في وقت استمرت المعارك في منطقة القلمون الاستراتيجية في شمال دمشق التي يحاول نظام الرئيس بشار الأسد إحكام سيطرته عليها، قُتل ما لا يقل عن 18 شخصاً بينهم ضابط وأصيب نحو 30 شخصاً بجروح في سقوط قذائف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب في شمال البلاد. وفي تطورات المعارك الدائرة بمنطقة القلمون، أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» مقتل وجرح عدد من أفراد قوات النظام خلال مواجهات مع «الجيش الحر» في منطقة عين التينة ببلدة معلولا. وفي ما يتعلق بوضع الراهبات الاثنتي عشر اللواتي أخذهن مسلحون معارضون من ديرهن في معلولا إلى منطقة قريبة يُعتقد أنها يبرود، أكد مراسل «المكتب الإعلامي» في «الهيئة العامة للثورة» أنه «تم التواصل معهن في الساعات الأولى من هذا الصباح (الأربعاء) وأنهن في حالة وصحة جيدة بعدما تم نقلهن على يد الجيش السوري الحر إلى أحد البيوت الآمنة في المنطقة بعيداً عن القصف العشوائي الذي يستهدفها من قبل قوات النظام». وأشار المكتب الإعلامي إلى «جرح عدد من أفراد الحر لدى إجلاء الراهبات بسبب استهداف قناصة النظام لهم». أما صحيفة «الوطن» القريبة من نظام الأسد فقد ذكرت أن مقاتلي المعارضة يريدون استخدام الراهبات «دروعاً بشرية». وتابعت أن قوات الجيش السوري «بدأت تتوافد إلى المنطقة (معلولا) لإعادة بسط الأمن والأمان بعد أن عاث بها مئات الإرهابيين فساداً وتخريباً وهم تسللوا إليها من خلال طرق ترابية بين الجبال واختطفوا 12 راهبة سورية ولبنانية واقتادوهن (...) إلى بلدة يبرود حيث يرجح أن يستخدموهن كدروع بشرية في البلدة». ورأت أن هذه الخطوة تأتي «بعد توالي هزائمهم في قارة والنبك ودير عطية» الواقعة في منطقة القلمون. وبحسب رئيسة دير صيدنايا فيبرونيا نبهان التي تحادثت مع رئيسة دير مار تقلا في معلولا الأم بيلاجيا سياف مساء الاثنين، فإن الراهبات الاثني عشر السوريات واللبنانيات والسيدات الثلاث اللواتي يعملن معهن، موجودات في منزل بيبرود وهن في حال جيدة. من جهته، وجه البابا فرنسيس نداء من أجل الراهبات الأرثوذكسيات ال 12. وخلال اللقاء العام في ساحة القديس بطرس، تحدث البابا أمام 30 ألف شخص عن مصير «راهبات دير مار تقلا للروم الأرثوذكس في معلولا اللواتي تم اقتيادهن بالقوة من قبل رجال مسلحين». وقال: «نصلي من أجل الأخوات وكل الذين خطفوا بسبب النزاع. لنواصل الصلاة والعمل معاً من أجل السلام». في غضون ذلك، ذكرت «الهيئة العامة للثورة» أن عدداً من عناصر قوات النظام قُتلوا في وقت متقدم ليلة أول من أمس «بعدما استهدفهم الجيش السوري الحر من خلال كمين عندما حاولوا اقتحام حي برزة في العاصمة دمشق». أما في الغوطة الشرقية، فأعلنت «الهيئة» مقتل 8 من عناصر «حزب الله» اللبناني الذي يساند قوات النظام بمعاركها هناك. كذلك أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» معلومات عن «مقتل 10 عناصر من قوات الدفاع الوطني خلال اشتباكات مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة في ريف دمشق»، في حين قُتل مقاتلان من الكتائب المقاتلة في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط بلدة الأحمدية بالغوطة الشرقية»، بحسب «المرصد». وفي حلب وريفها، أعلن «الجيش الحر»، صباح أمس، «بدء معركة السيطرة على مستشفى الكندي» في مدينة حلب. وذكرت «الهيئة العامة للثورة» أن «الجيش الحر» استهدف نقاطاً لقوات النظام بالدبابات والمدفعية، كما دارت اشتباكات عنيفة عند المبنيين القديم والجديد لمستشفى الكندي، نجم عنها تدمير دبابة للنظام. وأعلن «الجيش الحر» أيضاً تحقيقه «تقدماً على الجبهة الشرقية» في مدينة حلب، لا سيما في منطقة المواصلات، وسيطرته على نقاط ومبان على الاوتستراد الرئيسي في المنطقة، بحسب «الهيئة العامة للثورة». وأعلنت فصائل تابعة ل «الجيش الحر» أيضاً استهدافها مبنى القصر العدلي في المدينة، حيث تتمركز بداخلة قوات النظام وعناصر الشبيحة، وذلك من خلال لغم تم زرعه هناك «ما أسفر عن مقتل كل من بداخل المبنى وعددهم حوالى 20 عنصراً»، بحسب «الهيئة العامة للثورة». كما أعلن ناشطون مقتل «سبعة عناصر من حزب الله وأكثر من 20 من قوات النظام في منطقة جب الشلبي بحي الإذاعة» في حلب. من جهته، أشار «المرصد» إلى مقتل 18 شخصاً «جراء سقوط قذائف صاروخية بمنطقتي الميريديان والفرقان» الواقعتين تحت سيطرة النظام في حلب. وأشار «المرصد» إلى أن بين القتلى 9 مدنيين و5 من القوات النظامية بينهم ضابط و4 مجهولي الهوية. وفي الريف الجنوبي لحلب، قال معارضون إن عدداً من قوات النظام قُتلوا باشتباكات أثناء محاولتهم اقتحام منطقة المداجن غرب بلدة عسان، في حين استهدف الطيران الحربي للنظام حي طريق الباب وبلدة عينجارة بالرشاشات الثقيلة. وفي محافظة حلب أيضاً، نقل «المرصد» عن «مصادر كردية موثوقة» إن «الدولة الإسلامية في العراق والشام اعتقلت (خلال اليومين الماضيين) نحو 34 مواطناً كردياً بينهم طفلان اثنان وسيدة و7 فتيات ورجل مسن» في مدينة منبج وقرى في ريف حلب الغربي ومدينة جرابلس. وأضاف أن من ضمن المعتقلين ثلاثة مواطنين أكراد كانوا قادمين من الجزائر عبر تركيا، و5 كانوا قادمين من تركيا «حيث اعتقلهم مقاتلو الدولة الإسلامية في مدينة جرابلس». وتابع «المرصد»: «لا يزال مصير المعتقلين مجهولاً بعد أن اقتادتهم الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى جهة مجهولة». وأشار إلى أن «الدولة الإسلامية أعلنت فرض حصارها على مدينتي كوباني (عين العرب) وعفرين اللتين يقطنهما غالبية من المواطنين الكرد»، في وقت تدور اشتباكات شبه يومية بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» من جهة ومقاتلي «الدولة الإسلامية» وكتائب مقاتلة من جهة أخرى في قرى بريف عفرين. أما في ريف حماة الشمالي، فقد قال معارضون إن «الجيش الحر» سيطر على حاجز الجديدة وحاجز سيريتل «إثر معارك عنيفة» دارت صباح أمس بينه وبين قوات النظام. وفي محافظة دير الزور، ذكر «المرصد» أن «الكتائب المقاتلة استهدفت تمركزات القوات النظامية في حي الصناعة»، في حين دارت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على أسوار مطار دير الزور العسكري». وأوردت «الهيئة العامة للثورة»، في غضون ذلك، معلومات عن خسائر لحقت بقوات النظام. وذكرت أن عدداً من جثث جنود وميليشيا الدفاع الوطني في طرطوس تم تسليمها لذويها من مستشفى الباسل في طرطوس والقرداحة والمستشفى العسكري في اللاذقية «حيث يعمد النظام إلى تسليم عدد محدد من الجثث يومياً، ويحتفظ بالكثير منها في برادات المستشفيات حتى لا يثير غضب الطائفة (العلوية) عليه». وأشارت «الهيئة العامة للثورة» إلى سقوط «أعداد كبيرة» من قتلى النظام في معارك الغوطة والقلمون وريف حماة الشرقي، و «على رغم تقسيط توزيع الجثث، حصلت مشادة تطورت إلى إطلاق الرصاص بين ذوي القتلى في قرى طرطوس وعناصر الأمن التي سلمتهم الجثث».