أكد عضو المجلس الوطني السوري، مدير معهد الشرق العربي في لندن، عبيدة نحاس، أن واشنطن تخطئ عندما تعتبر أن مشكلة الشعب السوري تتمثل في السلاح الكيماوي الذي يمتلكه نظام الرئيس الأسد، مشيراً إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في وجود النظام نفسه. وقال في تصريحات إلى "الوطن": "مشكلتنا مع هذا النظام الذي قتل أكثر من 100 ألف مواطن بأساليب ووسائل متعددة، وليس بالسلاح الكيماوي فحسب". واعتبر أن السلاح الكيماوي الذي يلجأ له الأسد بين فينة وأخرى، جزء من المشكلة، وهو ما يعطي السوريين الحق في محاسبته، ليس فقط لجريمة الغوطة الشرقية التي ذهب ضحيتها أكثر من 1400 قتيل، بل في كل الجرائم التي ارتكبها. وأضاف: "الأسد في نظر السوريين، بات أخطر من هذا السلاح المحرم دولياً". يأتي ذلك، فيما عادت موسكو من جديد، للعزف على أوتار الحل السياسي، حسب ما جاء على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف عقب لقاء نظيره السوري وليد المعلم أمس في العاصمة الروسية، حينما قال: "موسكوودمشق متفقتان على أن الحل السياسي لا بديل عنه، للخروج من الأزمة الحالية، والتهديدات الغربية بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري". وأكدا الوزيران ضرورة عودة المفتشين الدوليين إلى الأراضي السورية، لإجراء "تحقيق محترف"، في استخدام "كيماوي الغوطة". وألمح الوزيران أيضاً، إلى ضرورة العمل على إقناع الأطراف المتنازعة بالمشاركة في مؤتمر "جنيف2"، دون شروط، وهو ما ترفضه المعارضة شكلاً ومضموناً، كونها تُصر على ضرورة إزالة الأسد من سدة الحكم أولاً. ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مناطق في حي الشيخ مقصود بحلب، تعرضت لقصف من قبل القوت النظامية، فيما دارت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل البارحة الأولى بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط مطار النيرب العسكري، ترافقت مع فتح الطيران نيران رشاشاته الثقيلة على محيط المطار. وأشار المرصد إلى تعرض مناطق في حي القابون الدمشقي لقصف من قبل القوات النظامية، فيما شهدت درعا قصفا عنيفا من قبل قوات النظام، بينما تعرضت منطقة جنوب حماة لقصف بمدفعية الهاون، تزامن مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي كتائب الجيش الحر. في سياق منفصل، كلف الائتلاف الوطني السوري المعارض وهيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية قوات خاصة من الجيش الحر بتأمين أهالي ومقدسات بلدة معلولا التاريخية، التي تقطنها أغلبية مسيحية وتقع في ريف دمشق. وأوضح بيان عن الائتلاف وهيئة الأركان، أن الأوامر صدرت للجنود بتأمين الحماية "لأهلنا في معلولا، وبالخصوص الأديرة والمقدسات". وأكد البيان على القيام بكل جهد لحماية السوريين. وأشار إلى الاهتمام بشكل خاص بحماية الأقليات، قائلا "إنهم إخوتنا ونعلم أن النظام سيستهدفهم بشكل استثنائي في هذه المرحلة تحديدا".