وجه مسؤولان كرديان انتقادات لمساع يقوم بها حزب كردي رئيسي لإقامة كيان مستقل في مناطق ذات غالبية كردية في شمال سورية وشمالها الشرقي، مؤكدين أنه «لا يمكن حل القضية الكردية بمعزل عن الإجماع الوطني السوري»، في وقت وجّه رئيس إقليم كردستان في العراق مسعود بارزاني دعوة إلى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا لزيارة أربيل. واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو رئيس الاستخبارات العامة السعودية الامير بندر بن سلطان. واعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف انه جرى التشديد، خلال اللقاء، على «الدينامية الايجابية للجهود الدولية من اجل حل الملف النووي الايراني». وقال ان اللقاء تناول ايضا «تبادل وجهات النظر حول الوضع في سورية ولا سيما من منظار الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2». على صعيد اخر، أعلن رئيس «الاتحاد السياسي الكردي» عبدالحكيم بشار ل «الحياة» تأييده قيام «دولة اتحادية شرط أن تكون في إطار الإجماع الوطني لأنه لا يمكن حل القضية الكردية بمعزل عن القضية الوطنية السورية»، في حين انتقد الأمين العام ل «الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي» عبدالحميد درويش «أي حلول منفردة للقضية الكردية» في سورية. وأوضح ل «الحياة» أن بارزاني أبلغه خلال لقائهما أمس بنقل دعوة رسمية إلى الجربا لزيارة أربيل للبحث في قضايا عدة بينها تشكيل وفد المعارضة إلى مؤتمر «جنيف 2» المقرر في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل. وكان رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم أعلن أن حزبه يسعى إلى قيام إقليم كردي مستقل في إطار سورية فيديرالية، لافتاً إلى أن لجنة تعد دستوراً لهذا الإقليم، بحسب ما أوردت وكالة «فرانس برس» أول من أمس. ميدانيا، قتل أمس ما لا يقل عن أربعة أشخاص وجرح 17 آخرون في تفجير انتحاري في منطقة الجبة في الجسر الأبيض وسط دمشق. وعلى مسافة 55 كلم إلى الشمال من العاصمة، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة معلولا المسيحية الأثرية التي سيطر عليها مقاتلون معارضون بينهم مقاتلون من «جبهة النصرة»، وفق «المرصد». وقال السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري ل «فرانس برس» إن 12 راهبة «أرغمتهن مجموعة مسلحة على ترك الدير بالقوة، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق إلى يبرود»، البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتقع على مسافة 20 كلم إلى الشمال من معلولا. ونفت «الهيئة العامة للثورة السورية» ما قيل عن «احتجاز الثوار راهبات دير مارتقلا في معلولا وتهديد حياتهن». وقالت إن «مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر يحمون الراهبات وحاولوا إجلاء رئيسة الدير الأم بيلاجيا سلاف والراهبات ال 11 معها من الدير إلى مكان أكثر أمناً وإخراجهن من معلولا وأن نيران قناصة جيش النظام والقصف العنيف على المدينة عرقل مهمتهم». وأضافت أن «عدداً من مقاتلي الجيش الحر وجبهة النصرة جرحوا أثناء محاولتهم إنقاذ الراهبات». في هذا الإطار، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن رئيس هيئة الأركان في «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس قوله إن «الجيش الحر يحاول القتال على جبهتين: القاعدة في 24 موقع في سورية وقوات (الرئيس بشار) الأسد». وأشارت إلى أن تقريراً أمنياً أعده «الحر» وقدم إلى وزارة الخارجية الأميركية تحدث عن زيادة نفوذ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ووجود 5500 مقاتل أجنبي في صفوفها. وفي نيويورك، تجري لجنة التفتيش عن الأسلحة الكيماوية «تدريبات لوحدات من الجيش السوري على توضيب الأسلحة الكيماوية ونقلها تمهيداً لإيصالها إلى مرفأ طرطوس غرب سورية وشحنها إلى خارج البلاد» بحسب تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قدمه إلى مجلس الأمن واطلعت «الحياة» على نسخة منه. وأبلغ بان مجلس الأمن أن خطة تجميع الأسلحة الكيماوية ونقلها وشحنها أصبحت جاهزة وستعرض منسقة المهمة المشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ تفاصيلها على مجلس الأمن غداً الخميس. وبحسب ديبلوماسيين في مجلس الأمن، فإن الأممالمتحدة ومنظمة الحظر قررتا «إنشاء صندوق تمويل جديد لتغطية نفقات تدمير الأسلحة الكيماوية السورية في ضوء الحاجة إلى جمع أموال جديدة». وفي الجانب الإنساني، قالت مصادر في مجلس الأمن إن «ثمة جهوداً جارية حالياً لتنظيم مؤتمر دولي لبحث الوضع الإنساني في سورية في موازاة مؤتمر جنيف 2». وأضافت أن «الولاياتالمتحدة، وليس فقط روسيا، تعارض طرح مشروع قرار حول الوضع الإنساني في سورية في الوقت الراهن تجنباً لأي عرقلة للزخم وراء عقد مؤتمر جنيف2». واستعدت مجموعة الدول العربية في الأممالمتحدة أمس لعقد اجتماع لبحث طرح مشروع قرار إنساني في شأن سورية في مجلس الأمن. وطالبت رئيسة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن بممارسة ضغوط على الحكومة السورية كي تسمح بحرية أكبر في الوصول إلى المدنيين الذين تحاصرهم المعارك، بحسب ديبلوماسيين. وشددت على «ضرورة التحرك لمنع استخدام المدارس والمستشفيات في سورية لأغراض عسكرية»، مشيرة إلى أن «عدد المحاصرين تجاوز 250 ألفاً لا يمكن الوصول إليهم على الإطلاق». وقالت إن 2.5 مليون «يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها». وأعلن صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) أمس أن 5,5 مليون طفل سوري سيواجهون قريباً شتاء قاسياً، مؤكداً حاجته إلى أموال إضافية و «في شكل عاجل» لتوفير الإمدادات اللازمة لمواجهة فصل الشتاء. وفي جنيف، أعلنت الأممالمتحدة أمس إنها أوصلت الغذاء إلى 3.4 مليون شخص في سورية في الشهر الماضي.