات ال 12. وفي حلب شمالاً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 18 شخصاً «جراء سقوط قذائف صاروخية بمنطقتي الميريديان والفرقان» الواقعتين تحت سيطرة النظام في حلب. وأوضح أن بين القتلى 9 مدنيين و5 من القوات النظامية بينهم ضابط و4 مجهولي الهوية. في غضون ذلك، أفاد موقع «روسيا اليوم» أن مدير إدارة الاستخبارات العامة السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز التقى لافروف بعد لقائه الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو مساء أول من أمس. وأوضحت الخارجية الروسية في بيان أن اللقاء تناول «البرنامج النووي الإيراني والتسوية السورية وسير التحضيرات» ل «جنيف 2». وأشارت الوزارة في بيان منفصل إلى أن لافروف التقى كيري على هامش الاجتماع الوزاري بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسيل وناقشا التحضير لمؤتمر «جنيف 2» وسير عملية تدمير السلاح الكيماوي السوري». وبرزت أمس عقبات سياسية أمام انعقاد «جنيف 2»، إذ قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن الرئيس بشار الأسد سيبقى رئيساً وسيقود المرحلة الانتقالية في حال التوصل إلى اتفاق خلال مؤتمر «جنيف 2». في المقابل، نقل «الائتلاف» عن رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس قوله إن «مطلب تنحي الأسد من مسلمات الثورة السورية وإن الجيش النظامي خائن للوطن وقاتل للسوريين ولا يمكن الانضمام تحت جناحه... ولا دور لمؤسسة عسكرية في المستقبل سوى الجيش المؤلف من الثوار والشرفاء الذين قاتلوا دفاعاً عن السوريين». إلى ذلك، أفاد بيان أن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا سيقوم ب «زيارة رسمية لدولة الكويت، يلتقي خلالها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح»، في أول زيارة رسمية يقوم بها «الائتلاف» إلى الكويت. وعقد الجربا أمس اجتماعاً موسعاً مع إدريس ورئيس الحكومة طعمة ووزير الدفاع في الحكومة الموقتة أسعد مصطفى للوقوف على تفاصيل الوضعين الإنساني والعسكري الذي تعيشه مناطق الغوطتين في ريف دمشق، قبل السفر إلى الكويت.