أعرب المطارنة الموارنة عن «أسفهم واستنكارهم الشديد لخطف الراهبات واليتامى من دير القديسة تقلا في معلولا، (السورية) والانتقال بهم إلى مكان مجهول». وسألوا: «ماذا يعني هذا الاعتداء على حرمة الدير وحصن الراهبات ودار اليتامى؟ وما علاقة هؤلاء المصلين من أجل السلام والمصالحة بالصراع المؤسف والمؤلم الدائر على أرض سورية؟»، مناشدين الأسرة الدولية «معرفة مصير هؤلاء المخطوفين وإعادتهم إلى حرمة الدير والمحافظة على هذا المكان المقدس، ودور العبادة، وحماية كرامة كل إنسان، والعمل الجدي على إيجاد الحلول السياسية العادلة للنزاعات القائمة». وأبدى المطارنة في بيان بعد اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي، ومشاركة الكاردينال نصرالله صفير، وحضور الموفد البابوي إلى لبنان رئيس المجمع الحبري الكاردينال روبير سارا، «قلقهم إزاء الوضع الأمني في لبنان، إن لجهة موجة التفجيرات والتهديد بأعمال عدائية، أو لجهة الوضع المأسوي في طرابلس حيث تسود شريعة الغاب التي تستبيح القتل والتدمير وتهجير المواطنين الأبرياء»، مثمنين «عالياً الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة، لإحلال الأمن في هذه المدينة، والحؤول دون امتداد الاضطرابات إلى أماكن أخرى في البلاد». ورأى المطارنة أن «القلق على السيادة من الناحية الأمنية، لا يبعد اهتمام الآباء عن أخطار استباحة السيادة اللبنانية من قبل إسرائيل، عبر عمليات التجسس وخرق شبكات الاتصال الوطنية، والخروقات الجوية وغيرها، وهو أمر يدينونه أشد إدانة». وأكدوا أن «تعاطي جهات خارجية مع لبنان وكأنه ليس دولة ذات سيادة، وكأن لها حق الوصاية عليه، هو أمر لا يعفي اللبنانيين من المسؤولية، لأنَّهم برفضهم الحوار الداخلي تلجأ كل مجموعة منهم إلى بناء دويلتها الخاصة مستقوية بجهة صديقة أو شقيقة. وذلك ما يجعل من لبنان رهينة للتوازنات والصراعات الإقليمة، وأسير السياسات الدولية». ودعا المطارنة السياسيين إلى «الإسراع في وضع قانون جديد للانتخابات النيابية، وتشكيل حكومة تقف سداً منيعاً في وجه التحديات وتقوم بواجبها تجاه الاستحقاقات، وأهمها الاستحقاق الرئاسي الذي لا بدَّ من أن يحصل في وقته، لأنَّ لبنان لا يحتمل جولات الفراغ المتتالية، التي قد تؤدي إلى إفراغ الدولة من مضمونها وتفكيك الوطن وإغراق السفينة بجميع من فيها». وأعرب المطارنة عن «قلقهم الشديد من الفساد الذي ينخر المؤسسات العامة ومرافق الدولة وكأن لا رقيب ولا حسيب. إن هذا التسيب يشجع كما يقال على استفحال الرذيلة».